سعت موسكو امس لتهدئة مخاوف كييف والغرب بشأن وجود قوات روسية قرب الحدود مع أوكرانيا ونفت أنها تفكر في غزو شرق البلاد، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: "ليست لدى الولاياتالمتحدة والغرب أي أسباب للقلق، فيما يلوح في الافق حل دبلوماسي، ومن المقرر ان "يجتمع مسؤولون كبار من الاتحاد الاوروبي وروسياوالولاياتالمتحدةوأوكرانيا الاسبوع المقبل لمناقشة الاوضاع المتدهورة في اوكرانيا، وسيكون هذا أول اجتماع رباعي منذ اندلاع الازمة في أوكرانيا، وجددت الولاياتالمتحدة اتهامها لروسيا بأنها تقف وراء المظاهرات في شرق أوكرانيا لاستخدامها ذريعة لتدخل عسكري. وستنضم كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي إلى وزير الخارجية الامريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الاوكراني اندري ديشتشيتسا. بوتين يحذر دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء السلطات في كييف إلى «عدم القيام بأي شيء لا يمكن إصلاحه» في أوكرانيا وآمل أن تؤدي الجهود الدبلوماسية إلى «نتائج إيجابية». ونقلت وكالات الأنباء عن بوتين قوله في مستهل جلسة للحكومة: «آمل أن تكون مبادرة وزير الخارجية الروسي من اجل اصلاح الوضع في اوكرانيا فعالة وذات نتيجة إيجابية»، وأضاف "آمل في كل الأحوال ألا تقوم السلطات الانتقالية بأي شيء لا يمكن إصلاحه لاحقًا». استمرار الجهود وتتهم كييف والولاياتالمتحدةموسكو بخلق الاضطرابات في شرقي اوكرانيا ذي الاغلبية المتحدثة بالروسية كذريعة لضم المزيد من المناطق، وترفض موسكو هذا الزعم بصورة مشددة. ولم يتم تحديد تاريخ ومكان اجراء المحادثات، ولكن مسؤول بالاتحاد الاوروبي اكد اجراءها في اوروبا. وقالت متحدثة باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي: إنها "ستواصل جهودها الدبلوماسية التي تهدف الى حلحلة الموقف في اوكرانيا، وضمن هذا الاطار ستلتقي وزراء خارجية الولاياتالمتحدةوروسياواوكرانيا الاسبوع المقبل". استخدام القوة من جهته، قال وزير الداخلية الأوكراني امس الأربعاء: إن الوضع في شرق البلاد حيث يسيطر انفصالىون مؤيدون لروسيا على مبان حكومية في مدينتين على الأقل سيحل خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة وستستخدم القوة إذا أخفقت المفاوضات. وقال أرسين أفاكوف للصحفيين على هامش اجتماع حكومي: "هناك خياران.. السياسة والمفاوضات (من جهة).. والقوة"، من جهة أخرى. وأضاف: "بالنسبة لمن يريدون الحوار نقترح حلا سياسيا، وبالنسبة للأقلية الذين يريدون الصراع فسيصلهم رد مبني على القوة من جانب السلطات الأوكرانية". نشر طائرات ميغ الى ذلك بدأت المقاتلات الروسية من طراز ميغ-31 الاعتراضية، مهام التأهب للقتال غرب البلاد، بحسب ما قاله متحدث باسم الجيش الروسي. وبين تقرير لوكالة الأنباء "ريا- نوفوستي" الروسية أن هذا الطراز من الطائرات مكون من مقعدين ومخصصة للاعتراض لمسافة تصل إلى 280 كيلومترا وقادرة على تحديد الأهداف من على بعد 320 كيلومترا في الوقت الذي تتمتع فيه برادار قادر على تحديد 24 هدفا في آن واحد والاشتباك مع ثمانية من هذه الأهداف بالوقت ذاته. ونقلت الوكالة على لسان العقيد أوليغ كوشيتكوف، قوله: "إن طائرتين وصلتا إلى منطقة تفير وبدأت مهامها والتأهب للقتال". امريكيا، أعلن مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) أن التحركات العسكرية لروسيا بالقرم يمكن أن تؤدي لإعادة نظر في الوجود العسكري لبلاده بأوروبا بعد تراجع مستمر منذ انتهاء الحرب الباردة. وقال المسؤول الأمريكي المكلف بشؤون الأمن الدولي بالبنتاغون: إن التحركات الروسية بأوروبا وأوراسيا يمكن أن تدفع بلاده لإعادة النظر بانتشارها العسكري واحتياجاتها بمجال الانتشار المستقبلي والتدريبات والتمارين بالمنطقة. وأوضح ديريك شوليه أمام نواب لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب أن واشنطن لا تسعى إلى المواجهة مع موسكو. ولكنه لم يوضح ما يمكن أن تعنيه إعادة النظر في الانتشار العسكري، بينما يواجه البنتاغون القيود في الموازنة ويسعى إلى إعادة نشر قسم من إمكاناته في منطقة آسيا-المحيط الهادئ في إطار استراتيجيته الجديدة. وفي معرض حديثه عن "التدخل العسكري غير المشروع لروسيا في أوكرانيا" اعتبر شوليه أن هذا التحرك "يغيّر الخارطة الأمنية في أوروبا"، ويتسبب بزعزعة الاستقرار على حدود حلف شمال الأطلسي. اتهامات امريكية وجددت الولاياتالمتحدة اتهامها لروسيا بأنها تقف وراء المظاهرات في شرق أوكرانيا، وهو ما تنفيه موسكو. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي: "من الواضح أن القوات الخاصة والعملاء الروس هم المحفز وراء الفوضى (التي شهدتها أوكرانيا) خلال ال 24 ساعة الماضية". ووصف كيري تدخل روسيا بأنه "أكثر من مزعج"، مشيرا إلى أن تلك المظاهرات يمكن أن تشكل ذريعة لتدخل عسكري كما حدث في شبه جزيرة القرم. وبحث نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الأزمة في أوكرانيا مع قادة جمهورية الجبل الأسود وسلوفاكيا، والتقى بايدن في البيت الأبيض رئيس وزراء جمهورية الجبل الأسود ميلو ديوكانوفيتش. وقال البيت الأبيض: إن بايدن وديوكانوفيتش بحثا الوضع في البلقان فضلا عن الضغوط الروسية على أوكرانيا، وأثنى بايدن على الجبل الأسود لتحقيقها تقدما نحو الانضمام الى حلف الناتو، وقال: إن الولاياتالمتحدة تدعم طموحات الجبل الأسود لإقامة علاقات أوثق مع الاتحاد الأوروبي. وقال البيت الأبيض أيضا: إن بايدن تحادث هاتفيا مع رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو، وبحث الجانبان المخاوف بشأن انتهاك روسيا سيادة أوكرانيا والانتخابات المقبلة في كييف، وشكر بايدن سلوفاكيا على مساعدتها أوكرانيا في تنويع مصادر الطاقة، وترى الدول الغربية في ذلك عاملا رئيسيا في خفض الاعتماد على الغاز الروسي. لا خطوات روسية من جهتها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل امس الأربعاء: إن روسيا لا تتخذ الخطوات اللازمة لتخفيف الأزمة المتعلقة بأوكرانيا. وأضافت في كلمة ألقتها أمام البرلمان: للأسف ليس من الواضح أن روسيا تسهم في تخفيف تصعيد الموقف في كثير من المناطق، لذا سنواصل فعل ما كنا نفعله: نواصل الحوار من ناحية، ولكن نوضح من ناحية أخرى أن وجهة نظرنا هي أن أوكرانيا لها الحق في اختيار طريقها، نحن نطالب بذلك، يتعين أن تقرر أوكرانيا مستقبلها".