في غرفة صغيرة ملحقة بمتحف التاريخ الطبيعي التابع لجامعة الخرطوم مليئة بالسكاكين والمشارط تجدها تجلس في هدوء وسعادة وسط الروائح النفاذة للكيمياويات وجثث الحيوانات المعدة للتحنيط تحلم بتحنيط كل الطيور التي تعشقها حتى تظل ذكراها خالدة في العالم كما خلد الفراعنة ملوكهم في الماضي. وهي شابة في نهاية الثلاثينيات من عمرها لكنها اختارت طريق التعامل مع الموت حيث تخصصت في فن التحنيط لتصبح السودانية الوحيدة او المعروفة حاليا في هذا المجال فالتخصص في فن التحنيط يعد تخصصا نادرا إن لم يكن معدوما وهي تعد واحدة من اللائي ربطن بين الفن التشكيلي والتحنيط. وقالت الشابة إنها تخرجت في كلية الفنون الجملية ولكن عندما ذهبت الي مصر استهواها فن التحنيط فتخصصت في تحنيط الحيوانات والطيور حيث درسته في الفيوم و قد لقيت نفسها في هذا النوع من الفن. وأضافت إن التحنيط فن لا يقدر عليه أي شخص فلا بد من ان يكون الشخص مهيأ نفسيا خاصة النساء فهناك عمليات جراحية وسلخ الجلد ودبغه وغيرها من العمليات التي قد لا يتحملها الانسان.