عقدت في العاصمة التركية أنقرة أول أمس قمة ثلاثية بين تركياوالولاياتالمتحدةوالعراق لبحث موضوع تصفية عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية من شمال العراق. حيث ناقشت الوفود المشاركة في هذا الاجتماع الذي استغرق نحو خمس ساعات أسس التعاون بين البلدان الثلاثة بهدف إنهاء التهديدات الإرهابية الموجهة من العراق إلى تركيا والعمل على تصفية العناصر الإرهابية التي تشكل مصدرا لهذه التهديدات. وانتهت القمة بإصدار بيان مشترك قرأه ممثل تركيا الخاص للشؤون العراقية رئيس الوفد التركي عثمان قوروتورك. وشدد البيان على أن مكافحة الإرهاب تستدعي تحقيق تعاون دولي مؤثر. كما أكد البيان أنه ستتم مراقبة التدابير المتخذة ضد النشاط الإرهابي في المنطقة عن طريق مواصلة الإجتماعات الثلاثية بين الدول الثلاث على مستويات مختلفة.. فضلا عن ذلك يؤكد البيان أن الولاياتالمتحدة ستدعم هذا التعاون في مجال تصفية حزب العمال الكردستاني بين تركياوالعراق. ان من اللافت للنظر هو توجه هذا التعاون نحو تركياوالعراق فقط في الوقت الذي كان هذا الخط يضم في السابق كلا من أنقرة وواشنطن وبغداد وقبله كان تعاون بين تركياوالولاياتالمتحدة حتى عقد اجتماع بين البلدين خلال الفترة الماضية ترأسها رئيس الوفد التركي السفير نابي شينسوي الذي أكد في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع على وجود توافق تركي أمريكي لاتخاذ تدابير مشتركة لتصفية عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية من شمال العراق. ولكن لم يتم تسجيل أي تطور إيجابي بالنسبة لهذا الموضوع. بل بالعكس ، فان الجانب الأمريكي على المستويات المختلفة من المسئولين أعلن أنه لا يفكر تنظيم عملية عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني حتى آخر تصريح بخصوص هذا الموقف صدر من السفير الأمريكي في أنقرة أريك أديلمان الذي أعلن أنه لا توجد عمليات عسكرية ضد هذه المنظمة المحظورة لغاية 30 من يناير الشهر الجاري. ان الاجتماع الذي عقد أمس مهم جدا من ناحية الموقف الأمريكي من هذه القضية لأن نتائج الاجتماع أكدت على الانسحاب الأمريكي من هذه المسألة ووضعت تركياوالعراق في خط المواجهة لتصفية منظمة حزب العمال الكردستاني من شمال العراق. حيث ان جميع المؤشرات تشير إلى انسحاب الولاياتالمتحدة من هذه المسئولية. والسؤال الذي يطرح نفسه إلى أين سيصل التعاون التركي العراقي في الظروف الحالية ومدى تأثير هذا التعاون بين أنقرة وبغداد في الوقت الذي تسيطر فيه الأحزاب الكردية على إدارة الوضع في شمال العراق؟.