وصل الرئيس الامريكي باراك اوباما مساء امس الى اليابان المحطة الاولى من جولة اسيوية تجري في ظروف حساسة، سيزور خلالها ايضا كوريا الجنوبيةوماليزياوالفلبين بدون ان تشمل الصين التي تبقى رغم ذلك حاضرة في جميع محطاته، على ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس. ومن المقرر ان يعقد اوباما مع رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي اجتماع قمة اليوم في اطار زيارة الدولة هذه، الاولى على هذا المستوى لرئيس اميركي منذ ثماني عشرة سنة. ومن المتوقع ان يبحث المسؤولان بشكل خاص التوترات بين اليابان الحليف المقرب لواشنطن، والصين التي تتنامى قوتها وتتزايد مطالبها في المنطقة. كما يتوقع ان تحتل مفاوضات الشراكة عبر المحيط الهادئ الرامية الى انشاء منطقة شاسعة لحرية التبادل، حيزا كبيرا في المحادثات. وبعد لقائه ابي اليوم الذي يليه لقاء مع امبراطور اليابان سيتوجه اوباما الجمعة الى كوريا الجنوبية التي تعتبر ايضا من ابرز حلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة،، حيث تصاعدت حدة التوتر مجددا في الايام الاخيرة مع كوريا الشمالية التي تستعد بحسب سيول لتجربة نووية رابعة. ثم سينتقل الرئيس الاميركي بعد ذلك الى ماليزيا في اول زيارة لرئيس امريكي الى هذا البلد منذ ليندون جونسون في 1966، ثم الى الفلبين وهي حليف اخر لواشنطن، التي تواجه مطالب الصين البحرية. وخلال هذه الجولة سيسعى اوباما الى طمأنة حلفائه لجهة التزام الولاياتالمتحدة في هذه المنطقة التي تعتبر اولوية بالنسبة لواشنطن، متفاديا في الوقت نفسه ازعاج الصين بتصريحات تتناول مباشرة مواضيع خلافاتها مع جيرانها. ونقلت صحيفة يوميوري شيمبون اليابانية عن الرئيس الامريكي باراك اوباما قوله ان الجزر المتنازع عليها بين طوكيووبكين تقع في نطاق المعاهدة الامنية بين الولاياتالمتحدةواليابان. وقال اوباما ان الولاياتالمتحدة الحليف الرئيسي لطوكيو تعارض أي محاولة منفردة لتقويض إدارة اليابان لجزر سيناكاكو -التي تطالب بها ايضا الصين- وان أي نزاعات ينبغي حلها عن طريق الحوار والدبلوماسية وليس الترهيب. وأشاد الرئيس الامريكي بجهود رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي لتعزيز قدرات بلاده العسكرية وتعميق التعاون مع الجيش الامريكي. ونقلت الصحيفة عنه قوله ايضا ان إلتزام الولاياتالمتحدة بأمن اليابانوكوريا الجنوبية سيبقى راسخا. ويواجه الرئيس الاميركي وضعا دقيقا حيث سيترتب عليه المناورة بين مسائل شائكة تاريخية وجيوسياسية في المنطقة تطرح تحديا كبيرا للطموحات الاميركية فيها. كيف يمكن طمأنة حلفائه الاسيويين الى الالتزام الاميركي حيالهم بدون اثارة استياء الصين؟ وكيف يعزز العلاقة الاساسية مع اليابان مع الاستجابة لمآخذ بكينوكوريا الجنوبية؟ باختصار كيف يدعم مطالب بلد بدون ان ينحاز اليه؟ كل هذه اسئلة تلخص المعضلة الاسيوية التي سيسعى اوباما لايجاد مخرج لها. ويصل اوباما الى اليابان في ظروف معقدة شهدت تحركات رمزية، حيث زار حوالى 150 نائبا الثلاثاء معبد ياسوكوني المثير للجدل في طوكيو، غداة ارسال رئيس الوزراء شينزو ابي تقدمة الى المعبد الذي يكرم ذكرى 2,5 مليون عسكري قتلوا في سبيل اليابان وكذلك 14 مجرم حرب ادانهم الحلفاء بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية. ورأى كريستيان ويرث الباحث في جامعة غريفيث الاسترالية ان الولاياتالمتحدة لم تنجح فعليا في نهاية المطاف في ردم الهوات العديدة القائمة في شرق اسيا. وذكر بان الولاياتالمتحدة ابدت التزاما كبيرا في هذه المنطقة منذ 1945 «غير ان ميل واشنطن الى اعتماد النهج الثنائي حال دون قيام تعاون بين الدول الاسيوية وتحقيق مصالحة تاريخية». كما ان هذه المنطقة من اسيا التي تعاني من انعدام الاستقرار تشعر بان واشنطن رغم تطميناتها وتكأيداتها المتكررة لا تطرحها في مقدم اولوياتها، ما بين المحاولات اليائسة لانقاذ عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية والازمة مع روسيا حول اوكرانيا. وقال جيمس شوف من معهد كارنيغي للسلام ان «اوباما سيشدد على الارجح لدى شينزو ابي على ضرورة كبح ميل لدى فريقه لتشجيع نوع من الانكار للتاريخ يميل الى التقليل من المعاناة التي تسببت بها امبراطورية اليابان».