زيارة سمو ولي العهد التي تبدأ اليوم إلى المنطقة الشرقية تؤكد بجلاء مدى ما توليه القيادة الرشيدة لهذه المنطقة من اهتمام ملحوظ ، فقد شهدت سلسلة من زيارات رموز هذا الوطن التفقدية بين حين وحين جريا على عادة القيادة في الالتقاء المباشر مع المواطنين لتلمس احتياجاتهم وتطلعاتهم المستقبلية من ناحية، ولتدشين مشروعات تنموية في عدة مسارات نهضوية من ناحية أخرى. لقد احتلت هذه المنطقة في قلب القيادة الرشيدة حيزا من اهتمامها الكبير الموزع على سائر مناطق ومحافظات ومدن هذه البلاد الآمنة المطمئنة والرعاية التي توليها القيادة لهذه المنطقة والتي يشهد أبناؤها واحدة من صورها المتكررة في شخص سمو ولي العهد أثناء زيارته التفقدية لها وتدشين مجموعة من مشروعاتها الصناعية والتنموية بتوجيهات من لدن خادم الحرمين الشريفين ليست جديدة في حد ذاتها، بل هي رعاية قديمة بدأت منذ أن تمكن الملك عبد العزيز رحمه الله من توحيد هذه البلاد على الكتاب والسنة ، فبعد أن استتبت له الأمور بدأ يزور هذه البلاد في مناسبات عديدة لتفقد أحوال رعيته وتدشين مشروعات التنمية الأولى التي بدأت في عهده، ولا تزال ذاكرة التاريخ تختزن العديد من تلك المناسبات الهامة فقد زار المؤسس المنطقة الشرقية لرعاية حفل تدشين أول شحنة تجارية متوجهة إلى الأسواق العالمية من مدينة رأس تنورة وزار هذه المنطقة أيضا لتدشين حفل تسيير قطارها .. إضافة إلى عدد من المشروعات الحيوية الأخرى التي احتفل بافتتاحها رحمه الله . تلك العادة الحميدة ما زالت متأصلة في أشبال مؤسس هذه البلاد وباني نهضتها الحديثة ، فقد شهدت المنطقة الشرقية أسوة بكثير من مناطق المملكة مثل تلك الزيارات التفقدية التي كان يقوم بها المؤسس ، فزار خادم الحرمين الشريفين عدة مرات هذه المنطقة للالتقاء بأبنائها وتدشين العديد من مشروعاتها التنموية كما قام وما زال يقوم سمو ولي العهد بزيارات مماثلة لها لنفس تلك الأغراض السامية والنبيلة وكذلك فعل ويفعل (وجه الخير) سمو النائب الثاني .. بما يؤكد أن هذه المنطقة الغالية تحظى بأهمية خاصة من لدن رموز القيادة في هذا الوطن المعطاء وما زالت تحتل حيزا كبيرا في قلوبهم الكبيرة. ويبقى أن أشير إلى المتابعة الدؤوبة التي يوليها أمير المنطقة الشرقية ومهندس نهضتها الحديثة منذ توليه مهام إمارتها حتى اليوم سمو الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز فالفضل يعود بعد فضل الله في متابعة توجيهات وتوصيات القيادة الرشيدة والعمل من أجل ترجمتها على أرض الواقع بالسرعة اللازمة والإتقان المنشود مما أدى إلى تطوير هذه المنطقة بسرعة متناهية لتضاهي بقية مناطق المملكة في العهد الحاضر بمنجزات حضارية هائلة لا عد لها ولا حصر.