سيبقى حال العرب في الرياضة كما هو حالهم في السياسة بعدما تحالفت اوروبا مع السويسري جوزيف بلاتر ضد ترشح القطري محمد بن همام نحو السباق لرئاسة الفيفا، ولم يكتف الاوروبيون بذلك بل حيكت المؤامرات ضد ابن همام لإبعاده عن الوصول لامبراطورية الفيفا، حتى ان امريكا القوى العظمى في العالم وقفت ضد ابن همام عندما رفضت منحه تأشيرة دخول البلاد لحضور الكونجرس الخاص باتحاد الكونكاكاف، ومنحته التأشيرة بعد انتهاء المؤتمر، حتى ان الاتحاد الافريقي «الكاف» برئاسة الكاميروني عيسى حياتو تراجع عن تأييد ابن همام بعدما تلقى تهديدات من قبل الفيفا، ووجّهت له صحيفة الصنداي تايمز الانجليزية تُهماً تتعلق بتلقي مليون ونصف المليون دولار لمنح صوته لملف قطر لتنظيم كأس العالم 2022. وبرغم كل الظروف التي تكالبت ضد ابن همام الا انه نجح في ان يهزّ عرش بلاتر في الآونة الاخيرة. محمد بن همام منذ ظهور رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم القطري محمد بن همام على المسرح الرياضي توقع له الجميع بزوغاً سريعاً إذ تحوي شخصتيه عدداً من الصفات المطلوبة للقيادي الناجح مثل الطموح والاجتهاد والحسم والفكر المتطور، مما يؤكد أنه قادر بالفعل على إسقاط السويسري جوزيف بلاتر من فوق كرسي رئاسة الاتحاد الدولي (الفيفا) الذي يمثل أرفع منصب رياضي في العالم. وينسب لمحمد بن همام أنه ساهم بشكل فعلي في إرساء دعائم النهضة الرياضية في بلاده من خلال مجهودات صنعت لقطر اسماً وسط المحافل الرياضية الآسيوية مكّنها ولمرات عديدة من التتويج وإحراز ألقاب آسيوية مهمة، بالإضافة إلى التأهل إلى دورات دولية. فيما يعدّ فوز قطر بتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022 هو أبرز إنجاز ساهم ابن همام في تحقيقه وسيظل العلامة الأبرز في سجله الرياضي.. إذ باتت قطر أول دولة عربية وشرق أوسطية تحظى بشرف تنظيم المونديال الذي انطلق عام 1930. وبفضل علاقاته الكبيرة في الأوساط الرياضية الدولية تمكن ابن همام من إقناع مسؤولي الاتحاد الدولي "الفيفا" بقوة الملف القطري ليتخطى ملفات دول عريقة لها باع كبير في تنظيم بطولات كبرى مثل أستراليا وكوريا الجنوبية واليابان الذين تساقطوا من المنافسة في الجولات الأولى والثانية والثالثة. وتدرج محمد بن همام في مناصب الاتحاد الآسيوي إلى أن وصل إلى قمة الهرم وتبوّأ محمد بن همام عدداً من المناصب إذ رأس نادي الريان في الفترة من 1972 - 1987 وفاز النادي بالدوري القطري 7 مرات خلال فترة رئاسته. وفي الفترة من 1979-1983 رأس الاتحادين القطريين للكرة الطائرة وكرة المضرب (حالياً الاتحاد القطري للتنس). «هذه الحركة ليست الا نوعاً من تكتيك يستعمله الاشخاص الذين لا يثقون في قدراتهم على الخروج ظافرين من معركة انتخابات الفيفا». ومن 1992-1996 رأس الاتحاد القطري لكرة القدم وابتداء من 1996عُين عضواً في اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي لكرة القدم. وفي سنة 1996 عُين عضواً في مجلس الشورى (البرلمان القطري) بقرار الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر. ويترأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم منذ عام 2002 وفاز بولاية ثالثة عام 2011 بالتزكية ليستمر في منصبه حتى 2015 وهي آخر ولاية له وذلك بعد تعديله دستور الاتحاد الآسيوي وجعل فترة الرئاسة ثلاث ولايات فقط لكل رئيس بعد ان كانت متاحة لأكثر من ولاية.
في 18مارس الماضي عقد محمد بن همام مؤتمراً صحفيا في مقر الاتحاد الآسيوي في كوالالمبور أعلن من خلاله ترشّحه لخوض انتخابات رئيس الاتحاد الدولي لمنافسة بلاتر الذي يتبوّأ هذا المنصب من عام1998. ويعرف عن ابن همام شراسته في خوض المعارك مع منافسيه، فضلاً عن تصريحاته الساخنة التي تشهد هجوماً مباشراً بلا "مواربة". إذ احتفظ بمقعد القارة الآسيوية في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي "الفيفا" بعد فوزه على منافسه الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة في الانتخابات التي أقيمت ضمن فعاليات اجتماع الجمعية العمومية في الاتحاد الآسيوي، بعد معركة عنيفة بين الطرفين استخدمت فيها مختلف الأسلحة السياسية والإعلامية. وحصل ابن همام على 23 صوتاً مقابل 21 للشيخ سلمان، في حين تم استبعاد ورقتين من التصويت بسبب عدم الصلاحية، علماً أن الفائز بالمقعد يحتاج للحصول على الأغلبية النسبية من بين الاتحادات الوطنية الأعضاء والبالغ عددها 46. وتمتد الفترة الجديدة لعضوية ابن همام في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي على مدار أربعة أعوام، علماً بأنه يشغل هذا المنصب منذ عام 1996. وكانت المنافسة بين ابن همام والشيخ سلمان قد شهدت تبادل كافة أنواع التهم والحملات الإعلامية، حيث اتهم ابن همام خصمه ب "ترشيح نفسه للمنصب الدولي، مدفوعاً بأطراف خارجية." الا ان ابن همام بدّد آمال العرب في تولي شخصية عربية رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بعدما اعلن انسحابه، وكان مثول ابن همام امام لجنة القيم بالفيفا بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وهو ما فتح الطريق لإعادة انتخاب السويسري جوزف بلاتر في هذا المنصب بالتزكية. واصدر رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بياناً قال فيه: "يحزنني ان يكون للمعركة من اجل القضايا التي اؤمن بها هذه الكلفة وهي تدهور سمعة الفيفا.. لم يكن هذا ما اريده للفيفا وهذا امر غير مقبول". واضاف: "لا يمكنني ان اقبل بأن يكون الاسم الذي احرص عليه كثيراً يغرق في الوحل بسبب منافسة بين شخصين واعلن انسحابي من انتخابات الرئاسة" التي يفترض ان تجري الاربعاء المقبل. وتابع ابن همام (61 عاما): آمل الا يربط انسحابي بالتحقيق الذي تجريه لجنة الاخلاق في الفيفا في الوقت الذي سأمثل فيه امامها لتبرئة اسمي من الاتهامات التي لا اساس لها ووجّهت اليّ. «عرف عن ابن همام شراسته في خوض المعارك مع منافسيه، فضلاً عن تصريحاته الساخنة التي تشهد هجوماً مباشراً بلا مواربة». واعلن الفيفا أن لجنة الاخلاق التابعة له ستفتح تحقيقاً بحق بلاتر بعد ان طلب ابن همام ذلك. وجاء في بيان للاتحاد الدولي "طلب عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي محمد بن همام من لجنة الاخلاق التابعة للفيفا ان تفتح تحقيقاً بحق رئيس الفيفا جوزيف بلاتر على اساس ان التقرير المقدّم من عضو اللجنة التنفيذية في الفيفا تشاك بلايزر في وقت سابق من هذا الاسبوع، يؤكد ان جاك وارنر نائب رئيس فيفا ورئيس اتحاد الكونكاكاف اعلم جوزيف بلاتر بدفع بعض الاموال نقدا الى بعض اعضاء الكونكاكاف في الاجتماع الذي نظمه ابن همام ووارنر في 10 و11 مايو الحالي، وبان رئيس الفيفا لم يعارض هذا الامر". واضاف البيان: "وبالتالي، قررت لجنة الاخلاق بالفيفا ان تفتح تحقيقاً بحق رئيس الفيفا عملاً بالبند السادس عشر من قانون لجنة الاخلاق". وتابع البيان: بما ان الاتهامات تضمّنت اسم الرئيس الحالي جوزيف بلاتر، فإن محمد بن همام يطالب بأن تشمله التحقيقات". واضاف: "الاتهامات تتضمن اقوالا بأن بلاتر كان على علم بعمليات الدفع المزعومة لبعض المسؤولين في الاتحاد الكاريبي ولم يعارض هذا الامر". وكانت لجنة الاخلاق فتحت تحقيقاً بحق ابن همام وجاك وارنر رئيس الكونكاكاف اثر التصريحات التي ادلى بها تشاك بلايزر عضو اللجنة التنفيذية للفيفا والامين العام للكونكاكاف الى الامين العام للاتحاد الدولي جيروم فالكه بخصوص "احتمال خروقات" لقانون الاخلاق ارتكبت من قبل بعض مسؤولي الهيئة الكروية الدولية. وكان بلاتر قد ندّد بالخصوص باجتماع للاتحاد الكارايبي نظم بمشاركة وورنر وابن همام في 10 و11 مايو الماضي .. هذا الاجتماع كان يتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة للفيفا. لكن ابن همام نفى نفياً قاطعاً اي تصرف خاطئ من قبله اثر قرار لجنة الاخلاق واعتبر ان "هذه الحركة ليست الا نوعاً من تكتيك يستعمله الاشخاص الذين لا يثقون بقدراتهم على الخروج ظافرين من معركة انتخابات الفيفا". واوضح "اريد ان انفي نفياً قاطعاً اي تصرف خاطئ من قبلي سواء اكان عن قصد او من دون قصد خلال تواجدي في البحر الكاريبي". وتابع: "سأتحدث الى السيد وارنر في هذا الموضوع وسأقدم له كل الدعم، وانا واثق من ان لجنة الاخلاق التي اقدرها كثيرا ستبرئنا من هذه التهمة".