من البديهي القول ان منطقة الخليج العربي والمملكة بوجه خاص هي العامل الأهم في السوق البترولية العالمية كما ان وعلاقة الاعتماد المتبادل بين آسيا ودول الخليج هي علاقة قوية وتحتاج الى جهود مستمرة لتحقيق نوع من التحالف الاستراتيجي والتكامل وتطوير المصالح المتبادلة في مجال البترول وغيره من المجالات الاقتصادية، هذا ما أكد عليه وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي أمام اجتماع المائدة المستديرة لأكبر المنتجين والمستهلكين للطاقة في آسيا لا سيما أن المملكة تدرك إن البترول يشكل رابطة مشتركة تربطها بالدول الآسيوية المستوردة كما تدرك أهمية هذه الرابطة لتحقيق النماء والرخاء الاقتصادي لكلا الجانبين. ومع تزايد اعتمادها على استيراد النفط من الخارج في ضوء انتعاش الطلب المحلي فقد قررت الهند تصعيد جهودها لتأمين استقرار الامدادات باستضافة مؤتمر دول أوبك بمنطقة الخليج والدول الرئيسية المستوردة للنفط في آسيا، معتبرة ضمان امدادات الطاقة لسكان الهند البالغ عددهم مليار نسمة اصبح قضية رئيسية مع تنامي الطبقة الوسطى في البلاد، وهو العامل الذي أسهم في ارتفاع الطلب على الوقود لوسائل النقل الجوي والبري في بلد يعد متوسط الاستهلاك فيه ضئيلا اذا ما قورن بالاستهلاك في الغرب. ويعتبر النمو في الطلب على البترول في اسيا من أكثر المعدلات في العالم فقد تنامت حصة آسيا البترولية على مر السنين ويتوقع لها ان تستمر في النمو في ظل الاحتياجات المتزايدة من الطاقة للتنمية الاقتصادية وتحقيق معدلات النمو المرتفعة في اجمالي الناتج القومي للدول الآسيوية. وبذلك فان الكثير من انتاج البترول الحالي لدول الخليج بما في ذلك انتاج المملكة يتم تصديره الى آسيا التي ستبقى تعتمد على واردات البترول الخليجي في المستقبل المنظور الشي الذي يدعو الى تكوين علاقة على درجة عالية من الأهمية. وبينما تشير التوقعات الى ان الهند والصين ستستمران في قيادة نمو الطلب على النفط لسنوات عديدة قادمة وزيادة المنافسة مع اليابان وكوريا الجنوبية أكبر مستوردي النفط في آسيا تتزايد الحاجة للتعاون في تأمين الامدادات. وبالنسبة لمنتجي النفط في الخليج، فإن آسيا تمثل أفضل احتمالات النمو في الآجل الطويل لصادراتهم الأمر الذي يمنحهم الثقة لاستثمار مليارات الدولارات اللازمة لزيادة الطاقة الانتاجية. وتقف كل من الدول الاربع الكبرى المستهلكة للنفط في آسيا على قدم المساواة مع أكبر مستهلكي النفط في اوروبا لكنها تستورد معا ما يعادل واردات الولاياتالمتحدة تقريبا أي ما يزيد قليلا على 12 مليون برميل في اليوم وتمثل نحو خمس السوق العالمية التي يبلغ حجمها 83 مليون برميل في اليوم، أما المنتجون الثمانية فيضخون أكثر من 20 مليون برميل يوميا أي نحو ربع الانتاج العالمي ويسيطرون على نصف الصادرات العالمية. ويبقى القول ان منطقة الخليج العربي والمملكة بوجه خاص هي العامل الأهم في السوق البترولية العالمية وأن علاقة الاعتماد المتبادل بين آسيا ودول الخليج علاقة قوية تحتاج الى جهود مستمرة لتحقيق التكامل وتطوير المصالح المتبادلة في مجال البترول وغيره من المجالات الاقتصادية.