وصفت الناقدة ثناء أنس الوجود كتابة الشاعرة فاطمة ناعوت بأنها تشق عصا العصيان على الأجناس الأدبية المتعارف عليها. وقالت الناقدة في مشاركتها بندوة (أدب ونقد) التي عقدت بمناسبة صدور ديوان الشاعرة فاطمة ناعوت (فوق كف امرأة) إننا أمام واحد من الأعمال اللافتة حيث يطرح فكرة أدبية الأدب. إنه يتميز باحتوائه على المواصفات الأدبية وله جماليات أخرى وعلى الرغم من إتقانها التراث العروضي العربي الذي ظهر مرتين أو اكثر.. وهذه المعرفة أكسبتها قدرة على التصوير والبلاغة واستنبات الصورة. وأشارت الناقدة إلى أن شعر ناعوت يتميز بالتصوير الحدثي فتتكون القصيدة من مجموعة أحداث وتتكئ بشدة على النزعة السردية، ففي افتتاح القصيدة نجدها تسرد حدثاً في مقطع ثم تتوالى الأحداث في المقطع الثاني ولكن في منتصف القصيدة نجد مقطعاً مختلفاً مما يحدث ارتباكا للقارئ ولذلك فعملها يحتمل مداخل شتى، وهو ما يحتاج - بحسب الناقدة - إلى قارئ معين وليس قارئاً عادياً لكي يتواصل مع إبداعها. وعن ملاحظتها على العنوان قالت أنس الوجود: إن الشاعرة من خلال المقاطع السردية المختلفة تدور أحداثها فوق كف امرأة وسع هذا الكف العالم حيث تأتي الرواية في الديوان بنسبة 90 بالمائة وهي تحتوي الهم الإنساني والهم الداخلي للأنثى في الداخل والخارج يمتزج هذا من خلال الأحداث والسرديات التي ترويها المرأة في القصائد المختلفة حيث تبغي تحقيق العدالة الإنسانية. وأضافت الناقدة الدكتورة سناء انس الوجود: إن الشاعرة بالإضافة إلى المقاطع السردية فاجأتنا بالتواصل مع التراث فيما يسمى بالتوقيعات التي تتميز بشدة الحكمة والموهبة كما كان في العصر العباسي وهي جمل مختصرة لا مجال فيها للمزايدة، أو الثرثرة ولكنها تكون بالغة الحسم، فهي أعادت إنتاج فن إبداعي قديم ومع ذلك هي تحمل هموم الوطن العربي وهموم المرأة العربية وتحاول التمرد على هذا الهم ولكن بدون نبرة خطابية أو رغبة في استعراضها ألفاظا حادة فهي تطرق القضايا الكبرى من الخلف حيث حملت كف المرأة الدامعة لكل ما تراه دون استسلام فاستطاعت تجسيد ما تريد في قطعة واحدة في يدها من حيث الزمان والمكان فهو يمثل جزءا من تلافيف الروح لدى الشاعرة ولكن الزمان غير معلوم فلا يستطيع القارئ أن يصل إلى دائرة التفكير لمحاولة وصل الزمن الذي تشظى في أي مقطع، ويلاحظ أنها عندما استعملت العناوين دائماً تستخدم التعريف سواء بأل أو بالإضافة حيث تجعل القارئ في حميمية مع النص.