كييف – أ ف ب، رويترز – حمّل وزير الخارجية الأميركي جون كيري «عملاء روسيا» مسؤولية الاضطرابات المندلعة منذ الأحد الماضي شرق أوكرانيا «من أجل خلق ذريعة لتدخل عسكري مماثل لما حصل في شبه جزيرة القرم»، في وقت أعلن ديريك شوليه المكلف شؤون الأمن الدولي في البنتاغون، أن تحركات روسيا في أوروبا وأوراسيا بعد ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية، قد تؤدي إلى إعادة النظر في الوجود العسكري الأميركي في أوروبا، لكنه استدرك أن واشنطن «لا تسعى إلى مواجهة» مع موسكو. وأكد البيت الأبيض وجود أدلة تثبت دفع سكان غير محليين نقوداً لمتظاهرين موالين لروسيا في مقابل زعم الخارجية الروسية انضمام 150 عنصراً من شركة «غري ستون» الأميركية الخاصة للأمن ارتدوا زي وحدة «سوكول» الأوكرانية، إلى عملية «مكافحة الإرهاب» التي أطلقتها كييف شرق أوكرانيا. ورد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن «الولاياتالمتحدة تنسب إلى آخرين ما اعتادت تنفيذه في الميدان وسط كييف قبل 5 أشهر»، في إشارة إلى دعمها حركة الاحتجاج المؤيدة لأوروبا التي احتلت هذه الساحة حتى سقوط الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا. في المقابل، أكد لافروف استعداد موسكو لبدء محادثات دولية لتسوية الأزمة، في حضور ممثلين عن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والحكومة الأوكرانية، لكنه اشترط مشاركة ممثلين عن الأقاليم الشرقية والجنوبية في أوكرانيا التي قالت إنها «لا تستمع كييف لوجهات نظرها»، إضافة إلى تجميد تقديم مسودة الدستور الأوكراني الجديد إلى البرلمان. وأشار لافروف إلى أنه اتفق مع نظيره الأميركي على بدء تحضير لقاء بينهما في أوروبا، لكنهما لم يحددا موعداً لإطلاق مفاوضات بحث ملف تسوية أزمة أوكرانيا، والذي قالت واشنطن إنه سيعقد خلال عشرة أيام. ميدانياً، أعلن فاديم تشيرنياكوف، أحد قياديي الانفصاليين الموالين لروسيا في دونيتسك، تشكيل «حكومة موقتة لجمهورية دونباس ستتولى تنظيم استفتاء حول ضم المنطقة إلى روسيا قبل 11 أيار (مايو) المقبل. وأكد القيادي أن مجموعات الدفاع الذاتي الموالية لروسيا ستسيطر على الطرق في المنطقة والمطار ومحطات القطار «لضمان النظام». لكن وسائل إعلام أفادت بأن حوالى مئتي محتج موالين لروسيا لا يسيطرون إلا على مبنى الإدارة الإقليمية في دونيتسك والذي أحاطوه بحواجز. وأعلنت كييف غداة بدء تنفيذ خطتها الأمنية ل «مكافحة الإرهاب»، رداً على احتلال موالين لروسيا مقار إدارية شرق أوكرانيا، أنها لن تفض الاعتصام بالقوة في دونيتسك، فيما اعتقلت 70 «انفصالياً» في خاركيف، حيث استعادت مقر الإدارة الإقليمية، وأشارت إلى احتجاز موالين لروسيا حوالى 60 شخصاً تحت تهديد السلاح ومتفجرات زرعوها في مبنى أمني في لوغانسك. ولم يستبعد رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الروسي فيكتور اوزوروف، أن يأمر الرئيس فلاديمير بوتين بدخول قوات روسية إلى شرق أوكرانيا «إذا دعت الحاجة». إلى ذلك، ناقش بوتين مع أعضاء الحكومة امتناع أوكرانيا عن تسديد ديون مترتبة عليها مقابل إمدادات الغاز»، من دون أن يتخذ قرارات. لكن خبراء أشاروا إلى أن موسكو تتجه إلى إعلان قطع إمدادات الغاز الطبيعي الروسي إلى أوكرانيا، لكنها تسعى قبل ذلك إلى طمأنة الأوروبيين إلى أن الخطوة لا تستهدف الإضرار بصادرات الغاز إليهم، علماً بأن أندريه كليباتش، نائب وزير الاقتصاد الروسي، لم يستبعد تقلص الطلب الأوروبي على النفط والغاز الروسيين.