كشف الشيخ حسن يوسف القيادي السياسي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية، والذي أطلق سراحه مؤخراً من سجون الاحتلال، عن الكثير من الممارسات التي تتم داخل السجون الإسرائيلية بحق المعتقلين الفلسطينيين، وروى بعض ما تعرض له شخصيا ولمدة عامين متواصلين منذ لحظة اعتقاله وحتى الإفراج عنه. ووصف الشيخ يوسف ما يحدث بأنه مأساة تتم بعيدا عن أعين الإعلام العربي والدولي ولجان حقوق الإنسان، وقال إن التعذيب بلا حدود وأن أساليب التحقيق تتعمد الإذلال وانتزاع معلومات أو اعترافات غير دقيقة وغير صحيحة. وروى القيادي البارز في حماس بداية اعتقاله بقوله إنه "في يوم 13 أغسطس عام 2002 طوقت عشرات الدبابات ومئات الجنود المنطقة التي كنت متواجدا فيها وهددوني بقصف المكان اذا لم اخرج واسلم نفسي وعند خروجي أحاطوني بشراسة غير معهودة وقالوا لي أنت مطلوب للتحقيق وبعدها نقلت الى مركز توقيف في بيت ايل قرب رام الله حيث مكثت في زنزانة معزولة مدة 18 ساعة وبعد الفجر نقلت الى مركز تحقيق المسكوبية" . لم اعترف وأضاف الشيخ حسن أن التحقيق استمر 70 يوما تقريبا تناوب خلالها عشرات من أطقم المحققين القدامى والجدد ومنهم من حقق معي منذ 17 عاما في الاعتقالات السابقة، وكنت طوال فترة التحقيق في حالة شبح (وقوف أو جلوس دائم) وتقييد في اليدين والقدمين وكان التحقيق يتمحور حول علاقتي بالجهاز العسكري لحماس واستخدموا الترهيب والترغيب وواجهوني ب 161 اعترافا وسبعة آلاف تقرير من العملاء والجواسيس أي بمعدل أربعة تقارير يوميا منذ بدء الانتفاضة وحتى اعتقالي. وقال إنه رغم هذا الكم الهائل من الاعترافات والمواد ومنها تسجيلات من وسائل الإعلام الا أنني أنكرت كل ذلك ولم اعترف بشيء منها قط ، حتى أنني رفضت التوقيع على لائحة الاتهام عند الشرطة الاحتلالية وكان شعاري في هذه المرحلة (قلم مكسور ولسان مقطوع) ، وخلال اعتقالي حاولوا ابتزازي باعتقال نجلي مصعب للضغط علي واجبار نجلي على الاعتراف لإدانتي الا ان محاولاتهم باءت بالفشل. خرجت منتصرا ويصف الشيخ حسن يوسف حالته المعنوية خلال مرحلة التحقيق بأنها كانت مرتفعة جدا ويقرر خرجت منها منتصرا رغم الوسائل والأساليب التي استعملوها ضدي وكانت هذه الفترة أطول محطة اعتقال رغم أنها كانت المحطة العاشرة في سجون الاحتلال ، وبعد انتهاء التحقيق صدرت أوامر بعدم استقراري في أي سجن أو معتقل للدرجة التي تنقلت فيها بين ثمانية سجون إلى أن استقر بي المقام في العزل في سجن بئر السبع مدة تسعة أشهر.. وبعد عشرين شهرا جاء أحد الحراس وابلغني بأنني سأخضع للتحقيق مرة ثانية وانقل الى معتقل عوفر قرب رام الله. ويضيف: خضت عذاب التنقل في الباصات مدة 84 ساعة وعند وصولي الى عوفر فوجئت بوجود مسؤول الاستخبارات في السجون الصهيونية والعضو القيادي في الشاباك من اجل فتح نوع من المفاوضات والحوارات الا ان ردي وجوابي كان لا حوار أو مفاوضات وانا داخل السجن وقلت لهم لم يكلفني أحد بالتحاور معكم ويستكمل خلال المقابلة مع كبير مسؤولي الشاباك اتصل هذا المسؤول بمنزلي وطلب مني التحدث مع زوجتي وأولادي ، في تلك اللحظة رفضت رفضا قاطعا هذا العرض لانه اختبار نفسي وقلت له: لست رخيصا حتى اقبل بذلك ، إذا أردت ان تسمح لي بالاتصال أرجعني الى مكان عزلي وأفسح المجال لكافة الأسرى هناك بالاتصال وبعدها أكون من ضمن الأسرى" ، فصعق عضو الشاباك وهددني وأرجعوني الى العزل بطريقة وحشية وخلال عملية النقل عزلوني في قفص ومنعوني من التحدث مع الأسرى المرافقين لي وكان لا يسمح لي بالوقوف والنظر من خلال ثقوب نافذة الزنزانة المتحركة . هموم المعتقلين ويقرر الشيخ يوسف إنه خلال اعتقاله قابل آلاف الأسرى وعاش همومهم ومعاناتهم فمنهم من قضى سنته الثامنة والعشرين في السجن، أمثال نائل البرغوثي وغيره. ونفى أي هدنة مع الكيان الصهيوني قائلا لا هدنة طالما يوجد أسرى وهذا ما أبلغته الى عضو قيادة الشاباك عندما خاطبته قبل ان يفرج عني بساعات. حزمة واحدة وعن رأي حماس بالنسبة للانتخابات الرئاسية الفلسطينية ومقاطعتها.. قال إن الحركة ترى أن الانتخابات يجب أن تجري حزمة واحدة لإنجاح العملية الراهنة وضخ دماء جديدة داخل المجتمع الفلسطيني والحركة لن تضفي الشرعية على انتخابات جزئية ، إلا انه أضاف قائلا "يمكن للحركة ان تتغاضى عن إجراء انتخابات رئاسية فقط اذا كان هناك توافق فلسطيني بين كافة الأطر والفصائل على ذلك وإذا كان هناك وعد حقيقي وضمانات لإجراء الانتخابات التشريعية والبلدية في وقت لاحق" . .. ويقرأ الفاتحة عند قبر الرئيس عرفات