دعا وزير المالية البريطاني جوردون براون صندوق النقد الدولي الى اعادة تقويم احتياطياته من الذهب كوسيلة لاتاحة مزيد من الاموال لتخفيف اعباء ديون دول العالم الأكثر فقرا. وقال براون الذي يرأس ايضا لجنة النقد الدولية وهي الهيئة صانعة السياسات بصندوق النقد في ندوة نظمت في مدينة الفاتيكان ان تخفيف اعباء الديون قضية اخلاقية واقتصادية على حد سواء. واضاف قائلا: في حين ان مانحين كثيرين ألغوا 100 في المئة من الديون الثنائية للدول الاكثر فقرا فان 50 في المئة فقط او اقل من الديون المتعددة الاطراف يجري الغاؤها. ومضى براون قائلا لهذا فانه لبذل المزيد من أجل اتمام عملية الغاء الديون فاننا نقترح على المجتمع الدولي ان ندرس من جديد كافة الخيارات لتمويل مزيد من التخفيف لاعباء ديون الدول الأكثر فقرا بما في ذلك تحقيق استخدام افضل لذهب صندوق النقد الدولي. ومعظم احتياطيات الصندوق من الذهب مقومة عند 40 دولارا للاوقية/ الاونصة بمقتضى اتفاق يرجع الى عام 1971 رغم ان بعضها اعيد تقويمه باسعار السوق في اواخر التسعينات لتمويل مبادرة تخفيف أعباء ديون الدول الفقيرة الاكثر مديونية. وقال مسؤولون ان الاقتراح يقضي بتعديل قيمة الذهب على الورق استنادا الى الاسعار الحالية للسوق التي تبلغ حوالي 400 دولار للاوقية لتوليد مزيد من الاموال لتخفيف اعباء الديون. ولا تقترح بريطانيا ان يبيع صندوق النقد احتياطياته من الذهب وهو شيء قد يدفع أسعار السوق للهبوط ويلحق ضررا بالدول الفقيرة التي تعتمد على صادرات الذهب. وانتهز براون الندوة لزيادة الضغوط على الولاياتالمتحدة والمانيا بصفة خاصة لمساندة اقتراحه لانشاء هيئة تمويل دولية. وقال ان انشاء هذه الهيئة قد يضاعف المعونات الى دول العالم الاكثر فقرا الى 100 مليار دولار سنويا عن طريق اصدار سندات في اسواق رأس المال الدولية باستخدام التزامات طويلة الاجل من الدول المانحة كضمان اضافي. وقال براون ان الحاجة ماسة الى هذه الاموال اذا كان لاهداف تنمية الالفية لخفض الفقر الى النصف ان تتحقق بحلول عام 2015 . وتؤيد اكثر من 50 دولة بينها فرنسا انشاء هيئة التمويل الدولية التي اقترحها براون لكن الولاياتالمتحدة والمانيا لم تقدما حتى الان مساندة كاملة للخطة في اجتماعات مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى. ومن المتوقع ان يعد صندوق النقد والبنك الدولي تقريرا عن الخطة لمناقشته في اجتماعاتهما السنوية في وقت لاحق من هذا العام.