لا تزال حرائق الصيف تمثل هاجساً كبيراً للمواطنين والمقيمين خلال فصل الصيف، ومع حرارة الأجواء التي تشهدها الشرقية في الأيام المقبلة تتضاعف تلك المخاوف ويحاول المواطنون البحث عن حلول عديدة لمواجهة المشكلة التي تتجدّد كل عام، وخلال الفترة الماضية تحوّلت الحرائق المتكررة في فصل الصيف الى عادة على غرار انقطاع التيار الكهربائي، واصبح المسوّغ الدائم الذي يسوقه المسؤولون كلما شبّ حريق هو اتهام أعقاب السجائر أو الماس الكهربائي، الاهمال وغياب وسائل السلامة وراء حرائق الاسواق الشعبية ( اليوم ) وقد يرى البعض أننا نبالغ في مطالبنا من الدفاع المدني والاجهزة الاخرى، أوأننا لا ندرك جهودهم ولكن من ينظر بإنصاف لتلك المطالب وسط كل ما حققته المملكة من تنمية يدرك أنها أقل ما يمكن في ظل حجم الإنجاز، وإذا كانت أجهزة بعينها عاجزة عن التعامل مع الأسباب التي قد تقود لاندلاع الحرائق أو محاسبة المتسببين فيها، وبالتالي عدم السيطرة عليها، فكيف اذن ستواجه مفاجآت قد تكون أكبر.. «اليوم» تفتح ملف حرائق الصيف وتدق جرس الإنذار أمام مختلف الجهات المعنية ، تندلع حرائق الأسواق العشوائية من مستصغر الشرر وتمتد أنامل ذلك المارد المسمى بالنيران لتلتهم كل ما حولها من محتويات تاركة خلفها رمادا وسحب من الدخان الاسود واكوام من المخلفات اضافة لملف طمست معالمه منذ فترة ليست بالقليلة ليطفو على السطح مرة أخرى دون سابق إنذار ليصنع حلقة جديدة ضمن سلسلة حرائق الأسواق التي طويت في أدراج مغلفة بسياج من الغموض ، وشهد سوق الحراج «التلفزيون» بالدمام اندلاع السنة النيران في عدد من المتاجر والمحلات التجارية التي تحتوى على مختلف البضائع والسلع المكدسة بمنتجات صنعت من مواد بترولية سريعة الاشتعال ، وتشوه الحرائق الشكل العام فضلا عن الخسائر المادية التي تقع على كاهل المالك والمستأجر وهو الأمر الذي يتطلب اقامة دورات متخصصة لتدريب أصحاب المحالات على كيفية التعامل مع الحرائق بشرط توفر البنية الأساسية الخاصة بالإطفاء من أجهزة الكشف عن الحرائق وخراطيم المياه وغيرها من لوازم تفي بالمطلوب في هذا الشأن بالإضافة لأهمية دور الجهات المعنية في عمل الجولات على الأسواق للتأكد من توفر شروط السلامة تجنبا لمخاطر الحرائق . تشوه الحرائق الشكل العام فضلا عن الخسائر المادية التي يتكبدها المالك والمستأجر وهو الأمر الذي يتطلب اقامة دورات متخصصة لتدريب أصحاب المحالات على كيفية التعامل مع النيران بشرط توفر البنية الأساسية الخاصة بالإطفاء من أجهزة الكشف عن الحرائق وخراطيم المياه وغيرها من لوازم تفي بالمطلوب في هذا الشأن الأسواق تجنبا للمخاطر .يؤكد الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بالشرقية المقدم منصور الدوسري ان المعدل اليومي للحرائق في المنطقة الشرقية بلغ 19 حادثا خلال الثلث الأول من العام الحالي وسجلت محافظات الشرقية 2274 حريقا فيما بلغ عدد حوادث الإنقاذ من الحرائق 1045 حادثا وأسعفت فرق الدفاع المدني خلال الفترة ذاتها 82 حالة ليصل إجمالي الحوادث التي باشرتها الفرق إلى 3401 حادث واحتلت محافظة الأحساء المرتبة الأولى من بين محافظات المنطقة تليها الدمام ، من حيث حوادث الحريق والعكس في الإنقاذ ومقارنة بين هذه الأرقام ونظيرتها في الفترة ذاتها من العام الماضي بينما انخفضت الحوادث بنسبة 10 بالمائة.
آليات جديدة لتقليص الخسائر تحذر مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية من الإهمال الذي يساهم في ارتفاع حرائق الصيف والأضرار التي تنجم عنها، ويؤكد ناطقها الإعلامي المقدم منصور الدوسري أن حرائق العام الماضي كانت في معدلها الطبيعي ولكن هناك سعيا إلى تقليصها هذا العام. مشيرا الى أن أبرز اسباب تلك الحرائق هو الإهمال وعدم التعامل مع الحرائق بشكل صحيح خاصة وان ارتفاع درجات الحرارة يصاحبه زيادة فى الحرائق التى ينجم عنها أضرار بشرية ومادية. ويؤكد ان المديرية ستعمل ضمن خطة هذا العام على تنظيم برامج توعية في المجمعات التجارية عبر إقامة معارض وأركان توضح كيفية استخدام الأدوات الكهربائية والتأكد من فحصها قبل استخدامها وجاهزيتها للاستخدام وعدم تحميل الافياش والمقابض بأكثر من طاقتها إضافة لأهمية استخدام التحويلات المُطابقة للمواصفات والمقاييس، كما تم وضع خطة تشمل عدة محاور منها اضافة آليات جديدة لمواجهة حرائق الصيف خصوصا أن عدة حرائق نشبت قبل حلوله ويخشى تكرارها.
3500 محل ومبسط لبيع «المستعمل» تكمن خطورة موقع سوق الحراج فى انتشار المواد القابلة للانفجار مثل أسطوانات الغاز وغيرها وكذا قربه من الأحياء السكنية مما يشكل تهديدا عليها خاصة وأنه يقع بالقرب من حي الجلوية الذي يعتبر من الأحياء التي تشهد توسعا عمرانيا ونشاطا في حركته العمرانية وكون السوق يقع على طريق الملك خالد فإنه يتسبب في عرقلة الحركة المرورية بسبب الازدحام الشديد والعشوائية التي يشهدها المدخل الرئيس للسوق. ويعد سوق حراج الدمام من أهم الأسواق وأكبرها في المنطقة الشرقية إذ يشهد حركة مبيعات تتراوح بين 500 ألف إلى مليون ريال خاصة في نهاية الأسبوع ويضم السوق نحو 1500 محل ومبسط لبيع الأدوات المستعملة ونحو ألفي محل لبيع الأدوات الجديدة إذ يطالب نحو خمسة آلاف تاجر بتدخل الجهات المعنية لحل المشاكل التي تعاني منها السوق والتي من أبرزها غياب التنظيم والرقابة, وتكرار الحرائق، الأمر الذي دفع الجهات المختصة إلى تشكيل لجنة لدراسة وضع السوق.
ظاهرة حرائق الأسواق قديمة وتحتاج إلى دراسة
تطوير احتياطات الأمن والسلامة وردع المحال المخالفة يقول المواطن قاسم زيني إن اتباع طرق السلامة من خلال التأكد من سلامة الوصلات الكهربائية وعدم التحميل على لوحة التحكم وكذا ضرورة توافر طفاية حريق بكل محل يعد ضمن طرق الوقاية من الحوادث المشابهة، وأضاف أن البعض يلقي بأعقاب السجائر بين الأقمشة المعروضة على سبيل المثال دون قصد مما يتسبب في اندلاع الحرائق، خاصة وأن تلك المنتجات أغلبها صنع من البوليستر سريع الاشتعال، فيما يؤكد محمد نور الدين أن اندلاع الحرائق في الأسواق له أسبابه ورغم أن القضية أصبحت قديمة إلا أنها لم تحل إلى الآن ولابد من دراسة المشكلة ومعرفه أسبابها ومعالجتها حتى لا يتكرر المسلسل فالجميع لاحظ أن الأسواق تحتاج إلى تطوير في جانب احتياطات الأمن والسلامة فبعض المحلات مخالفة ولابد من ردعها حتى تلتزم بالشروط من أجل صالح الجميع فتلك المحلات عندما تحترق تضر بالملتزم وغيره لأن الجميع يتأثر ويخسر ومن الضروري تكاتف الجهات المعنية والأفراد لتفادي تلك الأمور، وبدوره يشير سعدون المداوي الى أن المستأجر والمالك له دور أيضا مهم حتى يكتمل العمل ويستفيد الجميع وشدد على ضرورة تواجد مركز للدفاع المدني بقرب كل منطقة أسواق بهدف الإسراع في الإنقاذ قبل تفاقم الأمور في حالة اندلاع حريق كما نصح بزيادة أنابيب المياه الخاصة بالإطفاء، وأيضا طالب الجهات المعنية بعمل دوريات نصف سنوية على المحلات وعقاب المخالفين وتفاديا لوقوع حرائق مستقبلا.
الأسواق القديمة نواة خطيرة لنشوب الحرائق
إعادة هيكلة وتوسيع نطاق الخطط الاحترازية أطلق مراقبون دعوات لإعادة هيكلة الأسواق الشعبية من حيث البناء والتنظيم، ويأتي ذلك على توالي نشوب الحرائق في مواقع مختلفة من الأسواق في الآونة الأخيرة، وأوضحوا أن هذه الأسواق تأتي في أولويات الجهات المسؤولة عن القضاء على العشوائيات بشكل عام، خاصة أن القديمة منها تشكل نواة وبؤرة خصبة لنشوب الحرائق الخطرة كونها مواقع تصعب مهام فرق الدفاع المدني والجهات الأمنية الأخرى، ورغم ان اشتراطات السلامة الجديدة التي فرضتها إدارة الدفاع المدني على المحال التجارية ومناطق الجذب والاستثمار ساهمت فى انخفاض أحداث الحرائق والغرق وغيرها من الأحداث، إلا ان الأمر يتطلب توسيع نطاق الخطط الاحترازية الموضوعة في هذا الجانب، والتنسيق المشترك مع الأمانة وبلدياتها لإنشاء غرف عمل مشتركة لوضع افتراضات وفق دراسات تقضي على العشوائية التجارية وتسهم في التنظيم الذي يضمن السلامة للمتسوقين والباعة على حد السواء، وأرجع المراقبون السبب وراء نشوب الحرائق المتكررة في الأسواق إلى سوء التخزين أو الخطأ في الاستخدامات بسبب التمديدات الكهربائية الخطرة.