عندما نسمع كلمة استثمار فإن أول ما يتبادر الى الذهن الاستثمار في المال أو العقار أو الاسهم أو غيرها من الامور المادية، وهذا امر لا بأس به ولا غبار عليه، ولكن عندما نتحدث عن الاستثمار الحقيقي فإننا نقصد الاستثمار في الذات، وهو الاستثمار في مجال تطوير النفس والذات والارتقاء بها، وهذا هو الاستثمار الذي ينبغي على كل شخص منا ان يسعى اليه ويجد في طلبه، لأنك ان احسنت الاستثمار في ذاتك فانك تفتح بذلك الطريق للنجاح والتميز في مجالات الاستثمار الاخرى. وحتى نسير على خطى هؤلاء المستثمرين نحتاج ان نعي عدة امور، منها ان المستثمر الحقيقي يعي ويدرك انه هو المسؤول 100 بالمائة عما يحدث له، فالمستثمر الحقيقي يدرك في قرارة نفسه انه هو المسؤول عن نجاحه وفشله، كما انه يدرك انه المسؤول الاول والاخير عن النتائج التي يصل اليها فلا يلقي باللوم على الآخرين او الظروف المحيطة به، الصفة الثانية من صفات المستثمرين انهم اشخاص مبادرون، فيهم يبحثون عن النجاح ويسعون اليه ويخلقون الفرص لذلك، ولا ينتظرون السماء ان تمطر عليهم ذهبًا او فضة، اما الصفة الثالثة فهي انهم اشخاص فاعلين، بمعنى انهم لا يكتفون بتحقيق النتائج والاهداف لمرة واحدة، بل تجدهم ينتقلون من انجاز أي انجاز بشكل دائم ومستمر فتكون حياتهم مليئة بالانجازات، وأخيرًا فان من صفات المستثمرين الحقيقيين انهم اصحاب نظرة ايجابية الى ذواتهم؛ فهم يملكون القناعة التامة بأنهم يملكون من المواهب والامكانيات ما يستطيعون من خلالها الوصول الى ما يريدون من اهداف وانجازات.