التسويق علم وفن، ومن الوظائف الأساسية للشركات الناجحة التي تخطط للنفاذ في الأسواق المحلية والعالمية بفاعلية، لذا فهو مكمل للوظائف الأخرى في الشركات المبادرة لتلبية احتياجات زبائنها في بيئة تتزايد فيها حدة المنافسة. فالسياسات التنافسية للشركات المتميزة تتركز حول حساسية وسرعة تلبية رغبة الزبون، وتهتم بالبحوث التطويرية التي تبحث في رغباته وميوله. والملاحظ أن التسويق كوظيفة رئيسة للشركات السعودية لا يرقى للمستوى المطلوب، حيث لا يزال في مرحلة البيع التي لا تهتم برغبة وميول الزبون، وهي أطول مراحل التسويق والتي امتدت إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية بفترة قصيرة تقارب السنوات الثلاث. يزداد فن التسويق تطوراً واتساعاً عالمياً، بحيث أصبحت قنوات الاتصال بالزبون على الإنترنت تشكل ظاهرة هامة وملحوظة الاستخدام في شركات الدول المتقدمة وبعض الدول النامية مما يشير إلى تقصير الشركات السعودية في مجال التسويق. وهنا نرى أهمية ممارسة الشركات السعودية للتسويق من خلال القنوات التسويقية الحديثة مثل التسويق عبر الإنترنت والمعروف بالتسويق الإلكتروني. المشكلة التي يقع فيها الكثير من مديري الشركات السعودية هي أنهم يعتقدون أن التسويق عملية إنتاج وبيع وترويج المنتجات والخدمات فقط. هذه المشكلة أكثر عمقاً في الشركات والمؤسسات الوطنية الصغيرة بما فيها المحلات التجارية السعودية، لذلك يجب التركيز على الزبون. التسويق الحديث يركز على تحديد حاجات الزبون وتقديم السلع والخدمات التي تشبع هذه الحاجات من خلال برنامج تسويقي متكامل يبدأ بالتعرف على الزبون وينتهي بمتابعة ما بعد عملية البيع للحصول على معلومات تفيد الشركة المنتجة لتطوير سلعها أو خدماتها بدرجة أفضل للحفاظ على ولاء الزبون. ويجب أن يكون بعد النظر الاستراتيجي للقيادات التسويقية من سمات الشركات السعودية للتحول من التفكير الربحي فقط إلى تفكير النمو الاستراتيجي الشامل لأن الشركات الناجحة تربط نجاحها بنموها المستمر من خلال الاستمرار في تلبية رغبات وحاجات زبائنها. ولقد كانت رسالة إحدى الشركات العالمية تقول: إن نجاح زبائننا هو نجاحنا، ومصيرنا جميعاً واحد. فالتسويق الحديث بما في ذلك التسويق عبر الإنترنت أصبح فناً يجلب مليارات الريالات للكثير من الشركات التي تبنته في سياساتها التسويقية العالمية للوصول إلى الزبائن في جميع أنحاء الأرض.