وصلت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الجمعة الى باكستان في زيارة تهدف بصورة خاصة لطرح «اسئلة صعبة جدا» على هذا البلد الحليف بعد تصفية زعيم القاعدة على اراضيه في عملية كوماندوس امريكية حملت حركة طالبان المتحالفة مع القاعدة على تشديد حملة اعتداءاتها الدامية. كلينتون والاميرال مايك مولن يتحدثان في مؤتمر صحفي بالسفارة الامريكية في اسلام اباد . « إ ب أ » . وستلتقي كلينتون في اسلام اباد الرئيس اصف علي زرداري والجنرال اشفق كياني قائد الجيش واحمد شجاع باشا قائد اجهزة الاستخبارات. ويرافقها في هذه الزيارة رئيس الاركان المشتركة في الجيش الامريكي الاميرال مايك مولن. ومن المتوقع ان يطالب المسؤولان الامريكيان باكستان بمزيد من التعاون في محاربة القاعدة و مسلحي طالبان ، وكذلك ببذل جهد في التحقيق حول قضية زعيم القاعدة الذي قتلته مجموعة كوماندوس امريكية في الثاني من مايو في شمال باكستان، كما ستطلب كلينتون من باكستان المساعدة في البحث عن حل سياسي للحرب في افغانستان. وتقوم كلينتون بزيارتها في وقت تواجه الحكومة الباكستانية الضعيفة وغير الشعبية احتجاجات رأي عام معاد للامريكيين بغالبيته الكبرى في بلد يدفع ثمنا باهظا بالارواح «للحرب على الارهاب». وتقوم كلينتون بزيارتها في وقت تواجه الحكومة الباكستانية الضعيفة وغير الشعبية احتجاجات رأي عام معاد للامريكيين بغالبيته الكبرى في بلد يدفع ثمنا باهظا بالارواح «للحرب على الارهاب». ولا يحتج الرأي العام على مقتل زعيم القاعدة الذي لا يأسف عليه سوى قلة نادرة من الباكستانيين، بل يأخذ على الحكومة والجيش الباكستانيين السماح لجنود امريكيين بالدخول سرا الى عمق اراضي باكستان وتنفيذ مهمتهم والرحيل بدون ان يحصل اي تحرك او رد فعل من الجانب الباكستاني. اما في واشنطن فيطرح كبار المسؤولين تساؤلات حول تمكن زعيم القاعدة من العيش بامان لسنوات عديدة في مدينة تحوي حامية عسكرية وتقع على مسافة ساعتين فقط برا من اسلام اباد ويذهب البعض الى توجيه اتهامات الى باكستان تتراوح بين العجز والتقاعس مرورا بالتواطؤ. واخيرا تجري زيارة كلينتون في وقت كثفت طالبان باكستان المتحالفة مع القاعدة والتي توعدت بالثأر لمقتل زعيم القاعدة حملة الاعتداءات الدامية التي تنفذها ومعظمها اعتداءات انتحارية. وقتل حوالى 4400 شخص في اكثر من 480 اعتداء منذ صيف 2007 حين اعلنت حركة طالبان مع زعيم القاعدة شخصيا الجهاد على اسلام اباد لدعمها «الحرب على الارهاب» التي تخوضها واشنطن منذ نهاية 2001 , وتحاط زيارة كلينتون الثالثة هذه الى باكستان باجراءات أمنية قصوى. وهي بالتأكيد الزيارة التي تجري على الخلفية الاشد توترا بين الحليفين ولو ان كلينتون كررت الخميس في باريس ان «من مصلحة» الولاياتالمتحدة اقامة «علاقة معمقة وبعيدة الامد» مع باكستان. وقال مسؤول امريكي كبير للصحافيين الذين كانوا يرافقون كلينتون في الطائرة «عليهم الان ان يواجهوا بعض الاسئلة الصعبة جدا بعدما كانوا في الماضي اما يتجنبون طرحها او لا يقدمون الاجوبة الصحيحة عليها». وتابع ان هذه الزيارة الخاطفة ستسمح بتوضيح ما قد يكون الباكستانيون «على استعداد للقيام به» ضد القاعدة وطالبان، بدون ان ينف وجود توتر بين الحليفين. وقال «هم يعتقدون انهم قاموا بالكثير» مضيفا «ما لم يفهموه حقا من قبل هو الى اي مدى عليهم القيام بالمزيد لحماية انفسهم ولحماية مصالحنا ولمساعدتنا على تسهيل عمليتنا الانتقالية في افغانستان». وتبدأ عملية «الانتقال» في افغانستان بعد اكثر من شهر بقليل مع الانسحاب التدريجي للقوات الامريكية من هذا البلد حتى العام 2014. ولم يخف الوفد الامريكي ان الرهان يقوم على مواصلة المساعدة المالية الامريكية الكثيفة لباكستان. لكن اوساط كلينتون اكدت ان وزيرة الخارجية التي اشادت بالجهود الباكستانية، ستحرص ايضا على الاستماع الى الباكستانيين وتفهم استيائهم. وقال احد المقربين منها ملخصا الوضع ان تصفية زعيم القاعدة «اوجدت فرصا ومخاطر» مضيفا «مهمتنا تقضي بتقليص المخاطر وتفعيل الفرص».