نعرف أننا سنخوض في أمور وقضايا تثير الحساسية.. لكن لابد من طرحها، لأنها على درجة كبيرة من الأهمية لإيجاد الحلول المنطقية لها وللحد منها أيضاً.. ولعلنا لن لكن بشيء من الحديث المعقول الذي لا نعتقد أنه يصل إلى حد الطرح المقتضب. بداية.. ما الذي تنتظره سيدات الأعمال من الجهات المعنية بالتجارة والاقتصاد تجاه مصيرهن الاستثماري المعطل في معظمه .. هل ينتظرن السماح لهن بالخروج من عباءة القانون وقلب موازين القوى الاقتصادية وبعثرة الأوراق للوصول إلى غاياتهن ومطالبهن المتواضعة أصلاً؟.. أم أن الأمر لا يعدو كونه مطلبا خجولا لا يتعدى مرحلة المطالبة بالتوسع في المساهمة في أنشطتهن الاقتصادية والحد من المعوقات التي تعرقل مسيرتهن الاستثمارية. أليس من حق المرأة ممارسة المباح من الأعمال التجارية حالها حال الرجل ما دامت هذه الأعمال لا تتعارض ومبدأ الشريعة والقانون .. خاصة إذا أدركنا أنها - أي المرأة المحلية - تمتلك من الحسابات التجارية - وفق إحصائية اقتصادية - مانسبته (70) بالمائة و (20) بالمائة من أسهم الشركات و(10) بالمائة من أسهم الشركات الخاصة ونسبة مماثلة من أسهم القطاع العقاري مما يعني امتلاكها قيمة مالية كبيرة سيكون لها الدور الفاعل في تعزيز الاقتصاد الوطني إذا مما اتيحت أمامها الفرص للقيام بدورها كاملا .. أم أننا في غنى عن كل ذلك لنترك فرصنا الاستثمارية أمام النساء الإيطاليات وغير الإيطاليات من سيدات الأعمال للاستثمار في مجالاتنا التجارية ك( الأزياء والمنتجعات والاتصالات والفنادق والأبحاث التجارية وغيرها ) بحجة مد الجسور بين قطاع الأعمال السعودي والأجنبي.. أليس من واجبنا قبل مد مثل هذه الجسور مع الآخرين مدها مع بناتنا وأخواتنا أم أننا مازلنا خلف ظنوننا الخائبة التي نصور من خلالها المرأة على أنها كيان ضعيف لا يقدر على فعل شيء سوى الطبخ وتربية الأطفال؟. ألم تبلغ المرأة السعودية من الذكاء ما يجعلها أكثر مقدرة على الأداء والعطاء وإدارة أعمالها بنفسها في كافة المجالات الاستثمارية؟ وهل أدركنا ما قيل عنها في الكثير من المناسبات الاقتصادية كالمؤتمرات وغيرها على أنها تمتلك شخصية قوية وبارزة في عالم المال والأعمال؟ أسئلة كثيرة نطرحها ولعلنا لن نغطيها في هذه المساحة الضئيلة لكننا ننتظر التفاعل معها بقدر ما تستحق من اهتمام.. فيما يظل السؤال الأكبر عرضا وطولا: لماذا لم تعط المرأة الدور الطبيعي الذي يتناسب وطموحها في هذا المجال رغم ما تتمتع به من مؤهلات تماثل غيرها من سيدات الأعمال على المستوى العالمي؟. تقول (أم سعود) إحدى سيدات أعمال المنطقة الشرقية: إن المرأة السعودية الغنية بدينها وروحها وأخلاقها وتربيتها وعزيمتها تعمل وتنتج وتشارك الرجل في مسيرة النمو والبناء جنبا إلى جنب ولا تشتري بذلك الأضواء ولا تسعى إلى الدعاية والإعلان عن عملها ودورها إيماناً منها بأن العمل واجب قومي لا يجوز لمن يؤديه أن يطلب من الآخرين شكراً عليه.. ولكن - والكلام لها - لا يعني أن المرأة السعودية حصلت على حقوقها المشروعة في الاستثمار .. فأمامها مشوار طويل لتحقيق ذلك ابتداء بإصرارها على تحقيق ذاتها والمطالبة بحقوقها كسيدة أعمال. وقالت: إنه من واجب الجهات المعنية الاهتمام بالمرأة في هذا المجال وإيجاد مساحة من التحاور بين سيدات الأعمال في كافة مناطق المملكة لمناقشة عدد من الأهداف منها تقييم دور المرأة السعودية الحالي في النشاط الاقتصادي وما السبل الكفيلة بتطوير وتحسين دورها في ممارسة كافة النشاطات وفي كل المجالات بما يعزز النمو الاقتصادي الوطني مؤكدة أن المرأة السعودية تمتلك من القدرات والطاقات ما يمكنها من الاعتماد على نفسها في كافة المجالات الاستثمارية. وأضافت: إننا نطالب الجهات المعنية لاسيما الغرف التجارية بالاهتمام بسيدات الأعمال .. فالمملكة تضم الكثير من سيدات الأعمال اللاتي لهن دور رائد في مجال الاستثمار مشيرة إلى أن مدينة جدة وحدها تضم أربعة آلاف سيدة أعمال ولعل من المناسب التطرق لواقع المرأة لدينا كونها تعاني معوقات تحد من نشاطها الاستثماري.