يكثف الحلف الاطلسي والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الضغوط على روسيا على خلفية الازمة الاوكرانية التي تشكل مصدر توتر في اوروبا الشرقية برمتها. والحلف الاطلسي الذي علق الثلاثاء تعاونه المدني والعسكري مع موسكو، سيواصل الاربعاء في بروكسل مشاوراته على مستوى وزراء الخارجية. وسيسبق هذه المشاورات اجتماع بين الحلف الاطلسي وجورجيا فيما ينهي الحلف في فيلنيوس تدريبا عسكريا للمراقبة الجوية في دول البلطيق. وبهدف مساعدة كييف، سيوافق البرلمان الاوروبي من جهته الاربعاء على الغاء الرسوم الجمركية على الواردات التي مصدرها اوكرانيا. وفي واشنطن، وبعد اسابيع من المشاورات المكثفة، تبنى الكونغرس الاميركي مساء الثلاثاء خطة لمساعدة اوكرانيا تتضمن ايضا فرض عقوبات على موسكو. وهذه الخطة التي تلحظ ضمانات قروض حتى مليار دولار ستوفر لاوكرانيا "السبل الاساسية لاعادة الاستقرار الاقتصادي وعودة النمو والازدهار"، وفق ما اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما. واضافة الى تشديد العقوبات، تلحظ الرزمة 150 مليون دولار من اجل المساعدة في ارساء الديموقراطية وتعزيز التعاون على الصعيد الامني. والحلف الاطلسي الذي علق تعاونه المدني والعسكري مع روسيا، لم يحدد البرامج التي يطاولها هذا الاجراء لكنه تدارك انه لن يتم المساس بتلك المتصلة بافغانستان او مكافحة تهريب المخدرات. وقال الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن "لدينا مصلحة مشتركة في ضمان نجاح مهمتنا في افغانستان". وخلال اجتماعهم في بروكسل في حضور الوزير الاميركي جون كيري، قصد وزراء خارجية الدول ال28 الاعضاء في الحلف الثلاثاء ان يظهروا حزمهم ولكن من دون "صب الزيت على النار" لانه "ينبغي عدم تقديم ذريعة لروسيا للتصعيد مجددا" على قول دبلوماسي. ويسعى الاطلسي ايضا الى طمأنة دول اوروبا الشرقية ودول البلطيق وبولندا خصوصا والتي تطالب بحضور اكبر للحلفاء، حتى ان بعضها يؤيد اقامة قواعد دائمة. وقال الوزير البولندي راديك سيكورسكي "سنرحب بحضور اقوى للحلف الاطلسي". واوضح الوزراء ان الاطلسي "مستعد" ل"اتخاذ التدابير الضرورية" في مواجهة "اي خطر اعتداء يواجه الحلف" من دون الخوض في التفاصيل العملانية. وحتى الان، تفضل الدول الكبرى في اوروبا الغربية الاكتفاء بالتدابير التي اتخذتها في الاسابيع الاخيرة، اي الانتشار الموقت لطائرات الرصد "اواكس" التابعة للحلف ولمقاتلات اف 15 واف 16 الاميركية والليتوانية والبولندية. واعتبر مسؤول عسكري ان "هذه الوسائل كافية راهنا". لكن البنتاغون يمكنه ان يرسل سفينة الى البحر الاسود ويزيد حجم المناورات العسكرية المقررة هذا الصيف في اوروبا بهدف طمأنة الحلفاء في اوروبا الشرقية، بحسب ما اكد الثلاثاء مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية. في موازاة ذلك، قرر البرلمان الاوكراني اجراء مناورات مشتركة مع الحلف الاطلسي هذا العام على الاراضي الاوكرانية وفي البحر الاسود، الامر الذي قد يثير استياء موسكو. ووافق البرلمان ايضا على نزع سلاح المجموعات شبه العسكرية التي شاركت في الحركة المعارضة الموالية لاوروبا والتي لا تزال تسيطر على وسط كييف، وذلك غداة اطلاق نار تسبب به احد افراد حركة "برافي سكتور" القومية. في هذا الوقت، تواصل روسيا اللجوء الى السلاح الاقتصادي ضد اوكرانيا. واعلن رئيس مجموعة غازبروم الروسية العملاقة الكسي ميلر الثلاثاء وقف الخفض في سعر الغاز الذي منح لكييف في كانون الاول/ديسمبر مقابل تخليها عن اتفاق مع الاتحاد الاوروبي، ما يعني رفع السعر الى 385,5 دولارا لكل الف متر مكعب بزيادة تتجاوز الثلث. كذلك، حذرت السلطات الروسية من وقف العمل بخفض آخر بقيمة مئة دولار تم اعتماده في نيسان/ابريل 2010 في اطار اتفاق حول وجود اسطول البحر الاسود الروسي في سيباستوبول. ومن شان ذلك ان يجعل سعر الغاز الروسي من بين الاعلى بالنسبة الى الدول الاوروبية في وقت تواجه اوكرانيا صعوبات اقتصادية كبيرة.