ترشحت كرواتيا في عام 2004 لعضوية الاتحاد الأوروبي وتحدد لها موعد 17 مارس المقبل لبدء محادثات العضوية وهو أمر لم يكن بمقدور زغرب منذ عدة سنوات فحسب سوى أن تحلم بتحقيقه. وأصبح هذا الحلم ممكنا بعد أن تخلت كرواتيا أخيرا عن النظام القومي السلطوي الذي ساد البلاد طوال فترة التسعينيات من القرن الماضي في عهد رئيسها الراحل فرانيو توديمان. ومنذ وفاة توديمان في أواخر 1999 انتهجت البلاد مسار الديموقراطية والوفاء بمعايير الاتحاد الاوروبي.ويرجع الفضل في ذلك إلى رئيس الوزراء المحافظ إيفو ساندر وسلفه الاشتراكي الديموقراطي إيفيكا راكان. وإلى جانب نشر الديموقراطية وحماية الاقليات فإن أهم الشروط المسبقة التي حددها الاتحاد لانضمام كرواتيا لعضويته هي التعاون مع محكمة جرائم الحرب الدولية ومقرها في لاهاي. مجرمو حرب وسلمت زغرب حتى الان جميع من يشتبه في أنهم مجرمو حرب إلى المحكمة باستثناء واحد وهو الجنرال أنتي جوتوفينا الذي وجهت له المحكمة في عام 2001 اتهامات بارتكاب جرائم حرب ضد مجموعة من صرب كرواتيا ولكنه ما زال هاربا من العدالة بعد مرور ثلاث سنوات ونصف السنة. وقال الرئيس الكرواتي ستيب ميسيتش في مقابلة سابقة من وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ): الاتحاد الاوروبي أخطرنا في قمة بروكسل بضرورة أن نتعاون بشكل كامل مع محكمة جرائم الحرب الدولية ولكنهم لم يذكروا لنا بالتحديد أننا مضطرون إلى تسليم جوتوفينا لانه إذا لم يكن في كرواتيا فإننا لن نستطيع تسليمه. محادثات العضوية وبغض النظر عما إذا كان جوتوفينا سيعتقل قبل 17 مارس المقبل أم لا فإن السلطات الكرواتية تعتقد أن محادثات العضوية ستبدأ وأن زغرب ستواصل مساعيها للحصول على عضوية الكتلة الأوروبية أملا في أن تصبح عضوا كامل العضوية بحلول عام 2009. وقال ميسيتش لوكالة الانباء الالمانية: إن التعاون الكامل يعني أن نتعقب آثر جوتوفينا ولا يوجد سبب واحد يدفعنا لحمايته حيث اننا سلمنا جميع المدانين الآخرين. ويعتقد الرئيس الكرواتي أن نجاح محادثات العضوية بين كرواتيا والاتحاد الاوروبي سيكون له مردود إيجابي بالنسبة لباقي دول البلقان عبر إظهار أن بمقدور دولة كانت في حالة حرب التحول إلى الديموقراطية. وأضاف "سنكون نموذجا يحتذى للآخرين على أن القتال للوفاء بمعايير الاتحاد الاوروبي يؤتي ثماره. وإذا انضمت كرواتيا لعضوية الاتحاد الأوروبي في غضون الاعوام القليلة المقبلة فستكون ثاني دولة من جمهوريات يوغوسلافيا السابقة تفعل ذلك بعد سلوفينيا التي انضمت للكتلة الأوروبية في الأول من مايو الماضي. إشارات إيجابية ويقول مراقبون سياسيون: إن احتمالات انضمام كرواتيا للاتحاد الاوروبي سيبعث بإشارات إيجابية لحكومتي بلجراد وسراييفو لتحسين مستوى تعاونها مع المحكمة الجنائية الدولية وملاحقة المشتبه في أنهم مجرمو حرب الذين ما زالوا هاربين من العدالة. وأضافوا: ان هاتين الدولتين ستبذلان مزيدا من الجهد بعد مشاهدة زغرب التي كانت تخوض حروب التسعينيات في يوغوسلافيا السابقة وقد استعدت للانضمام للاتحاد. وتعني عضوية الاتحاد الاوروبي بالنسبة لكرواتيا الاعتراف بجهودها لنشر الديموقراطية والانفتاح على العالم التي بدأتها بعد وفاة توديمان. وتأمل كرواتيا أن تؤدي عضوية الاتحاد الاوروبي إلى ارتفاع مستويات المعيشة بها وتوفير المزيد من فرص العمل.