عزيزي رئيس التحرير يلاحظ وبشكل عام قلة عدد السعوديين العاملين في مهنة التمريض من الرجال والنساء مما جعل مرافقنا الصحية تعتمد وبشكل شبه كلي على التمريض الاجنبي, كما يلاحظ ايضا ان بعض المرضى يشتكون من عدم قيام الممرض والممرضة السعودية بما يقوم به التمريض الاجنبي من غسيل وغيار لكبار السن مما جعل المرضى يفضلون الممرض والممرضة الاجنبية على التمريض السعودي. والواقع ان تكليف الممرض والممرضة السعودية بتنظيف نجاسات المرضى هو من اهم الاسباب في عزوف السعوديين عن العمل في مجال التمريض وكان من الواجب على المسؤولين في القطاع الصحي ان يتداركوا هذه الاشكالية ويضعوا لها الحل المناسب بجعل تنظيف المرضى من اختصاص خدم المستشفيات التابعين لشركة النظافة ومن مسؤولية المرافقين الذين لا عمل لاكثرهم سوى كثرة التدخل فيما لا يعنيهم وتنفيذ الاوامر على الممرضين والاطباء. كما يمكن حل هذه الاشكالية عن طريق قيام الوزارة بتوظيف تمرجيين وتمرجيات لخدمة المرضى كما كان الحال قبل سنوات وفي كل الاحوال ينبغي اعفاء الممرضين والممرضات من مسؤولية تنظيف المرضى حتى يتفرغوا لاعمالهم الفنية الخالصة وهي اعطاء العلاج ومتابعة حالات المنومين بالشكل الصحيح. ولا ارى سببا مقنعا لاصرار المسؤولين على اعتبار تنظيف المرضى من اختصاص التمريض سوى كون ذلك تقليدا سائدا في بعض الدول التي تشكو من التشبع في الايدي العاملة في هذا القطاع وهي بالنسبة لنا سلبية تزيد من عزوف السعوديين عن هذه المهنة ومن محاولة الموجودين على رأس العمل التهرب الى اعمال فنية وادارية اخرى بعيدا عن اقسام المرضى وهي الظاهرة السائدة في مستشفياتنا يحدث ونحن في أمس الحاجة الى جعل هذه المهنة مرغوبة من جانب الرجال والنساء سواء من حيث ازالة العوائق ومنها تنظيف المرضى او ايجاد الحوافز باعتبار ان التمريض مهنة شاقة مقارنة بكافة المهن الصحية المساعدة الاخرى ومع ذلك لم يميزهم النظام بشيء لا في الرواتب ولا حتى في البدلات التي تصرف لزملائهم في التخصصات الاخرى كبدل الضرر والعدوى والخطر وغيرها مع انهم اكثر الفئات احتكاكا بالمرضى واكثرهم تعرضا للعدوى. واخيرا فان ما نتصوره كسلا او عدم رغبة من جانب الممرضين والممرضات السعوديات للعمل في اقسام المرضى قد يكون مرده في جانب منه الى عدم تشغيل زملائهم ممن سبقوهم في الخدمة في مهنة التمريض وتركهم يعملون بالمكاتب وفي الاقسام الاخرى التي لاعلاقة لها بمهنة التمريض. ارجو ان يعمل المسؤولون على معالجة العوائق ووضع الحوافز الكفيلة بجعل مهنة التمريض مرغوبة من قبل الجميع لاننا في امس الحاجة الى ذلك بالنظر الى اعتماد مستشفياتنا بدرجة كبيرة على التمريض الاجنبي. @@ محمد حزاب الغفيلي