في سرية تامة، أبرم الملياردير المصري محمد الفايد، اتفاقا الأسبوع الماضي مع خبيرين مصريين في التحنيط للقيام بتحنيطه بعد وفاته، وقد حصلا نظير ذلك على مبلغ مليون دولار كاتفاق مبدئي، على أن يحصلا على مليون آخر تصرف لهما بعد وفاته وتحنيطه. ويشارك أحد الخبراء في علم المصريات وهو بريطاني الجنسية في تحنيط الفايد، ويرغب رجل الأعمال المصري بعد تحنيطه أن يعلق على ساعة فوق برج يعلو محلات "هارودز" الشهيرة التي يملكها بلندن وكتب بذلك وصية يحتفظ به محاميه الخاص. ويؤكد الدكتور عبد الحليم نور الدين أستاذ الآثار بجامعة القاهرة والأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار في مصر أن التحنيط عند الفراعنة كان يتم في قضية البعث والخلود - بحسب معتقداتهم- حيث يكون الجسد في المقبرة والروح تصعد الركن الشمالي من السماء، وعندما يحين موعد البعث تعود الروح إلى الأرض لتدب في جسد صاحبها ولكي تعرف جسد صاحبها وسط الآلاف من الموتى كان لابد أن تظل الملامح كاملة ولذلك ظهرت عملية التحنيط. أما في العصر الحديث، فقد اشتهرت عمليات تحنيط الحيوانات والطيور، وقد حاول بعض الناس تحنيط أو تجميد أنفسهم لإبقاء الجسد كما هو، مثل الفراعنة، إلا أن هذه المحاولات لم يكتب لها النجاح لفترة طويلة، وأضاف: ليقل هؤلاء ما يشاءون لكنهم لن يصلوا إلى سر التحنيط عند المصريين القدماء. من جهتها، أكد الدكتور أمال ربيع أستاذ التفسير وعلوم القران بكلية دار العلوم أن الإسلام حرم الاحتفاظ بجسد الإنسان بعد وفاته بأي طريقة سواء كان التحنيط أو غيرها، حيث أمر بدفن الموتى دفنا شرعيا بمساواتهم بالتراب وعدم وجود شواهد للقبور، كما كان ذلك أيام الحضارات الرومانية والفرعونية وغيرها. وأردفت قائلة: الله عز وجل أمرنا بالحياة في بساطة وهدوء والموت أيضا في بساطة وهدوء، وتلك حكمة إلهية فهو سبحانه وتعالى هو من يهب الحياة ومن يسلبها، وعندما بدأ المولى عز وجل خلق آدم خلقه من تراب، وعندما يموت الإنسان يعود إلى التراب مرة أخرى، فنحن من الأرض واليها نعود، ولا شك أن هناك بعض المدافن غير الشرعية والتي يقوم ببنائها البعض كنوع من الأبهة والتفاخر والعظمة وهذا أمر مرفوض شرعا.