يرى محللون أن منتجي المنسوجات الأفارقة سيكونون الاشد تضررا بعدما انهت الدول الغنية مع بداية العام الجديد القيود على واردات الملابس من الدول النامية مما يرغم افريقيا على التنافس مع منتجين أكبر يتمتعون بميزة انخفاض التكلفة. وتقول كثير من الدول الافريقية: ان انتهاء العمل باتفاقية منظمة التجارة العالمية بشأن المنسوجات والملابس التي ضمنت طوال 40 عاما لصادراتها من المنسوجات حرية دخول الاسواق الغربية بدون رسوم جمركية وبغير أن تخضع لحصص التصدير قد يعني أن الملعب أصبح مفتوحا أمام الجميع دون حماية لأي طرف. ويقول المحللون: ان فتح سوق المنسوجات العالمية سيرغم دولا مثل موريشيوس ومدغشقر واوغندا وليسوتو على التنافس مع دول مثل الصينوالهند وهما من كبار المنتجين الذين يتمتعون بتكلفة منخفضة ويمكنهم بيع بضائعهم بأسعار أرخص في السوق العالمية. وقال ناريندوث بودو (المدير في وحدة السياسة التجارية في موريشيوس): اذا اطلعتم على دراسة اجرتها منظمة التجارة العالمية في سبتمبر فستجدون أنها تظهر أن الهندوالصين ستستحوذان على نحو 80 بالمئة من السوق العالمية بينما سيتقاسم باقي العالم العشرين بالمئة الاخرى. ومضى قائلا: (هناك دول أخرى مصدرة ذات قدرة تنافسية مثل اندونيسيا وتايلاند وباكستان ولذا من الواضح تماما أن هذه الدول ستتقاسم العشرين بالمائة الباقية. وبالتالي فما الذي سيتبقى لدول في افريقيا مثل موريشيوس). وكانت جزيرة موريشيوس الصغيرة الواقعة في المحيط الهندي قد اتجهت الى صناعة المنسوجات في السبعينيات في محاولة لتنويع اقتصادها المعتمد بالكامل على انتاج السكر. ومنذ ذلك الحين أصبحت صناعة الملابس من المحركات الرئيسية لاقتصاد موريشيوس التي استفادت من اتفاقية الملابس والمنسوجات في تصدير بضائعها الى الاسواق الامريكية والاوروبية المربحة. ولكن عشرات المصانع العاملة في مجال المنسوجات والملابس أغلقت ابوابها خلال العامين الماضيين ترقبا لانهاء العمل بنظام حصص الانتاج. وأسفر ذلك عن فقد عشرة آلاف شخص وظائفهم ووصول معدل البطالة في الجزيرة الى مستوى قياسي عند عشرة بالمائة. ويقدر المحللون أن حوالي 27 مليون نسمة في شتى انحاء العالم أغلبهم من النساء سيفقدون مصدر رزقهم بسبب التغيير الوشيك. وقال اتما شانتو رئيس اتحاد العمال المتحدين الذي يمثل المئات من عمال النسيج في موريشيوس (اعتقد أن التاثير ستكون له آثار اجتماعية واقتصادية في شتى أنحاء افريقيا). واضاف (على مر الاعوام اعتمدت النساء على دخل العمل في قطاع المنسوجات في الحاق أطفالهن بالمدارس والآن نجد أنهن يفقدن وظائفهن ولذا يضطررن الى قطع اطفالهن عن التعليم ودفعهم للبحث عن عمل من أجل تدبير لقمة العيش). ومضى شانتو قائلا ان تسريح الكثير من عمال المنسوجات أدى بالفعل الى ارتكاب جرائم. ويقول مسؤولون انه ينبغي لمنظمة التجارة العالمية اقامة صندوق لمساعدة الدول الافريقية في تحديث واعادة هيكلة صناعاتها.