جج الرئيس الامريكي جورج بوش عشية بدء ولايته الثانية نيران التكهنات الخاصة بنياته تجاه إيران وهدد بضربها اذا ماطلت فيما يتعلق ببرنامجها العسكري وقال في مقابلة تلفزيونية إن جميع الخيارات موضع بحث بما فيها العمل العسكري. وسئل بوش في مقابلة تلفزيونية مع محطة تلفزيون (إن بي سي) عن مسألة استبعاده احتمال العمل العسكري إذا واصلت إيران مماطلتها فيما يتعلق ببرنامجها النووي فقال: آمل في إمكانية حل الامر دبلوماسيا لكنني لن أستبعد أي خيار حسبما جاء في نص المقابلة على موقع المحطة على الانترنت. يشار الى ان سيمور هيرش صحفي التحقيقات في صحيفة نيويوركر قد اوضح في تقرير موسع يوم الاثنين ان ملاحقة ايران جزء من حرب أشمل على الارهاب يخوضها بوش الذي يبدأ غدا الخميس فترة ولايته الثانية الممتدة لمدة أربعة أعوام. يذكر ان وزارة الدفاع الامريكية (بنتاجون) نفت في نفس اليوم هيرش المتخصص في شؤون الامن القومي والذي اورد فيه أن الجيش الامريكي يقوم بعمليات سرية في إيران استعدادا لمهاجمتها ووصفت التقرير بأنه مليء بالاخطاء فيما يتعلق بالحقائق الاساسية . وأفاد تقرير هيرش الذي حمل عنوان (الحروب القادمة) بأن الولاياتالمتحدة تقوم بمهام استطلاعية في إيران منذ الصيف الماضي لتحديد أماكن منشآت أسلحة الدمار الشامل التي يمكن استهدافها. وقال هيرش دون أن يحدد مصادره بصورة مباشرة إن الرئيس الامريكي جورج بوش وافق على أوامر تسمح بالقيام بعمليات سرية في إيران وعدد من الدول لتعقب إرهابيين . وقال لورانس ديريتا المتحدث باسم البنتاجون يوم الاثنين إن التقرير يعتمد على مصادر تمد هيرش بمعلومات خاطئة لكنه لم يشر مباشرة إلى ما إذا كانت الولاياتالمتحدة تقوم بعمليات في إيران.واضاف ديريتا: مقال السيد هيرش مليء بالاخطاء فيما يتعلق بالحقائق الاساسية مما أدى إلى تقويض مصداقية المقال بالكامل . وينقل هيرش في مقاله عن مستشار حكومي لم يكشف عن اسمه قال إن له علاقة وثيقة بوزارة الدفاع قوله: يريد المدنيون في البنتاجون الذهاب إلى إيران وتدمير أكبر قدر ممكن من البنية التحتية العسكرية . إلا أن هيرش لم ينسب معلومة مباشرة للقيام بمهمة أمريكية في إيران إلى أي مصدر واعتمد على أقوال ضباط سابقين بالمخابرات ومستشارين بوزارة الدفاع. وكان هيرش قد ذكر في تقريره أن العمليات داخل إيران تهدف إلى المساعدة في استهداف أكثر من 30 موقعا لانشطة مشبوهة تتضمن برامج لانتاج أسلحة نووية وبيولوجية وصواريخ. وقال التقرير إن البنتاجون كان يسعى إلى تغطية هذه العمليات في محاولة للالتفاف حول القانون الامريكي الذي يلزم وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي.آي.إيه) بتقديم تقارير عن أنشطتها للكونجرس في محاولة للاحتفاظ بسرية المهمة. وأوضح هيرش أن وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد ونائبه بول وولفوويتز يعتقدان أن ضرب إيران سيقوض النظام الايراني وسيظهر تماما أنه أضعف مما يبدو الآن فيما يشبه ما وقع للاتحاد السوفيتي السابق. ونقل هيرش عن مسؤول كبير بالمخابرات قوله إن وحدة كومنادوز (قوات خاصة) أمريكية تابعة للفيلق الامريكي في جنوب آسيا حصلت على معلومات من علماء باكستانيين وتسللت إلى شرق إيران بحثا عن منشآت نووية تحت الارض. وكان وزير الدفاع الايراني على شامخاني قد قال الاثنين في تصريحات نقلتها شبكة التلفزيون الرسمي الايراني إن الولاياتالمتحدة لن تخاطر بالاقدام بالهجوم على إيران. وأكد ديريتا أن الولاياتالمتحدة ستواصل جهودها الدبلوماسية لاجبار إيران على التخلي عن تطوير برنامجها النووي الذي تصر الولاياتالمتحدة على أن أهدافه عسكرية.