توقع البنك الدولي في تقرير حول «الاقتصاد العالمي الجديد» زوال هيمنة الدولار الأميركي على النظام المالي الدولي بحلول العام 2025 ليحل مكانه نظام ثلاثي الأقطاب قوامه الورقة الخضراء واليورو واليوان، وأضاف التقرير « يعتبر اليورو حاليا مصدرا متزايدا للمنافسة بالنسبة للدولار. اليوان سيلعب دورا رئيسيا كعملة احتياط عالمية.(AFP) وبما أن الاقتصاديات الناشئة تمثل حصة متنامية باضطراد في الاقتصاد العالمي وتسهم بنشاط متزايد في التجارة والمالية عبر الحدود، فمن البديهي أن تلعب عملاتها وخصوصا الرنمينبي (اليوان) بشكل حتمي دورا أكثر أهمية ، واعتبر التقرير»أن السيناريو الأكثر ترجيحا بالنسبة للنظام المالي الدولي هو نظام عملات متعددة تتمحور حول الدولار واليورو والرنمينبي». وأضاف البنك الدولي «في إطار هذا السيناريو سيفقد الدولار موقعه كعملة دولية مهيمنة بلا منازع بحلول العام 2025، ليترك المكان لدور دولي موسع لليورو وللرنمينبي الذي هو في أوج انطلاقته» ،وقد جعلت فرنسا من التقدم باتجاه نظام نقدي متعدد الأقطاب إحدى أولويات رئاستها لمجموعة العشرين التي تنتهي بقمة في كان في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.ونقل التقرير عن كبير خبراء الاقتصاد في المؤسسة الصيني جوستين لين «إن الانطلاقة السريعة للاقتصاديات الناشئة أدت الى اضطراب من شأنه أن يعيد توزيع مراكز النمو الاقتصادي في الدول المتطورة والنامية، وقال «نحن فعلا في عالم متعدد الأقطاب» ، وتشير توقعات المؤسسة الى انه بحلول 2025 نصف نمو الاقتصاد العالمي ستوفره ستة اقتصاديات ناشئة هي البرازيل والصين وكوريا الجنوبية والهند واندونيسيا وروسيا.من جانبه قال هيرمان فان رومبي رئيس المجلس الأوروبي أمس الأربعاء إن العملة الصينية اليوان ستلعب في يوم ما دورا رئيسيا كعملة احتياط عالمية برغم أن الدولار الأمريكي سيظل عملة مهمة، وقال فان رومبي خلال زيارة لمدرسة شنغهاي للأعمال اننا نعيش في عالم متعدد القطبية وعالم متعدد العملات بشكل متزايد وهذه حالة صعود اليورو كعملة احتياط ويظل الدولار عملة مهمة ، وأضاف لكن في العقود القادمة ستكون هناك تغييرات هائلة وفي المستقبل البعيد ستلعب العملة الصينية دورا، وستقوم بدور رئيسي في الاحتياطيات العالمية لان الصين مهمة جدا في التجارة العالمية والنقد فالأموال تقتفي أثر التجارة ، و لتحقيق ذلك ستكون الصين في حاجة الى جعل اليوان المعروف أيضا باسم عملة الشعب قابلا للتحويل بشكل كامل ولم تقدم الحكومة أي مؤشر واضح عن موعد إمكانية تحقيق ذلك. وتحاول الصين تعزيز الثقل العالمي لعملتها عبر تشجيع إتمام تسويات التجارة الخارجية باليوان والتوقيع على اتفاقيات ثنائية لمبادلات العملات مع دول أخرى. لكن محللين يرون أن الأمر سيستغرق وقتا طويلا كي يصبح اليوان عملة احتياط عالمية ، وانتهز فان رومبي الفرصة للضغط على الصين بشكل غير مباشر بشأن سعر صرف اليوان الذي يقول البعض إن الصين تبقي على سعره المتدني بشكل مقصود من أجل تعزيز الصادرات. و كانت الصين قد سمحت لليوان الذي يخضع لسيطرة صارمة بالارتفاع بحوالي5 بالمائة منذ أن تم فك ربطه بالدولار في يونيو حزيران عام 2010 وزاد بنسبة 1.3 بالمائة منذ بداية العام. واستخدم فان رومبي زيارته للصين واجتماعاته مع مسئولين من بينهم الرئيس هو جين تاو لطمأنة الصين بشأن سلامة عملة اليورو في غمرة أزمة الديون الحالية لبعض الدول الأعضاء بمنطقة اليورو، لكنه سعى أيضا الى الضغط على الصين في قضايا أخرى كحقوق الإنسان وضمان تحقيق حرية أكبر لدخول الشركات الأوروبية السوق الصينية.