قالت الفنانة التشكيلية الكويتية ليلى العصيمي إن بعض الفنانين والفنانات يهرولون خلف وسائل الإعلام من أجل إبرازهم لغرض في أنفسهم، وبالنسبة لي تعلمت منذ صغري أن أكون قنوعة وأكتفي فقط بنصيبي الذي أستحقه، أما عن رأيي الشخصي في مثل هؤلاء فأعتبرهم أناسا لا يعبرون عما يدور في قلوبهم من أجل أن يفسرها الناس ويستمتعوا بها بل هم يحاولون أن يصلوا إلى المجد والشهرة حتى وإن لم يكونوا يستحقونها. وعن بيع اللوحات كما يفعل بعض الفنانين قالت أيعقل أن تبيع الأم فلذات كبدها؟! ، من غير المعقول أن تبيع الأم أبناءها حتى وإن كلفها الأمر حياتها ، مضيفة قولها إن لوحاتي هي فلذات كبدي وهي أبنائي الذين سهرت الليالي عليهم واجتهدت في عملي من أجلهم كي يكونوا بهذا الشكل الجميل الذي هم عليه حالياً، ولا أتصور أني سأبيع أيا من لوحاتي حتى وإن كلفني الأمر حياتي! وعن أجمل لوحة رسمتها قالت إنها لوحة الطفولة فأشعر بأنها مليئة ببراءة الطفولة التي باتت مفقودة من مجتمعاتنا العربية والإسلامية، لأن أطفال اليوم ليسوا كأطفال الأمس ، فالطفل العربي اليوم بات ممزقا ومشتتا وقلبه متحجر بسبب المشاهد المرعبة التي يشاهدها على شاشات التلفاز من حروب ودمار وبقايا الجثث والأموات التي تتنافس على عرضها الفضائيات من أجل جذب المشاهدين إليها، فمن خلال هذه اللوحة أشعر بأن الطفولة التي أحلم بها موجودة داخل حدودها التي حددت بالبرواز. أما عن المعوقات التي قد تصطدم بها فقالت إنها المشاهد البشعة التي نشاهدها على الفضائيات من قتل وسفك دماء وحروب ونزاعات وجثث في الشوارع وأطفال مشردين وآلام مسنين ونواح ثكالى وأوجاع زوجات كلها مشاهد تصطدم بي وأتعامل معها من خلال الفرشاة والألوان وأرسم بها على لوحة تعبر عن تفاعلي مع الحدث. وتحدثت العصيمي عن معاناتها مع اللوحة وكيف تبدأ وأي المشاعر تدفعها نحو العمل الفني قائلة: كل الظروف والمواقف التي تواجهني بالحياة تحرك مشاعري وأحاسيسي، سواء أكانت حزينة أم سعيدة، لابد أن أتفاعل معها، وفي النهاية تجدني أعبر عن هذه الأحاسيس والمشاعر عن طريق الفرشاة والألوان. مؤكدة انها تعتمد على الخيال وأضافت قائلة: أنا خيالية جدا وأعتمد على الخيال في أغلب أعمالي الفنية والمدرسة السريالية هي المسيطرة على أعمالي، وأغلب أعمالي خيالية أو هي مزيج بين الخيال والواقع.