للأدب في الأحساء قصة طويلة، بدأت منذ عرف الأدب العربي قبل رسالة خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم وتتابعت فصولها دون انقطاع حتى يومنا هذا. وإذا كان مؤرخو الأدب العربي يكادون يجمعون على أن بداية النهضة الأدبية المعاصرة كانت في مطلع القرن الرابع عشر الهجري .. فإن الأحساء سجلت في هذه الفترة الرقم القياسي في عدد أدبائها وجودة نتاجهم على مستوى الجزيرة العربية كلها. ومن أبرز أدباء النصف الأول من القرن الرابع عشر في منطقة الأحساء الشيخ عبدالله بن علي آل عبدالقادر (1270 1344ه) وقد تفضل الأديب عبدالله بن أحمد الشباط بتأليف كتاب عن هذه الشخصية الأدبية البارزة وقد وفى وكفى. والشيخ عبد العزيز بن حمد آل مبارك (1279 1359ه ) والشيخ عبد العزيز بن صالح العلجي (1289 1362) وقد ترجم لهذين الشاعرين الكبيرين بعض أدباء الأحساء في بعض مؤلفاتهم ولاشك أن للصحافة دوراً في انتعاش الأدب في الاحساء، فمنذ منتصف العقد السادس من القرن الرابع عشر الهجري، بدأت المنطقة في الاتصال بحركات التجديد في الأدب عن طريق سفر بعض الأدباء إلى البلدان المجاورة كالبحرين، ودبي والعراق والكويت، واستطاعت أن تتصل بالحواضر العربية الكبرى التي كانت تعج بحركات التجديد في فنون الأدب المختلفة، عن طريق الصحف والمجلات الأدبية، ثم عن طريق الوافدين، والبعثات التعليمية. ولعل من أوائل من ظهرت مشاركاتهم الأدبية في الصحف العربية والمحلية منذ وقت مبكر الأديب أحمد بن راشد ال مبارك (1333 1415) حيث عرف قلمه النقدي وصوته الشعري صحف عديدة في الحجاز وبيروت والمنامة، والقاهرة منذ عام 1355ه / 1936م حتى عام 1373ه /1949م. وبقي يذكر بوجوده بين أونه وأخرى بقصيدة ينشرها في صحيفة سعودية أو يطبعها ويوزعها حتى وفاته عام 1415ه . ولمعت أسماء أخرى مثل الشيخ عبد الله بن محمد الرومي، والدكتور راشد بن عبد العزيز آل مبارك الذي تألق وأصدر بعض الإصدارات الأدبية ولا يزال بيته في الرياض منتدى للأدب والعلم، شأنه في ذلك شأن أديب الأحساء الكبير الشيخ أحمد بن علي آل الشيخ مبارك الذي لا تزال أحاديثه في طليعة المعالم الحضارية والعلمية والأدبية في الأحساء. ومن أبرز الأسماء التي تلت هذا الجيل: الأديب عبد الله بن أحمد الشباط، والأديب محمد العلي، والأديب خليل إبراهيم الفزيع، والأديب محمد بن حمد الصويغ، والأديب مبارك إبراهيم بوبشيت، والشاعر يوسف بن عبد اللطيف أبو سعد (1356/ 1419) حيث كانت معظم صحف الخليج والسعودية منها خاصة مسرحاً لكثير من الأقلام الأحسائية. وانتهج بعض الشعراء نهج الحداثة في الشعر، وراح يعبر عن تجاربه ونلحظ ذلك عند الشاعر أحمد الملا، والشاعر إبراهيم الحسين وغيرهم من الشعراء الشباب. وهناك بعض شعراء الأحساء أدركوا الركب الشعري المنطلق في سائر الوطن العربي بجميع اتجاهاته، فلا يزال الشعر المحافظ صولته وجولته، كما أن عدداً من الشعراء أخذوا بحظ وافر من التجديد في المضامين والأشكال مع محافظتهم على أصالتهم وارتكازهم على موروثاتهم مثل للشاعر يوسف عبد اللطيف أبو سعد رحمه الله، والشاعر الأديب مبارك إبراهيم بوبشيت، والشاعر جاسم بن محمد المحيبس، والشاعر جاسم بن محمد الصحيح، والشاعر الدكتور خالد بن سعود الحليبي، والشاعر الدكتور محمود بن سعود الحليبي، والشاعر ناجي بن داود الحرز، والشاعر عبد الرؤوف محمد العبد اللطيف والشاعر جلال صادق العلي، والشاعر أحمد العمير. وقد برز في الأحساء شعراء كثيرون، والمتابع لإنتاج هؤلاء الشعراء لاشك أنه جير أسماءهم في مذكرته الخاصة لمن يحرصون على متابعة الساحة الأدبية في الأحساء عبر المنتديات الأدبية والمجالس الأدبية، والجرائد المحلية. @@ عبدالله حمد المطلق الطرف