تصر تركيا على أن تنفذ الولاياتالمتحدة وعدها بعدم السماح لأي من المنظمات الإرهابية بالبقاء في العراق، قبل أن يكون بينهما أي تعاون لتسهيل مهمة إجراء الانتخابات العامة المزمع إجراؤها في نهاية الشهر الجاري. ومرة أخرى أكد السياسيون والقادة العسكريون الأتراك للجنرال جون أبي زيد قائد القوات المركزية الأمريكية هذا الطلب خلال زيارته الحالية لأنقرة، بعد أن تأكد ضلوع العناصر الكردية في حادثة مقتل عناصر الأمن الخمسة المكلفة بحماية السفارة التركية ببغداد في كمين نصب لهم قرب مدينة الموصل، في الوقت الذي تجاوز عدد القتلى من سائقي الشاحنات التركية الثمانين.بينما تعطي الولاياتالمتحدة الأولوية لنجاح العملية الانتخابية في العراق وترى أن الوقت ليس مناسبا للقيام بعملية عسكرية لتصفية عناصر حزب العمال الكردستاني الانفصالي المتمركزة في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية من العراق. وتقول مصادر صحفية في أنقرة بأن وزير الخارجية التركية الدكتور عبد الله غول ونائب رئيس الأركان التركي الفريق أول إيلكر باشبوغ كررا الطلب التركي خلال اجتماعهما بالجنرال أبي زيد ، في الوقت الذي يبحث فيه الاجتماع الثلاثي بين مسؤولين أتراك وأمريكان وعراقيين موضوع تجفيف التمويل والاتصالات عن حزب العمال الكردستاني، وتبادل المعلومات الاستخبارية حول نشاطات هذه المنظمة، ويرأس الجانب التركي في هذا الاجتماع الممثل الخاص في العراق السفير عثمان قوروتورك، بينما تمثل الولاياتالمتحدة نائبة مستشار وزير الخارجية الأمريكية لشئون أوربا وآسيا لورا كنيدي، ويمثل العراق نائب وزير الخارجية الدكتور حامد البياتي. وتأمل الولاياتالمتحدة وكذلك الحكومة العراقية من حكومة أردوغان ممارسة نفوذها لدى سنة العراق لثنيهم عن مقاطعتهم للانتخابات، حيث سبق وأن زار العديد من الشخصيات ورؤساء الأحزاب السنية وهيئة العلماء تركيا للتعريف بقضاياهم، وعقدوا اجتماعات مع مسؤولي حزب العدالة والتنمية الحاكم، وألقوا محاضرات حول الوضع في العراق في اسطنبول والمدن التركية الأخرى.