تحركت القوات البريطانية امس الخميس باتجاه مدينة اللطيفية جنوببغداد في حين اقامت القوات الامريكية حواجز بهدف القاء القبض على مقاتلين يحاولون الفرار من مثلث الموت. وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس قافلة من 15 آلية عسكرية بريطانية تغادر المحمودية باتجاه الجنوب الى اللطيفية التي تبعد حوالي عشرة كيلومترات عنها. وفي جنوبالمدينة اقام عناصر الحرس الوطني العراقي والمارينز حواجز عدة لمنع المقاتلين الذي يرتدون اللباس المدني من الفرار اثناء الهجوم على مواقعهم. وافاد الجيش الامريكي الخميس انه تم حتى الآن توقيف 116 شخصا في المنطقة منذ بدء العملية الثلاثاء. وفي اللطيفية التي ينتشر فيها مقاتلون مناهضون للامريكيين سارت دوريات امريكية صباحا في احياء البعث والمزرعة. وخلال الليل سمع اطلاق نار ودوي انفجارات دون التمكن من معرفة مصدرها. وللمرة الثانية قامت وحدة من سلاح الهندسة في الجيش الامريكي باصلاح الجسر الواقع على الطريق الرئيسية المؤدية الى مدينة النجف. وهو الجسر الذي فجره مسلحون مرتين في غضون ثلاثة أسابيع مرغمين سائقي السيارات على سلوك طرق اخرى تمر في المناطق الريفية حيث يفرض عليهم دفع اتاوات تحت طائلة التعرض للخطف او القتل. وتقع اللطيفية واليوسفية والمحمودية داخل منطقة تسمى مثلث الموت حيث تنتشر مجموعات مسلحة. وكان الجيش الامريكي اعلن الثلاثاء ان هدف القوات العراقية والامريكية المدعومة بوحدات بريطانية تابعة لفرقة بلاك ووتش هو محاصرة المقاتلين. وفي الرمادي، ارتفعت وتيرة هجمات المقاتلين منذ بدء الهجوم الذي بدأته القوات الامريكية والعراقية على الفلوجة المجاورة. وقال الكابتن اندريه تاكاكس من الفوج الاول في الكتيبة التاسعة في سلاح المشاة في الجيش الامريكي المتمركز في ضواحي الرمادي حصلت عملية فرار واسعة تحت وطأة تضييق الحصار. واضاف ان وتيرة هجمات المسلحين كان يجب ان تتراجع مع انتهاء شهر رمضان الاسبوع الماضي في الرمادي الا ان القوات الامريكية لا تزال تسجل وتيرة مرتفعة نسبيا من الهجمات. وتعتبر الرمادي الواقعة على بعد مئة كيلومتر الى غرب بغداد مع الفلوجة وبعقوبة احد معاقل المثلث السني الذي كان يتمتع بنفوذ كبير خلال عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وبدأت القوات الامريكية العراقية في الثامن من نوفمبر هجوما كبيرا على الفلوجة (50 كلم الى غرب بغداد) التي تمكنوا من السيطرة عليها حتى لو ان بعض المناطق لا تزال بين ايدي المقاتلين. ولكن رغم محاصرة المدينة تمكن عدد من المقاتلين من الافلات من القوات الامريكية. وقال اللفتنانت كولونيل جاستن غابلر من الفوج الاول في الكتيبة 503 في سلاح المشاة المسؤول عن النصف الشرقي من الرمادي حصل تدفق كبير للمسلحين في 17 نوفمبر كما وقعت مواجهة كبيرة معهم. واشار الى ان هذه المواجهة مع مجموعة من حوالى ثمانين مقاتلا استمرت ثماني ساعات. وقال في اليوم التالي قال لنا السكان المحليون انهم من الاجانب في معظمهم لا سيما اردنيين وسوريين ومصريين مشيرا الى ان بعضهم لا يزال مختبئا في الجوار. مضيفا لا شيء يمنع هؤلاء المقاتلين من التنقل على هواهم من حيث المبدأ لاننا لا نسيطر على الطرق. وقد تركت الشرطة العراقية من جهتها مراكزها في الرمادي منذ اعلان الحكومة العراقية حال الطوارىء في المنطقة قبيل الهجوم على الفلوجة. وتفسر هذه الخطوة بالخوف من هجمات المسلحين بحسب اللفتنانت كولونيل غابلر. ولا يبدو السكان المحليون مستعدين للتعاون مع القوات الامريكية للاسباب نفسها.