عبرت خمس من كبرى الدول الناشئة هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا عن رفضها لهيمنة أوروبا على منصب المدير العام لصندوق النقد الدولي الذي يعين في حزيران/ يونيو . دومينيك ستراوس بجانب أحد المرشحين لخلافته وزير المالية المكسيكي أوجستين كارستينز. (رويترز) واتحدت هذه الدول الخمس الأعضاء في مجموعة بريكس حول هدف مشترك وهو المطالبة بالتخلي عن «الميثاق غير المكتوب والقديم الذي ينص على ضرورة أن يكون أوروبي على رأس صندوق النقد الدولي» ، وهذا الميثاق الذي يعود للعام 1946 لا يزال معتمدا بفضل دعم الولاياتالمتحدة التي تحتكر رئاسة البنك الدولي ، ولم ترد هذه الانتقادات أبدا إلا منذ إعلان استقالة دومينيك ستروس-كان المدير العام السابق للصندوق الملاحق في قضية محاولة اغتصاب واعتداء جنسي الخميس الماضي ، حيث سارع القادة الأوروبيون في الأيام الماضية الى تأييد مرشحة أوروبا، وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاجارد. وفي هذا الصدد أعلن المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية والنقدية أولي رين انه «في الظروف الحالية» تعتبر لاجارد المرشحة الأفضل لتولي إدارة صندوق النقد الدولي. وعد صندوق النقد باتباع عملية تقوم على الجدارة لاختيار من يحل محل ستروس كان وحدد يوم 30 يونيو حزيران كموعد نهائي لاختيار المدير الجديد، وفي حين أن اختيار المدير الجديد للصندوق ليس على جدول أعمال دوفيل إلا أن الموضوع يشغل حيزا مسيطرا على الساحة السياسية الدولية حيث تحتشد أوروبا وراء وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاجارد كمرشحة محتملة واعلان هذا الترشيح لم يعد سوى مسألة أيام أو حتى ساعات فيما نشر أعضاء مجلس الإدارة الذين يمثلون بريكس بيانا مشتركا نقله صندوق النقد الدولي ، أعربوا فيه عن قلقهم من التصريحات العلنية التي أدلى بها مؤخرا مسئولون أوروبيون كبار بهدف إبقاء أوروبي في منصب المدير العام» ، وذكروا ان «اتفاقات دولية عدة دعت الى آلية شفافة بالفعل، تستند الى الكفاءة والتنافسية بهدف اختيار المدير العام لصندوق النقد الدولي ومناصب أخرى رفيعة» في مؤسسات بريتون وودز ، وأضاف البيان ان الأزمة المالية تظهر الحاجة إلى إشراك الدول النامية في قيادة المؤسسة وينبغي أن يتم اختيار رئيسها «عبر عملية شفافة بشكل حقيقي، تعتمد على الكفاءة والمنافسة». و تضغط الاقتصادات الصاعدة من أجل إحداث تغيير في طريقة إدارة المؤسسة، بما يعطيها قوة أكبر. وخلف وحدة الموقف هذه التي أعلنوا عنها، فان كلا من الدول الخمس الأعضاء في بريكس في موقف مختلف جدا ، فالبرازيل عبرت عن موقف ملتبس حين أبدى وزير ماليتها غيدو مانتيغا الجمعة استعداده لدعم أوروبي لهذا المنصب لكن ببعض الشروط ثم عبر عن أسفه لاحقا الجمعة «لعدم توافر المزيد من الوقت» لاتخاذ قرار، أما روسيا عضو في مجموعة الدول المستقلة التي تدعم رسميا ترشيح الكازاخستاني غريغوري مارتشنكو ومنذ الخميس تتكتم موسكو حول هذا الموضوع ، من جهتها أحاطت الهند نواياها بالكتمان فيما أشارت صحافة البلاد الى طموحات الحكومة الهندية في الحصول على المنصب ، أما الصين فأرسلت إشارات خجولة عبر مقالات في صحيفة الشعب الناطقة الرسمية باسم الحزب الشيوعي تؤيد تولي الدول الناشئة هذا المنصب، وسيكون من الصعب بالنسبة إليها الحصول على هذا المنصب. وجنوب أفريقيا تتردد في إطلاق ترشيح وزير ماليتها السابق تريفور مانويل الذي تم الحديث عنه في الصحافة. كما أن موقعه الدولي لا يقارن بموقع لاجارد ، ويبدو أن ترشيح المكسيكي اغوستين كارستنس لن يكون موضع اجماع بين هذه الدول ،ولم تسم الدول الخمس المذكورة أو تدعم أي مرشح، لكنها أوضحت أنها تفضل أن يكون المنصب من نصيب الدول الناشئة. واستغرب دانيال برادلو أستاذ القانون الجنوب إفريقي المتخصص في المؤسسات الدولية في الجامعة الأميركية في واشنطن أن يصدر خمسة أعضاء في مجلس إدارة الصندوق «إعلانا كهذا، لا يؤيدون فيه أحدا ولا يتفقون أيضا على مرشح واحد وهو أمر مؤسف لكن لديهم انتقادات شديدة لأوروبا». وكان صندوق النقد فتح حتى العاشر من حزيران/ يونيو باب الترشح لمنصب المدير العام بعد استقالة دومينيك ستروس-كان. تعد وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاجارد المرشح الأوفر حظا لتصبح المدير العام الجديد للصندوق المؤلف من 187 عضوا. وعلى جانب اخر يتوقع بعض المحللين أن يناقش زعماء مجموعة الثماني للدول الصناعية الكبرى موضوع المدير الجديد لصندوق النقد الدولي عندما يجتمعون اليوم الخميس وعلى مدى يومين في منتجع دوفيل الفرنسي الشمالي لإجراء محادثات بشأن قضايا عالمية تتراوح من الاقتصاد العالمي الى جانب بعض الأحداث العالمية الأخرى ، وقال مصدر بصندوق النقد طالبا عدم نشر اسمه من المرجح أن يتحدثوا بشأن ذلك ، وأضاف أي قرار ربما يتخذ بين دول المجموعة اذ يبدو من المستبعد أن تتفق دول البريكس على مرشح مشترك. ووعد صندوق النقد بإتباع عملية تقوم على الجدارة لاختيار من يحل محل ستروس كان وحدد يوم 30 يونيو حزيران كموعد نهائي لاختيار المدير الجديد. وفي حين أن اختيار المدير الجديد للصندوق ليس على جدول أعمال دوفيل إلا أن الموضوع يشغل حيزا مسيطرا على الساحة السياسية الدولية حيث تحتشد أوروبا وراء وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاجارد كمرشحة محتملة في حين تحرص دول السوق الصاعدة على فرض بديل لشغل المنصب الذي يسيطر عليه الأوروبيون منذ عام 1945، و ذكر مسئول رفيع المستوى في الحكومة الألمانية إن مجموعة الثماني لن تتخذ خلال قمتها المقررة نهاية الأسبوع الجاري قرارا نهائيا بشأن اختيار المدير الجديد لصندوق النقد الدولي ، وقال المسئول في برلين إن مجموعة الثماني ليست الهيئة المنوط بها اختيار المدير الجديد للصندوق. وتطالب ألمانيا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي بأن يشغل منصب مدير صندوق النقد الدولي أوروبي مجددا ، وذلك على خلفية أزمة اليورو.