قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انتونيو غوتيرس، ل «اليوم»: إن «الطبيعة الديموغرافية للدول المضيفة للاجئين السوريين تغيرت بفعل موجات اللجوء». وأشار غوتيرس إلى ضرورة «فتح حدود الدول، من غير جوار سوريا، للاجئين، الذين باتوا يشكلون ضغطاً ديموغرافياً مهولاً على الدول المضيفة». وأضاف: إن «الصراع الدائر في سوريا من شأنه الدفع بموجات جديدة من اللاجئين باتجاه دول الجوار». ودعا غوتيرس إلى «رفع مستوى الوعي لدى المجتمع الدولي وتوليه مسؤولياته في تمويل ودعم الدول المضيفة»، مشدداً: «يجب أن نحشد أكثر من أجل دعم الدول المستضيفة للاجئين السوريين». وطالب غوتيرس المجتمع الدولي إلى التعاون من أجل استيعاب اللاجئين السوريين، الفارين من ويلات العنف الدائر. وتوقع وزراء دول جوار سوريا في، مؤتمر جوار سوريا، الذي عقد في مخيم الزعتري الأردني على مشارف الحدود الأردنية - السورية تدفق موجات جديدة من اللاجئين السوريين، نتيجة الصراع الدموي الذي تشهده بلادهم، يناهز عديدها نصف الشعب السوري.ومن جهته، دعا وزير الخارجية التركي أحمد داوود اوغلو، في مؤتمر صحافي أعقب اجتماع دول الجوار السوري، إلى «السماح بتدفق المساعدات الى الداخل السوري، وإيصالها إلى اللاجئين لتمكينهم وتثبيتهم داخل وطنهم». وأشار اوغلو إلى «فتح تركيا لحدودها أمام شاحنات المساعدات، الموجهة إلى النازحين السوريين داخل بلادهم، بما يمكنهم من البقاء داخلها وعدم الفرار إلى خارجها». وطالب اوغلو «مجلس الامن الدولي بتنفيذ القرارات المتخذة بهذا الخصوص خاصة في ظل وجود اكثر من 5 ملايين ونصف المليون نازح سوري داخل سوريا». وتوقع اوغلو «ارتفاع إعداد اللاجئين والمهجرين السوريين إلى 10 ملايين لاجئ، ما يعني قرابة نصف الشعب السوري»، واصفاً «الأزمة السورية» ب «الأكثر مأساوية». ولفت اوغلو إلى «12 الف حالة ولادة جديدة للاجئين السوريين، شهدتها مخيمات اللاجئين، وهو مؤشر خطير الى تنامي عدد اللاجئين». وحول نتائج الاجتماع، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة: إن «المشاركين بالاجتماع الوزاري للدول المستضيفة للاجئين السوريين في مخيم الزعتري، اتفقوا على مخاطبة المجتمع الدولي، لزيادة دعم الدول المستضيفة لهم، وتطبيق قرار مجلس الامن الدولي رقم 2139 الذي يؤكد اهمية استمرار الامدادات والمساعدات للاجئين داخل سورية». وبين جودة، في المؤتمر الصحافي، «العبء الكبير الذي يتحمله الأردن والمجتمعات المحلية، اذ يستضيف أكثر من مليون و300 الف لاجئ سوري، يوجد منهم 10% داخل المخيمات، والبقية يتوزعون في المجتمعات المحلية، ما يشكل ضغطا كبيرا على القطاعات المختلفة كالطاقة والمياه والصحة والتعليم وفرص العمل». وأعاد جودة التأكيد على موقف الأردن الداعي إلى «إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، بمشاركة كل مكونات الشعب السوري، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لإيجاد حل للأزمة الإنسانية». واتفق المشاركون في الاجتماع على التئام دول الجوار السوري في لبنان في العشرين من حزيران المقبل لمتابعة قرارات اجتماعهم ولقائي جنيفوتركيا. ومن جهته، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري: اننا اتفقنا على ان نقدم كل امكاناتنا المتوافرة للسوريين، لتمكينهم من العودة الى بلادهم بكرامة، مؤكدا اهمية ايصال الدعم الى اللاجئين السوريين في الداخل رغم صعوبة ذلك بسبب الاوضاع العسكرية والامنية. وبين ان الدول الاعضاء في مجلس الامن هي القادرة على تأسيس ووضع حل سياسي للازمة السورية، مؤكدا اهمية الدور الاردني والجهود الاردنية المبذولة في مجلس الامن لهذه الغاية. وجال رؤساء الوفود بعد انتهاء الاجتماع والمؤتمر الصحفي، في مستشفى النساء والاطفال بالمفرق، ومدرسة أسماء بنت أبي بكر، حيث اطلعوا على الخدمات الصحية والتعليمية المقدمة للاجئين السوريين.