يخطئ الاتفاقيون كثيرا إذا اعتقدوا أن دوري (ركاء) رحلة سياحية لا أكثر، سيعود بعدها فارس الدهناء ل (جميل) بدون عناء أو جهد أو حتى مخاطرة. ويخطىء أكثر، من يؤمن بعملية القياس في العناصر، أو الأسماء بين فرق الأولى، دون أن تكون هناك روح قتالية داخل المستطيل الأخضر، فالتعالي أسقط الوحدة الذي تخرج من مدرسته مختار فلاته ومهند عسيري وأسامه هوساوي والمحياني، وغيرهم الكثير، وأبقاهم في الأولى في فترات متباعدة؛ لأنهم أعتقدوا أن دوري الأولى (سياحة)، واعتمدوا على القياس في الأسماء، وتركوا القتال داخل المستطيل الأخضر، وما ينطبق على الوحدة، ينطبق بصورة أقل على الرياض والطائي اللذين مكثا من دوري المظاليم سنوات عجاف، ولم يخرجا منه حتى الآن. العبرة يجب أن يأخذها أبناء الاتفاق بجدية، حتى لا يقعوا في نفس المطب، الذي وقع فيه الآخرون، ممن عاشوا ومكثوا بين الكبار سنوات طوال، وعندما هبطوا، لم ينجحوا في العودة السريعة، وسكنوا في منازل الأولى، وعمروا فيها. والمتابع لدوري (ركاء) في مواسم الثلاثة الماضية، يدرك صعوبة هذه المنافسة، فحجز بطاقتي الصعود، لم يعد محصورا على فريقين أو ثلاثة من الأندية المعروفة، أو التي سبق لها وأن لعبت بين الكبار، فالصراع في السنوات الماضية مليء بالمفاجآت، وساحة مفتوحة لأكثر من ست فرق أو أكثر؛ للوصول إلى الأضواء. الوضع جد خطير بالنسبة للاتفاقيين، وعبرة الجارين النهضة والقادسية حاضرة بقوة، والتراخي في تحديد برنامج الموسم الجديد، وعدم إنهاء بعض الملفات العالقة منذ وقت مبكر؛ سيساهم في تفاقم الوضع الذي هو بأمس الحاجة في الوقت الراهن لوضع النقاط على الحروف حياله. أعرف ويعرف غيري أن هناك تحركات إدارية؛ لإنهاء ملفي الجهازين الفني والإداري، وإذا كان هناك شبه توصل لإنهاء الأول، فإن الملف الثاني يحتاج لأسماء مقنعة ومؤثرة وحتى لامعة، لتبعث برسالة مطمئنة للجماهير الاتفاقية المحايدة، التي لا تعمل تحت أجندة (مع وضد)، والتي يهمها الاتفاق أولا وثانيا وثالثا، وغير تابعة للأسماء مع (الموالاة والمعارضة). عملية المد والجزر في الاتفاق، ليس فيها طرف رابح، الكل خاسر، وإذا أعتقد طرف أنه سينال من الآخر في هذه الفترة الحرجة، فإن تبعاتها ستكون سارية المفعول، حتى مع تغير الوجوه والأسماء والقيادات، فمن الأفضل للاتفاق وجود قناة اتصال بين المعنيين؛ حتى لا يكون مصير (الفارس) كغيره من أندية الشرقية، التي أتعبها الانقسام، وجعلها جنازة تنتظر الدفن.