هذه الجولة الميدانية التي يقوم بها سمو ولي العهد لبعض محافظات ومدن المنطقة الشرقية في اطار توجيهات قائد هذه الامة وباني نهضتها الحديثة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز تذكرنا بتلك الجولات التي كان يقوم بها الملك عبدالعزيز رحمه الله لأرجاء هذه المملكة المترامية الاطراف، فقد عهد عن المؤسس قيامه بتدشين كبريات المشروعات التي تضطلع الحكومة بانفاذها ويحدثنا تاريخ النهضة في هذه الدولة عند بدايات التأسيس بتلك الجولات التي قام بها الملك عبدالعزيز لارجاء هذا الوطن، ومن اشهر تلك الجولات التفقدية تلك التي دشن فيها بعض المشروعات التنموية الكبرى بالمنطقة الشرقية ومنها على سبيل المثال لا الحصر الاحتفال بمناسبة ضخ النفط من اول بئر بكميات تجارية ومناسبة الاحتفال بتسيير القطار لاول مرة في تاريخ المملكة من الدمام الى الرياض. ان هذه الجولة التي يقوم بها سمو ولي العهد تعد امتدادا لنهج قويم بدأه الملك عبدالعزيز ثم سار اشباله من بعده على منواله (سعود وفيصل وخالد) رحمهم الله , ثم الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله وهو نهج ثابت بشكل ملموس ومشهود، انه الطريق الاقصر والافضل للتنمية فالنهج لا تنحصر مهمته في تدشين هذا المشروع الحيوي او ذاك فحسب ولكن له مهمة اساسية وجوهرية ايضا تتمحور في التقاء القائد بالمواطنين والتحاور معهم مباشرة دون وسيط، وتلك لقاءات تنعكس بطريقة آلية على تقدم البلاد ونموها وتطورها ذلك ان مشروعات الدولة التنموية الكبرى تكون في اساسها نتيجة لمتطلبات المواطنين واحتياجاتهم ولا يمكن الوقوف على تطلعات المواطن وأمانيه الا عندما يتم الالتقاء به مباشرة وهذا ما يحدث على ارض الواقع في بلادنا، فالعلاقة بين الحاكم والمحكوم في المملكة هي علاقة فريدة ومتميزة يندر وجود مثيل لها في كثير من بلاد الشرق والغرب وهي ترفع رايات الديمقراطية وتنادي بسريانها بين صفوف مواطنيها. اننا نتضرع الى المولى القدير ان يحفظ لهذه الامة امنها واستقرارها وسلامتها ويديم عليها نعمة الاسلام, فقادتها يؤمنون ايمانا راسخا بان سر تقدم المملكة ورقيها ونموها انما يكمن في تمسك كل فرد فيها بمبادئ وتعاليم العقيدة الاسلامية السمحة وتحكيمها في كل اموره وشؤونه.