حذرت كوريا الشمالية قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية الجنرال جيمس ثورمان من أن وحداته «ستواجه دماراً مؤسفاً» إذا مضت قدماً في إجراء تدريبات عسكرية مقررة مع كوريا الجنوبية من 11 إلى 25 آذار (مارس) المقبل، والتي يؤكد الطرفان أنها «دفاعية». ويدين الشمال بانتظام المناورات العسكرية التي تجريها سيول وواشنطن، ويعتبرها تدريباً لغزوه. يأتي ذلك وسط تصاعد التوتر في شبه الجزيرة المقسمة، اثر إجراء الشمال تجربة نووية ثالثة هذا الشهر، في تحدٍ لقرارات الأممالمتحدة، ما أثار انتقادات دولية حادة. وأفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية بأن «باك ريم سو، كبير مندوبي البعثة العسكرية لكوريا الشمالية في قرية بانمونغوم التي تعتبر موقع الهدنة بين الكوريتين نقل الرسالة عبر الهاتف إلى الجنرال ثورمان»، وهو أمر نادر الحدوث. ونقلت الوكالة عن باك قوله: «إذا أطلقتم حرباً عدوانية عبر إجراء تدريبات عسكرية مشتركة متهورة في هذا الوقت الخطر، فسيكون مصيركم معلقاً بقشة». وزاد: «يجب أن تضعوا في أذهانكم أن من يشعل حرباً مصيره الدمار، في حين يبقى النصر لحماة العدالة». واتهم باك الولاياتالمتحدة وحلفاءها بمحاولة عزل بلاده وإعاقتها، من خلال الاعتراض على إطلاقها قمراً اصطناعياً وتجربتها النووية. وتجري قيادة القوات الأميركية والكورية الجنوبية المشتركة تدريبات عسكرية تعرف باسم «كي ريزولف» بأسلوب المحاكاة عبر أجهزة كمبيوتر، ويشارك فيها 10 آلاف كوري جنوبي و3500 جندي أميركي. كما تنوي القيادة المشتركة تنظيم تدريبات «فاول أيغل» العسكرية التي تشمل مناورات برية وبحرية وجوية. ويتوقع تعبئة 200 ألف جندي كوري و10 آلاف جندي أميركي للمشاركة في هذه التدريبات التي تستمر شهرين. وفي واشنطن، اكد الرئيس باراك أوباما بعد لقائه رئيس الوزراء الياباني الجديد شينزو آبي التزام البلدين الرد «بقوة» على التجربة النووية «الاستفزازية» لكوريا الشمالية. وأشار إلى أن اليابان «تشكل أساس السياسة الأميركية في آسيا». وأعلن آبي أنه يشاطر أوباما الرأي حول ضرورة اتخاذ مجلس الأمن قراراً جديداً لإدانة بيونغيانغ، وقال: «لا يمكننا التساهل مع أعمال كوريا الشمالية، مثل إطلاق صواريخ أو تجربة نووية»، مؤكداً أن «التحالف بين اليابانوالولاياتالمتحدة عاد الآن بالكامل». إلى ذلك، تبنى أوباما وأبييه لهجة معتدلة نسبياً تجاه الصين التي تتنازع مع اليابان السيادة على جزر واقعة في بحر الصين الشرقي، تسميها اليابان «سنكاكو» والصين «ديايو». لكن رئيس الوزراء الياباني لم يخف استياءه لاحقاً، وقال في مركز «سي أس آي أس» للبحوث في واشنطن: «لن نتسامح مع مطالب بكين الخاصة بجزر سينكاكو» التي تديرها طوكيو، وذلك بعد أسبوع على توغل جديد لسفن صينية في المياه الإقليمية لهذه الجزر. ونفى آبي عزم اليابان الدخول في تصعيد مع الصين التي دعاها إلى التعاون، معتبراً أن العلاقات بين البلدين «بين الأهم لطوكيو».