تعد المعاملة بين الناس هي أحد أهم أضلع الحياة؛ لما لها من نتائج كثيرة ومتعددة، فتجد أن الناس فيما بينهم علاقات وطيدة، وتلك مترتبة على حسن التعامل، وعلى غرار ذلك يوجد علاقات منقطعة، بل تصل لدرجة عالية جدا من الخصام؛ وذلك تبعا لسوء المعاملة فيما بينهم، وأيضا فإن ديننا العظيم وإسلامنا الوسطي قد انتشر عن طريق المعاملة السمحة الطيبة في شتى المعاملات من بيع وشراء الى آخره من التعاملات بين الناس، وكانت الامانة والصدق من اسمى سمات النبي (صلى الله عليه وسلم) وعلى ضوئها انتشر الاسلام. إن من أهم الأشياء التي توضح سلوك وشخصية الإنسان المعاملة، ويحرص ديننا الإسلامي على السلوك الطيب بين الأفراد بعضهم البعض؛ لأن سلامة اي مجتمع تتوقف على المعاملة الحسنة؛ لكي تسود العادات المحببة بين البشر كالإخلاص في العمل ومساعدة الغير وسيادة الأمن والأمان بين أفراد المجتمع. منذ الصغر ونحن نسمع جملة «الدين المعاملة»، ومن هنا نجد أن الدين الحسن ليس فقط بإقامة شعائر الإسلام بل أيضا بأن تطيب معاملتك مع الآخرين. المعاملة السمحة التي تخلو من الكوارث التي نسمعها اليوم تعد أحد أهم أسباب تقدم ورقي المجتمع كاملافي وقتنا الحالي، نجد من يقيمون الإسلام خارجيا فقط وليس ظاهريا، اي قد تجد رجلاً يظهر على هيئته الدين كله إطالة الذقن وتقصير الثوب والإمساك بالسبحة ولكن تجده غليظ القلب مع الآخرين فظا مع من يتعامل معهم، وذلك يعتبر من أسوأ الأشياء، حيث إنه بذلك ينمي كره الاخرين فيه، ولن ينفعه بغض الآخرين له. إن معاملة الغير تظهر بأشكال عدة، فقد نجد الاخر يلقي بأسوأ الألفاظ على الآخرين، وآخر لا يبالي بمشاعر الآخرين فيسير لسانه قبل عقله، فتخرج منه بعض السلوكيات التي يبغضها الغير، وهناك اخرون لا يعلمون أن عصبيتهم تعتبر من سوء المعاملة، بل إنها من أصعب أشكال سوء المعاملة؛ لأنها توقع الفرد في الخطأ دائما. فالحليم شخص محبوب بين البشر؛ لسعة صدره وقدرته على تحمل المشاكل بهدوء. بعد زيادة التكنولوجيا وبعد أن أصبح العالم كله كبيت صغير، أصبحنا في أمس الحاجة لتحسين طرق معاملتنا مع أبناء مجتمعنا والمجتمعات الأخرى، فطريقتك في التعامل توضح دينك، والدين الإسلامي أسمى الأديان السماوية ولكي ننشره بين العالم، يجب أن نحبب الاخرين فيه، ولن يزيد حبهم له إلا بإظهار أهم معالم الدين الإسلامي، كالرغبة في نشر السلام وحسن معاملة الغير وعدم التفريق بين طوائف البشر. المعاملة السمحة التي تخلو من الكوارث التي نسمعها اليوم، تعد احد اهم اسباب تقدم ورقي المجتمع كاملا، وبما أننا مجتمع إسلامي فلا بد ان نكون منارة للمعاملة.