ينعقد اجتماع دول مجموعة السبع في لندن وسط توقعات تؤكد ان الاجتماع لن يصدر (قرارات إيجابية) لتخفيف الديون في العالم . وبدا ذلك واضحا في تصريحات وزير المالية الالماني هانز ايخيل التي اشار فيها الى اعتقاده بأن المباحثات خلال الاجتماع (ستزيد تقارب) آراء الاعضاء تجاه موضوع المساعدات. وقال ايخيل إنه رغم موافقة ألمانيا من حيث المبدأ على فكرة تخفيف الديون إلا أنه يتعين بحث ظروف الدول المدينة كل على حدة. وأضاف: أن اقتراح وزير الخزانة البريطاني جوردون براون بزيادة حجم المساعدات بدرجة كبيرة يتعين أن يتوقف على (سلامة الحكم) في الدول التي ستحصل على المعونات والتقدم الذي تحققه في محاربة الفقر. وقال ايخيل: إنه يحبذ فكرة فرض ضرائب جديدة على الصادرات من الاسلحة على سبيل المثال. لكن هذا الاقتراح لا يمكن أن يؤتى ثماره إلا من خلال التعاون الدولي. وأضاف أن فرض ضريبة على وقود الطائرات في دول الاتحاد الاوروبي سيكون أمرا (مغريا) لجمع أموال للمساعدات. ولم يشأ ايخيل التعليق على اقتراح براون بزيادة حجم المساعدات إلى 100 مليار دولار عن طريق طرح سندات في أسواق المال العالمية. ومن التصريحات التي تؤيد التوقعات رفض وزير الخزانة الامريكي جون تايلور الذي يرأس وفد واشنطن الفكرة البريطانية بزيادة حجم المساعدات إلى الضعف صراحة قائلا: إن الولاياتالمتحدة تفضل تحويل الاموال من شكل قروض إلى منح. وأعرب المسئولون البريطانيون عن (عدم دهشتهم) إزاء الموقف الامريكي الذي كان واضحا في لقاءات واجتماعات سابقة. وقال مراقبون: إن رفض تايلور لمشروع براون بزيادة حجم المساعدات إلى الضعف من خلال طرح سندات للبيع في أسواق المال العالمية هو ضربة لآمال بريطانيا لتحقيق انفراجة في قضية الديون. وكان وزير الخزانة البريطاني جوردون براون قد افتتح يوم الجمعة الماضي مؤتمرا اقتصاديا لمناقشة تحديات العولمة وديون العالم الثالث قبيل افتتاح اجتماع وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية للدول الصناعية السبع الكبرى في لندن. وناقش المؤتمر أيضا صعود نجمي الهندوالصين كقوتين اقتصاديتين عالميتين. وشارك في بعض جلسات المؤتمر ممثلون عن الصينوالهند وروسيا والبرازيل. تضم مجموعة الدول الصناعية السبع بريطانيا وفرنسا وكندا وإيطاليا واليابان وألمانياوالولاياتالمتحدة. ويبدو ان مناشدة رئيس جنوب افريقيا السابق نيلسون مانديلا مجموعة الدول الصناعية الغنية السبع الكبرى تقديم الاموال للمساعدة على انتشال افريقيا من براثن الفقر والديون لن تلق استجابة رغم اعرابه عن اعتقادة بأن الدول الغنية بمقدورها الآن شطب ديون افريقيا. وقال مانديلا وهو يجلس بين زوجته ومضيفه في لندن وزير المالية البريطاني جوردون براون (لا تتأخروا بينما الفقراء يستمرون في المعاناة). وقال مانديلا (اننا هنا للمطالبة بالعدالة). وحث الدول الغنية على تقديم 50 مليار دولار معونة سنوية على مدى الاعوام العشرة القادمة وهي خطة اقترحها براون. واضاف قائلا: (نحتاج الى إلغاء بنسبة 100 في المئة للديون سواء المتعددة الاطراف او الثنائية لإزالة اعباء الماضي وتمكين الناس من ان يعيشوا أحرارا). ومضى قائلا ان افريقيا لا يمكن ان يكون لديها استقرار اقتصادي ما لم تحصل على اعفاء من الديون (وانتم لديكم القدرة على عمل ذلك . ولهذا فانني احثكم على أن تتحركوا). وقال مانديلا الذي توفي نجله بمرض الايدز الشهر الماضي: انه واثق من ان مجموعة السبع ستناقش مسألة الايدز التي تدمر القارة الافريقية. واضاف قائلا (اذا لم نتحرك الآن... فان المشكلة ستتضخم في المستقبل لدرجة ان العالم لن يكون لديه موارد كافية للتغلب عليها). وعلى صعيد آخر من غير المرجح ان يختلف البيان الذي سيصدر عن اجتماع وزراء مالية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى كثيرا عن البيانات الرسمية التي صدرت مؤخرا فيما يتعلق بأسعار العملات. وقال مصدر بمجموعة السبع فيما يتعلق بلهجة البيان بشأن اسعار الصرف (اننا لا نتوقع اي تغيير جذري. انه قيد المناقشة). وتراقب الاسواق المالية عن كثب اجتماع مجموعة السبع تحسبا لاي انباء من الصين قد تشير الى انها تدرس تحرير عملتها (اليوان). وقللت الولاياتالمتحدة من أهمية مبادرة بريطانية بزيادة مساعدات الاغاثة للدول الفقيرة من خلال تأسيس هيئة مالية دولية برأس مال قدره مئة مليار دولار.