نسمع ونقرأ يوميا في وسائل الإعلام المختلفة عن تأخر تنفيذ المشاريع وعدم إنجازها في وقتها المحدد، وهذه بالواقع مادة دسمة تحلو بها مجالسنا الخاصة والعامة ، فلا يخلو مجلس أو تجمع إلا وتجد من يتكلم ويتذمر عن تأخر تنفيذ المشاريع، وأغلب الناس يضعون اللوم على المقاول المنفذ أو الجهة المشرفة، وبعضهم يذهب أبعد من ذلك في الظنون والشائعات. ولكي يتضح الأمر لابد من الدخول في هذا الموضوع بشيء من الإيجاز مرورا بمراحل المشروع ونبين بعض الأسباب التي تؤدي إلى تأخير تنفيذ المشاريع من واقع الممارسة التي تمر على العاملين بهذا المجال. - المرحلة الأولى: هي عدم وضوح الرؤية لدى المستفيد من المشروع ، وهذا حجر أساس في هذا الموضوع ، فكثير من المسؤولين يريد مشروعا ما ولكن ليس لديه فكرة أو تصور كامل عن ما يجب أن يكون عليه المشروع وماذا يتضمنه وماهي الاحتياجات التقنية ولا يعرف عدد الموظفين ولا نوعية الوظائف التي تستلزم تقينات أو إعدادات خاصة، ولا عدد الغرف المغلقة ولا عدد الزوار ولا عدد المواقف ولا الاحتياجات الأمنية وهل المستخدم ادارة واحدة أم عدة ادارات وكل هذه الأمور تؤثر على المشروع ويمكن أن تسبب في ايقاف المشروع في أي مرحلة من التنفيذ لإضافة بعض الطلبات التي لم تؤخذ بالإعتبار ولم يرصد لها أي مبلغ في ميزانية المشروع. لا يخلو مجلس أو تجمع إلا وتجد من يتكلم ويتذمر عن تأخر تنفيذ المشاريع، وأغلب الناس يضع اللوم على المقاول المنفذ أو الجهة المشرفة، وبعضهم يذهب أبعد من ذلك في الظنون والشائعات.- المرحلة الثانية: تخطيط الموقع وهذا الامر أيضاً لا يقل أهمية عن سابقه وأهمية هذه المرحلة تكمن في الاستغلال الأمثل للموقع المقترح إقامة المشروع عليه بحيث يستغل جزء من الأرض للمشروع وبقية الأرض يستفاد منها في مشاريع مستقبلية وهذا قد يكون سببا في تأخير بعض المشاريع لقلة التنسيق المسبق بين جميع المستفيدين من الموقع كأن تقوم إدارة أو جهة ما بترسية مشروع دون التنسيق مع جهة أخرى تستفيد من نفس الموقع وهنا يظهر الخلاف، ونظراً لاختلاف المرجعيات يتم إيقاف المشروع حتى تحل هذه القضية التي عادة ما تأخذ سنوات. - المرحلة الثالثة: مرحلة اعتماد الميزانية وهذه معضلة كبيرة في كثير من الجهات الحكومية بالذات وبعض الشركات حيث تعتمد مبلغ الميزانية حسب تصور يعتمد على التقدير المبدئي وعلى خبرة الجهة المسؤولة، ولكن هذا المبلغ يتعرض خلال خطوات الاعتماد إلى جبروت البيروقراطية المشينة التي تؤدي إلى تقليل هذا المبلغ إلى حد يصل إلى النصف وقد سمعت بأذني من يقول (اعتمدنا لكم مبلغ كذا تدبروا أمركم )، وهنا أنت بين أمرين إمّا تحذف من مكونات نطاق عمل المشروع أو تتم الترسية على أمل التعزيز في الميزانيات اللاحقة، وعندما لا يعتمد لك التعزيز يتوقف المشروع أو تجعل المشروع ثلاثة أجزاء أو أربعة اذا كان باستطاعتك ذلك وكلها هذه القرارات فيها مخاطرة حتماً ستؤدي إلى تعثر المشروع.