لا تزال حرائق الصيف تمثل هاجساً كبيراً للمواطنين والمقيمين خلال فصل الصيف، ومع حرارة الأجواء التي تشهدها الشرقية في الأيام المقبلة تتضاعف تلك المخاوف ويحاول المواطنون البحث عن حلول عديدة لمواجهة المشكلة التي تتجدّد كل عام، وخلال الفترة الماضية تحوّلت الحرائق المتكررة في فصل الصيف الى عادة على غرار انقطاع التيار الكهربائي، واصبح المسوّغ الدائم الذي يسوقه المسؤولون كلما شبّ حريق هو اتهام أعقاب السجائر أو الماس الكهربائي.. مسلسل حرائق الصيف يهدّد الاقتصاد وأرواح البشر (اليوم) وقد يرى البعض أننا نبالغ في مطالبنا من الدفاع المدني والاجهزة الاخرى، أو أننا لا ندرك جهودهم ولكن من ينظر بإنصاف لتلك المطالب وسط كل ما حققته المملكة من تنمية يدرك أنها أقل ما يمكن في ظل حجم الإنجاز، وإذا كانت أجهزة بعينها عاجزة عن التعامل مع الأسباب التي قد تقود لاندلاع الحرائق أو محاسبة المتسببين فيها، وبالتالي عدم السيطرة عليها، فكيف اذن ستواجه مفاجآت قد تكون أكبر.. «اليوم» تفتح ملف حرائق الصيف وتدق جرس الإنذار أمام مختلف الجهات المعنية. يتزامن فصل الصيف خاصة مع موسم الجرد لبعض المصانع والمستودعات ويبدأ معه موسم الحرائق التي تكلف المليارات وهي جملة الاستثمارات التي تلتهمها ألسنة النيران وتشير أصابع الاتهام في أغلب هذه الحرائق إلى الماس الكهربي الذي يثبت براءته في 75 بالمائة منها أو أسباب أخرى يعلقون عليها شماعة تجاهل المصانع قواعد الدفاع المدني والأمن الصناعي وسبل مكافحة الحرائق ووسائل الأمان اللازمة فتدق ناقوس الخطر خلال هذه الحلقة المخصصة لمسلسل حرائق الصيف التي تهدّد اقتصادنا وأرواح البشر وتشير إلى طرق التخزين الخاطئة وطرق الحماية والتصدّي لهذه الكارثة حيث تعتبر حرائق المصانع والمستودعات من الأخطار التي تستحوذ على اهتمام خاص من رجال الدفاع المدني نظراً للآثار التي قد تنتج عنها إذا ما تطوّر الحريق من البسيط إلى الجسيم، وبالتالي اقترانه بخسائر بشرية ومادية بالغة وذات تأثير على الاقتصاد. الدفاع المدني يقيم على مدار العام دورات تدريبية للعاملين بالمصانع والمختصين بمكافحة حوادث الحريق لتدريبهم على استخدام الطفايات بالإضافة لعمليات الإخلاء بالحوادث اضافة لتوافر اجراءات منها مخارج الطوارئ وتكون معروفة لدى جميع العاملين بالمصانع والمستودعات وفق معايير خاصة تعتمد على نوعية المبنى وعدد العاملين والأدوارويؤكد المتحدث الرسمي لإدارة الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية المقدّم منصور الدوسري أن الدفاع المدني يتخذ بالتعاون مع المصانع والمسئولين عن المستودعات العديد من الإجراءات الوقائية التي تهدف إلى حماية هذه المصانع والمستودعات والعاملين فيها، حيث يقوم الدفاع المدني بجولات مكثفة خصوصاً في فصل الصيف على جميع المصانع بالمدن الصناعية بالإضافة إلى المستودعات وذلك لتطبيق اشتراطات السلامة بشكل كبير إضافة إلى أن الدفاع المدني يقيم على مدار العام دورات تدريبية للعاملين بالمصانع والمختصين بمكافحة حوادث الحريق من اجل تدريبهم على استخدام الطفايات بالإضافة إلى عمليات الإخلاء أثناء الحوادث وهناك العديد من الإجراءات التي لابد أن تتوافر ومنها مخارج طوارئ تكون معروفة لجميع العاملين بالمصانع والمستودعات وفق معايير خاصة تعتمد على نوعية المبنى وعدد العاملين وعدد الأدوار.
الطفايات خط الدفاع الأول ضد النيران تستخدم المصانع التي تنتج مواد بترولية أو التي تستخدم أجهزة الكترونية دقيقة فيتم المواد الإطفائية الحديثة مثل fm200 أو novec1230 ويجب أن يكون هناك شخص مسئول عن السلامة في الموقع يقوم بإعداد خطة طوارئ خاصة بالموقع ويدرب العاملين على خطة الإخلاء لحالات الطوارئ. وفيما يتعلق بإحصائية الحوادث في المصانع والمستودعات تظل نسبتها محدودة وقليلة الحدوث ولكنها تشكل خطورة عند حدوثها على العاملين وعلى البيئة إضافة إلى ما تسببه من خسارة للاقتصاد الوطني. ويجب ان تتوافر فى تلك المصانع أنظمة الإنذار المبكر من الحريق وطفايات حريق بكافة أنواعها لأنها خط الدفاع الأول توفير الأنظمة المطورة لمكافحة الحريق . والتأكد من أن قاعدة عدم التدخين فى كل المواقع مطبقة بحزم ووجود خطة موضوعة مسبقا لكيفية التصرف فى حال حدوث حريق و يتم اختبارها دوريا بمعرفة العاملين بالمصنع و ذلك بالتنسيق مع الدفاع المدنى وعند القيام بأعمال اللحام أو القطع يتم إبعاد المواد القابلة للاشتعال كي لا يتساقط عليها الشرر والصيانة الدورية لشبكة الكهرباء وعدم تحميل التيار الكهربائي فوق طاقته وفى حالة اندلاع حريق يتم تنفيذ الخطة الموضوعة لمواجهة الطوارئ والتى تتلخص فى إيقاف العمل بالموقع المصاب وخروج جميع العمال إلى منطقة آمنة وبعيدة عن تأثير الدخان والغازات الصادرة من مكان الحريق والاتصال الفوري بالدفاع المدنى على هاتف الطوارئ وتدخل الفرق المدربة التابعة للمنشأة للتعامل مع الحريق.
الكهرباء الساكنة والشرر بوابة الخطر تشمل مصادر الحرارة و الاشتعال الكهرباء الساكنة « الإستاتيكية «, وهي سبب غير مباشر للحريق ينتج عن احتكاك السيور أو شحنات السوائل الملتهبة ثم الشرر الناتج عن استخدام التيار الكهربائي بسبب العزل السيئ أو الخلل فى الأجهزة أو التحميل الزائد وثالثا الحرارة الزائدة الناتجة عن الأجهزة الميكانيكية المتحركة وايضا الشرر الصادر من استخدام أجهزة اللحام وعدم المبالاة و الإهمال فى ممارسة عادة التدخين داخل المصنع أو المستودع ولعل ابرز أسباب حرائق المصانع عدم الالتزام بشروط الوقاية والسلامة التى يحددها الدفاع المدني والتخزين السيئ للمواد الخام ونصف المصنعة والتامة الصنع والتوصيلات الكهربائية غير السليمة والإهمال وعدم الاهتمام بالنظافة و صيانة كافة المواقع بشكل دوري و مستمر واستحداث الآت تشكل بعض مكوناتها مصادر خطر «مثل المواد المشعة « دون توفير شروط السلامة من تلك الأخطار وعدم توفير نظام إنذار فعال أو معدات مكافحة الحريق المناسبة الوقاية من حرائق المصانع وترتكز الوقاية من أخطار الحريق داخل المنشآت الصناعية على محورين لا ينفصلان الاول الوقاية من الحريق بتوفير كافة التدابير الخاصة بتجنيب حدوث الحريق أو الحد من انتشاره والثاني مكافحة الحريق بتوفير كل وسائل المكافحة من وسائل ومعدات وأفراد مدربين و للوقاية من أخطار الحريق يجب إتباع إرشادات الدفاع المدنى والالتزام بشروط الوقاية والسلامة لأنها وضعت لسلامتك و يجب أولاً ودائما التأكد من وجود نظام إنذار آلي و مطابق لشروط الوقاية و السلامة فى الموقع وتوفر شبكة إطفاء ومعدات مكافحة مناسبة و فاعلة واتباع القواعد والأساليب السليمة للتخزين بالنسبة لكافة المواد وتنفيذ برامج توعية مناسبة للعاملين والتخلص من المخلفات بعيدا عن مناطق العمل والتخزين ووجود مخارج طوارئ وأماكن التجمع الآمنة و اللوحات الإرشادية.
اصابع الاتهام تشير الى الماس الكهربائي عند اندلاع الحرائق
منظومة المكافحة وخطوط الإطفاء الذاتي حبر على ورق تجهل معظم المصانع والشركات قواعد الدفاع المدني والأمن الصناعي لأنها بالنسبة للكثيرين مجرد رفاهية لا يتفق عليها الكثير على الرغم من أن اشتراطات التراخيص لأي منشأة صناعية تتطلب إقامة منظومة كاملة للدفاع المدني ومكافحة الحريق بدءاً بخطوط الإطفاء الذاتي وطفايات الحريق وخراطيم ضغط المياه وانتهاء بتدريب فريق من العاملين بالمصنع أو المنشأة على سبل مكافحة الحرائق إلا أن ذلك لا يحدث على ارض الواقع ويتم التهاون في ذلك الأمر بمساعدة المسئول أو المدن الصناعية، حيث إنه بعد اندلاع الحرائق تشير اصابع الاتهام نحو الماس الكهربائي في هذه الحرائق وان كان الماس الكهربائي متهماً فان ذلك يرجع إلى عدم وجود صيانة دورية لشبكة الكهرباء بالمنشأة وكذلك الأحمال العالية على الشبكة التي تؤدي في النهاية إلى ماس كهربائي، كما تتجه أصابع الاتهام إلى تباطؤ أجهزة الدفاع المدني في سرعة الإطفاء على الرغم من أن الأمر كله لابد أن يبدأ من فريق الدفاع المؤهل للتعامل مع هذه الحرائق في المنشأة ويكون دوره محاصرة الحريق ومنع امتدادها لحين وصول الدعم الكامل من باقي سيارات الإطفاء التي لا تتخاذل عن أداء دورها؛ لان ذلك يهدد أماكن أخرى محيطة ويقوم بتعطيل مصالح منشآت مجاورة.
الحرائق ترتكز في المستودعات التي يكثر فيها استخدام التكييف
مستودعات المواد الغذائية الأكثر عرضة للاشتعال توضح مصادر ذات علاقة بالصناعة في المنطقة الشرقية ل»اليوم» ان حرائق المنشآت ترتفع خلال فصل الصيف بنسبة تصل الى 35 بالمائة مقارنة مع باقي فصول السنة الأخرى وأشارت إلى أن الحرائق ترتكز في المستودعات والمصانع التي يكثر استخدام أجهزة التكييف والتبريد فيها. وأضافت ان المستودعات التي تضم مواد غذائية تتطلب درجات حرارة معينة تعد الأكثر عرضة للحرائق خصوصا أن البعض منها تتم زيادة أجهزة التبريد فيها ما يمثل ضغطا كبيرا على الأسلاك والطاقة الكهربائية وبالتالي يعرضها للتماس الكهربائي وفي النهاية امكانية نشوب حرائق كما أن الحرارة المرتفعة التي تسجلها أجواء المنطقة الشرقية لم تشهد ارتفاعا في إجمالي مطالبات بوالص التأمين ضد الحريق فيما تقدر نسبة المطالبات الناجمة عن الحرائق بنحو 20 بالمائة من إجمالي المطالبات التي تتعرض لها شركات التأمين من مختلف المنتجات التي تقدمها في السوق المحلية، مشيرة إلى أن الوعي التأميني آخذ في التزايد بالنسبة للتأمين على المنشآت والمصانع بالرغم من عدم وجود تأمين إلزامي على هذه النوعية من الاستثمارات.