إسلام آباد - أ ف ب، رويترز - أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال زيارتها المفاجئة لإسلام آباد امس، أن الولاياتالمتحدةوباكستان أمامهما مزيد من العمل لمحاربة التشدد الإسلامي، معلنة أن العلاقات بين الدولتين وصلت الى نقطة تحول في ظل التوتر القائم بينهما بسبب قتل قوات كوماندوس أميركية زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في عملية سرية نفذتها داخل باكستان مطلع الشهر الجاري. وطالبت كلينتون التي رافقها رئيس الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الأميرال مايك مولن، المسؤولين الباكستانيين بمزيد من التعاون في محاربة تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان»، وببذل جهد في التحقيق حول قضية وجود بن لادن لسنوات في أراضيهم، والمساعدة في إيجاد حل سياسي للحرب في أفغانستان. وواجهت إسلام آباد بعد عملية بن لادن احتجاجات شعبية مناهضة للأميركيين، ونددت بسماح الحكومة والجيش الباكستانيين بانتهاك جنود أميركيين سيادة بلادهم، وتنفيذ مهمتهم والرحيل من دون أن يحصل أي تحرك أو رد فعل من السلطات. كما عانت من تكثيف «طالبان باكستان» المتحالفة مع «القاعدة» والتي توعدت بالثأر لمقتل بن لادن، حملة اعتداءاتها الدامية، ومعظمها انتحارية. وكانت كلينتون كررت في باريس أول من أمس أن بلادها تملك مصلحة في إقامة «علاقة معمقة وطويلة الأمد» مع باكستان. وقال مسؤول أميركي كبير لصحافيين رافقوا كلينتون على متن الطائرة التي أقلتها الى إسلام آباد: «سيواجه المسؤولون الباكستانيون أسئلة صعبة جداً كانوا تجنبوا طرحها في الماضي أو لم يقدموا أجوبة صحيحة عليها». وتابع: «ستسمح الزيارة الخاطفة بتوضيح استعداد الباكستانيين لمواجهة القاعدة وطالبان. هم يعتقدون بأنهم نفذوا الكثير، لكن ما لم يفهمونه حقاً في السابق هو الى أي مدى يجب أن يبذلوا مزيداً من الجهود لحماية أنفسهم ومصالحنا، ومساعدتنا في تسهيل عمليتنا الانتقالية في أفغانستان» التي تبدأ بانسحاب تدريجي للقوات الأميركية في تموز (يوليو) المقبل ينتهي بحلول عام 2014. ولم يخف الوفد الأميركي ارتكاز الرهان على مواصلة المساعدة المالية الأميركية الكثيفة لباكستان. لكن أوساط كلينتون أكدت أنها ستحرص على الاستماع الى الباكستانيين وتفهم استيائهم. ولخص أحد المقربين منها الوضع بأن تصفية بن لادن «أوجدت فرصاً يجب تفعيلها وأخطاراً يجب تقليصها». وغداة تأكيد واشنطن أنها ستسحب مدربين أميركيين من باكستان تنفيذاً لطلب من إسلام آباد، أعلن مسؤولون أميركيون أن باكستان أغلقت 3 مراكز ارتباط استخباراتية عسكرية أميركية في كويتا وبيشاور تعرف باسم «خلايا الانصهار» وتشكل القناة الأساسية لتحليل الولاياتالمتحدة صور الأقمار الاصطناعية وبيانات الأهداف ومعلومات استخبارية أخرى مصدرها القوات البرية الباكستانية التي تشن عمليات ضد متشددين بينهم عناصر من «طالبان» يتسللون الى أفغانستان من أجل مهاجمة القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي. وأشار المسؤولون الأميركيون الى أن الولاياتالمتحدة اعتمدت على المراكز الثلاثة لتنسيق عمليات على جانبي الحدود، موضحين أن إقفالها سيؤدي إلى إبعاد المستشارين الأميركيين عن الجبهة الأمامية للحرب ضد الجماعات المسلحة في باكستان. على صعيد آخر، ارتفع عدد قتلى التفجير الذي نفذه انتحاري قرب مكتب حكومي في منطقة هانغو بإقليم خيبر باختونخوا القبلي (شمال غرب) أول من أمس، إلى 36 بينهم 10 جنود، وبلغ عدد الجرحى 50. وكشف مسؤول أمني إن الانتحاري قاد سيارة مفخخة بنحو 450 كيلوغراماً من المتفجرات، ما ألحق أضراراً هائلة في المبنى الحكومي المستهدف ومبان حكومية أخرى مجاورة.