الدكتورة حكيمة انا فتاة جامعية ملتزمة بواجباتي الدينية والاجتماعية ولله الحمد. اعيش وسط عائلة اغدقت علي من الحب والاحترام والتقدير ما جعل حياتي هادئة مستقرة.. لدي صديقة احترمها كثيرا واقدرها لرجاحة عقلها.. الى جانب خلقها الرفيع وتدينها.. فكثيرا ما شاطرتني افراحي واحزاني.. وساعدتني على تخطي المشاكل التي تعتريني.. هي اقرب الي من نفسي.. فقد تكونت صداقتنا منذ الطفولة ولم نفترق الى الآن.. المشكلة يا سيدي.. التغيير المفاجئ الذي طرأ على شخص تلك الصديقة واهتمامها بجمالها واناقتها الى حد الهوس. فبعد تخرجها في الجامعة منذ سنتين وهي قابعة في البيت لم توفق في الحصول على وظيفة او الزواج لرفض والدها من يتقدم لخطبتها لا لسبب يذكر سوى تفاخره بالانساب والقبائل والتعالي بما لا يرضي الله ورسوله.. ويردد دائما نحن من قبيلة رفيعة المقام ولا نقبل تزويج ابنائنا الا بمن يليق بمستوانا العائلي والاجتماعي. الملاحظ ان صديقتي تلك بدأت تتأثر بكلام والدها وتردد كلامه دائما الى جانب اهتمامها بمظهرها الخارجي كما اسلفت والتباهي بجمالها العادي. بل واخذت تردد على مسمعي انا جميلة انظري الى انفي جميل وشعري اسود مسدول.. من يراني يعجب بجمالي.. تلك السيدة خطبتني لابنها وتلك معجبة بجمالي. زارتني ذات يوم في منزلي واستغربت مكوثها الطويل امام المرآة والتأمل في ملامح جمالها الانثوي وتقول: في من الجمال والاناقة ما يتمناه كل شاب.. الا تعلمين انهم يبحثون عن الجميلة. هل تصدقي ان قلت لك بكل صراحة انني اجمل منك بشهادة زوجة اخي.. علما ان أخاها هذا كان يريد الزواج مني ولظروف خاصة لم اوفق في الزواج منه.. وزوجته تعلم بذلك لذا أراها ترمقني بنظرات احسبها حقدا وكراهية تجعلني اشك بأنها تريد التفريق بيني وبين صديقتي بسبب الغيرة التي بداخلها علي وقد بدت تظهر جليا في تصرفاتها. اعلم يا سيدتي انك سوف تقولين لي لماذا لم تحاوريها اي صديقتي وتقنعيها بأن الجمال هو جمال الروح والاخلاق.. وان لا نجعله مقياسا لذواتنا. واقول لك حاولت لكنها لم تقنع واصرت على رأيها.. واستبدلت حديثي بسؤال منها: ترى كم شابا تقدم لخطبتك؟ انا تقدم لي كثير لكن لم اوافق والسبب كما تعلمين الفروق الاجتماعية والعائلية والتعليمية لقد حزنت كثيرا الى ما آلت اليه صديقتي وتفكيرها الذي انشطح الى ابعد من تفاهه الامور وهوامشها.. ولا اعلم ما السبب الكافي الذي دفع بها الى هذه الرؤية وهذا التفكير هل هو الفراغ العاطفي والنفسي؟! او مرض الاعجاب بالنفس؟! او حالة طارئة تخضع لها بكل ارادتها وتعتبرها مبررا لما تعانيه من فراغ. ارجو ارشادي الى الحل السليم الذي يعيد الي صديقتي وكيف أوضح لها ما اشعره تجاهها دون تجريح او اهانة لنفسها التي تقبع في براثن الغرور والهوس الجمالي. وتحياتي اليك @@ صاحبة المشكلة سمر شكرا ياسمر.. هذه المشكلة تحتاج الى وقفة نؤجلها الى الاسبوع القادم تاركين لك كل هذه المساحة ياصديقتي.