إسلام آباد، كابول، واشنطن - رويترز، أ ف ب - وعد قائد اركان الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني مجدداً أمس، بأن جنوده سيهزمون «الارهاب»، وذلك غداة اتهام نظيره الاميركي الاميرال مايك باول خلال زيارته إسلام آباد الاستخبارات الباكستانية بإقامة علاقات مع «شبكة حقاني» الموالية لحركة «طالبان» الافغانية. وأكد الجنرال كياني في بيان ان «العمليات التي ينفذها الجيش الباكستاني تثبت عزمنا على التغلب على الارهاب»، رافضاً «الدعاية السلبية التي تقول إن باكستان لا تبذل جهوداً كافية في هذه المعركة»، ما اظهر مقدار الريبة في العلاقات بين البلدين، والتي تدنت بعدما قتل ريموند ديفيس المتعاقد مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) باكستانيين اثنين بالرصاص في لاهور في 27 كانون الثاني (يناير) الماضي، قبل الافراج عنه في آذار الماضي في مقابل «دية». ولم يذكر الجنرال كياني «شبكة حقاني» تحديداً، علماً ان إسلام آباد، حليفة واشنطن في «حربها على الارهاب»، تجدد دائماً تعهدها مكافحة المقاتلين الاسلاميين في منطقة القبائل كلما ابدت الولاياتالمتحدة تشكيكها بهذا الأمر. وتعتبر باكستان من البلدان التي تدفع ثمناً باهظاً «للحرب على الارهاب» منذ ان فرّ مقاتلو وقادة «القاعدة» اليها، بعدما اطاح تحالف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة نظام «طالبان» في افغانستان نهاية عام 2001. وقتل حوالى 3 آلاف جندي باكستاني في منطقة القبائل وجرح حوالى 9 آلاف في معارك مع مقاتلي «طالبان باكستان» والافغان ومقاتلي «القاعدة» الاجانب، فيما سقط خلال السنوات الثلاث الاخيرة اكثر من 4200 شخص في انحاء البلاد في نحو 450 اعتداء نفذ معظمها انتحاريون من «طالبان باكستان» المتحالفين مع القاعدة. وعلى رغم اللهجة الشديدة، يسعى الجانبان الاميركي والباكستاني الى إصلاح العلاقات. وأورد بيان اصدره الجيش الباكستاني: «أشاد الأميرال مولن بالتضحيات والجهود التي يبذلها شعب باكستان وقواتها الأمنية، وطمأننا إلى أنه لن يسمح بانهيار الروابط الأمنية بين القوات المسلحة للبلدين». وكان كياني وجّه انتقاداً شديداً نادراً الشهر الماضي لشن طائرة اميركية من دون طيار هجوماً صاروخياً في منطقة القبائل أسفر عن مقتل أكثر من 40 من أفراد القبائل، وكرر معارضته العمليات الأميركية في المناطق الحدودية، قائلاً إنها «تضر بالحرب التي تشنها باكستان على المتشددين». في غضون ذلك، انتقد رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري جون بونر من كابول خطط الرئيس باراك اوباما للإنسحاب من افغانستان بدءاً من تموز (يوليو) المقبل، معتبراً ان الولاياتالمتحدة يجب ان تبقى ملتزمة بأفغانستان. وقال: «يجب ان نبقى حازمين في التزاماتنا ضد طالبان، ويجب ان يحقق المسؤولون العسكريون النصر على الارض بدلاً من التركيز على تواريخ عشوائية للانسحاب». وأضاف بعد لقائه الرئيس حميد كارزاي والجنرال الأميركي ديفيد بترايوس، قائد القوات الاجنبية في افغانستان: «حتى إذا كانت الشروط لا تزال صعبة في افغانستان، تحقق قواتنا نصراً في جهودها لتحسين الأمن ومنع القاعدة وطالبان من استعمال المنطقة كملجأ آمن لشن هجمات على الولاياتالمتحدة وحلفائها». وأشارت الى انه اذا اصرت ادارة اوباما على بدء انسحاب في تموز (يوليو)، فيجب ان تشرح كيف ستمنع اجهاض النجاح الذي حققناه حتى اليوم»، مشيراً الى ان «تحديات كبيرة لا تزال قائمة، ويجب تخطيها في ما يتعلق بتعزيز نظام حكومي ذات صدقية». وقتل ثلاثة شرطيين افغان على الاقل وجرح 6 آخرون في انفجار قنبلة خبئت داخل حافلة صغيرة اقلتهم في ولاية ننغرهار (شرق). وتبنت «طالبان» الهجوم، في وقت تضاعف هجماتها العنيفة خصوصاً ضد القوات الافغانية التي يفترض ان تتولى بحلول 2014 امن البلاد بدلاً من قوات الحلف الاطلسي (ناتو) التي تدعم كابول. وأفاد شهود بأن قطعاً معدنية من الآلية التي دمرت بالكامل توزعت على مساحة واسعة من موقع الهجوم. الى ذلك، اعلنت فرنسا مقتل احد عسكرييها برتبة كابورال وجرح تسعة آخرين في انفجار عبوة ناسفة في كابيسا (شرق) اول من امس. وأوضحت ان ثلاثة جنود اصاباتهم اكثر خطورة من الباقين، لكنها لا تهدد حياتهم. ورفع مقتل الكابورال الى 55 عدد الجنود الفرنسيين الذين قتلوا اثناء قيامهم بمهمات في افغانستان منذ نهاية عام 2001، علماً ان حوالى 4 آلاف جندي فرنسي ينتشرون في افغانستان. وتوفي جندي بريطاني في مستشفى متأثراً بجروح أُصيب بها في ولاية هلمند (جنوب)، وهو الجندي ال13 الذي يقتل في افغانستان منذ مطلع السنة الحالية، و361 منذ نهاية عام 2001. وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية ان الجندي ينتمي الى الفوج اللوجستي الملكي، وأُصيب اثناء تنفيذه مهمة نزع عبوات ناسفة الاثنين الماضي في منطقة نهر السراج بهلمند.