لقطاع التمريض الدور الرئيسي في الرعاية الطبية وإجراء العمليات في كافة المرافق الصحية، إلا أن شريحة الممرضات السعوديات، لازلن يعانين العديد من الاشكالات في مجال عملهن، برغم تحملهن الكثير من المنغصات والعوائق الاجتماعية.. بسبب كونهن ممرضات. من ذلك ما تقوله أمونة تاج الدين، المديرة الاكلينيكية بقسم الممرضات في مستشفى الملك فهد بجدة، إنها تعمل كممرضة منذ تخرجها من كلية العلوم الصحية بجدة عام 1424 ه وهي مهنة إنسانية تعتز بها، وتحتسب بها الأجر من الله، مؤكدة أن الممرضة تعمل بتفان في سبيل راحة المرضى والمتعبين. وتضيف: «من المشكلات التي نواجهها كممرضات وخاصة أثناء الدوام المسائي والليلي، كثرة المضايقات من بعض المرضى والمرافقين لهم، فهم يعتقدون أن الممرضة تعمل في خدمتهم فقط، فيتحدثون معنا بأسلوب غير لائق في بعض الأحيان وبأسلوب فظ لا أعتقد أنهم يرضونه لأخواتهم. وتستطرد قائلة: «كما أننا نعاني من مشكلات النقل والمواصلات خاصة أثناء الدوام المسائي، فضلا عن عدم حصولنا على حقوقنا المادية، كبدل العدوى والإشراف والتميز، أو أي ترقيات أو محفزات التي منها مواصلة دراسة التخصص من خلال الابتعاث الداخلي. وتؤكد حنان الثقة، خريجة بكالوريوس التمريض من جامعة الملك عبد العزيز، وأخصائية غسيل بريتوني، ومنسقة زراعة كلى بالمستشفى الجامعي منذ ثلاث سنوات، غياب الحوافز المعنوية والتشجيعية، مشيرة إلى أن الفساد الإداري أثر على طاقم التمريض والممرضات بأكمله. وقالت «بدلا من أن نقدر دور الممرضات السعوديات اللاتي يحتجن للدعم المعنوي والمادي، نجد التهميش لدورهن، الذي يعد ركيزة لتحقيق راحة المرضى وتقديم أفضل الخدمات الطبية. مضيفة: إن قطاع التمريض منذ بدايته عام 1396 هجري، واجه العديد من الصعوبات والتحديات، أما الآن فإن غالبية المجتمع تقبلت فكرة وجود الممرضات السعوديات، هذا إن لم تكن تفضلها على الجنسيات الأخرى .. لكن قطاع التمريض الآن لازال يعاني من إدارة المستشفيات في التقليل من أهمية القطاع، ومعاملة الممرضة أو الممرض كشخص هامشي. مشيرة إلى أن الممرضين والممرضات ليس لهم بدل سكن بعكس الاطباء، أو حتى الممرضين الأجانب الذين تفضلهم الكثير من المستشفيات، باعتبار أن الكسل صفة في قطاع التمريض السعودي.. كما تروج بعض من إدارة المستشفيات التي تتسبب في الإضرار بسمعة العاملين فيها، وتخسر ثقة مرضاها. وتحكي سماهر با جنيد، بكالوريوس تمريض من قسم وحدة العلاج الكيميائي بجامعة الملك عبدالعزيز، قصة واقعية عن إصابات العمل، وتقول: «كانت هناك ممرضة سعودية تقوم بمساعدة أحد المرضى بصفة يومية، مما تسبب لها بإصابة في الظهر، أجبرها على إجراء عملية جراحية. وحين طالبت بحقوقها المالية، لم تجد أمامها إلا قرار النقل لمدينة الرياض، دون مراعاة لحالتها الصحية، أو حتى الرد على مطالبها المشروعة.وتوضح آيات أسامة عبدربه خريجة بكالوريوس التمريض من جامعة الملك عبدالعزيز، والممرضة بقسم أورام وأمراض الدم في مستشفى التخصصي منذ ثلاث سنوات، تأثير مشكلات التمريض على الحياة الأسرية والعلاقات الاجتماعية، وتقول: «كثيرا ما نواجه مشكلات في نطاق عملنا كممرضات ومن أهمها: عدد ساعات العمل التي تصل إلى 12 ساعة، وعلى مدى دوامين ( صباحي ومسائي)، وهو مايؤثر سلبا على حياة الممرضة اجتماعيا، مع العلم أن دوام وزارة الصحه لا يتجاوز الثماني ساعات ويقسم على 3 شفتات. وتضيف آيات: الدوام المسائي للممرضة يعتبر كارثة عند المتزوجات، اللاتي يجاهدن للإيفاء بحقوق الزوج والأبناء، وحماية الأسرة بشكل عام. ولتيسير ذلك على الممرضة، ينبغي تفعيل اللوائح والبنود الخاصة بدوام الممرضات السعوديات في كافة المستشفيات إلى جانب سلم الرواتب، فليس من المعقول أن تعمل الممرضة السعوديه 12 ساعة مقسمة في الصباح والمساء، براتب يصل 9000 ريال شاملا كافة البدلات. وتشير الممرضة مريم بازهير إلى ضياع حقوق الممرضات المادية، مؤكدة وجود تفرقة في هذا الجانب بين الأطباء والطبيبات من جهة، والممرضين والممرضات من جهة أخرى، وتقول: «الفروق واضحة بين الأطباء وقسم التمريض، فالأطباء يصرف لهم بدل سكن دون الممرضين، برغم أن الجميع لديهم التزامات أسرية، ويؤدي الواجب بالشكل المتساوي في تقديم الخدمة الطبية للمرضى.. وتوضح منيرة العنزي، الممرضة في مستوصف حي الأمير عبدالمجيد، بأن قطاع التمريض لا يحصل حتى على بدل العدوى، الذي تم تثبيته في مسيرات رواتب قطاع التمريض، إضافة إلى أن الممرضة لايمكنها تمديد إجازة الأمومة التي تستحقها الممرضة نظاميا.