أبدت رئيسة المجلس التنفيذي بفرع السيدات بغرفة الرياض إعجابها بما شاهدته بأحد مصانع التجهيزات الكهربائية بالرياض من عمل نحو 315 فتاة سعودية على خطوط الإنتاج، وقالت إن توفير البيئة المناسبة للمرأة سيفتح مزيد من الفرص أمام السعوديات، وتناولت في حديثها ل"الرياض" العديد من الموضوعات والجوانب المتعلقة بالاستثمارات النسائية ودور فرع السيدات بالغرفة في دعم بيئة العمل النسائي .. فإلى الحوار: ملتقى سيدات الأعمال سيناقش الاستثمارات النسائية في المجال الصناعي * "الرياض": زرتم مؤخراً عددا من المصانع بالرياض التي وظفت سعوديات في خطوط الإنتاج كيف رأيتم التجربة؟ - الحقيقة إننا أطلعنا على تجارب رائدة لبعض المصانع التي نجحت في توظيف المرأة السعودية حتى أن أحد المصانع المختصة بإنتاج الأدوات الكهربائية، لديه 315 سعودية يمثلن نسبة سعودة 99.50%، ويعملن على خطوط الإنتاج وبالتأكيد أن البيئة التي وفرها المصنع كانت محفزة سواء من حيث توفير المواصلات أو المكان المناسب حتى أن المصنع يعمل على التوسع بتوظيف 600 فتاة في المستقبل. وأصحاب المصانع كانوا جداً مرتاحين وأكدوا جدوى العمل على توظيف الفتيات السعوديات، حتى أن أحد خطوط الإنتاج بالمصنع تقوم عليه سعوديات من بدايته إلى أن يوضع بالكرتون في طريقه للتسويق. "الرياض": إذا أنتم تشجعون على توسيع المجال في توظيف المرأة؟ * نحن بالتأكيد مع ذلك ومع توفير البيئة المناسبة لعمل المرأة السعودية ونحن قادرون بإذن الله على تجاوز العقبات من خلال البيئة المناسبة التي تساعد المرأة على العمل والإنتاج. وقد خصصنا موضوع ملتقى سيدات الأعمال السادس الذي ينظمه فرع السيدات بالغرفة خلال أكتوبر القادم لمناقشة أهمية الاستثمار النسائي في المجال الصناعي والاستفادة من توظيف السعوديات في مصانع نسائية سواء من حيث الملكية أو القوى البشرية. * "الرياض": بودنا أن نتعرف على الدور الذي يضطلع به فرع السيدات بغرفة الرياض لخدمة سيدات الأعمال والإسهام في تطوير بيئة الاستثمار النسائي، وهل أنتم راضون عما أنجزتم في هذا المضمار حتى الآن؟ - كان إقدام غرفة الرياض على تأسيس أول فرع للسيدات من نوعه بالغرف السعودية بمثابة أكبر دعم تقدمه الغرفة لسيدات الأعمال، حيث سعى منذ تأسيسه في عام 2004م، إلى تطوير بيئة الاستثمار النسائي وتمكين سيدات الأعمال من مزاولة كافة الأنشطة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وتزويدهن بالمعلومات التي تساعدهن على اتخاذ القرار الاستثماري السليم وكذلك تزويدهن بتطورات الاقتصاد العالمي والإقليمي وتأثيرات ذلك على الاقتصاد الوطني. ويضطلع فرع السيدات بإنجاز كافة الخدمات والمعاملات التي تحتاج إليها سيدات الأعمال بمنطقة الرياض. ويسعى الفرع كذلك إلى تنظيم اللقاءات والندوات التي تسهم في دراسة المشكلات التي تواجه النشاط الاقتصادي لقطاع الأعمال النسائي، وطرح اقتراحات ملائمة لحلها بحيث يصبح هذا القطاع رافداً قوياً للاقتصاد الوطني. ويضع الفرع في أولويات اهتمامه العمل على تعزيز مسيرة المرأة السعودية العاملة في مجال الأعمال والتجارة، ودفع مسيرة قطاع سيدات الأعمال نحو المزيد من التطور والنجاح، لكننا ندرك الواقع الملموس ونعي جيداً أنه ما زال أمام سيدة الأعمال السعودية الكثير من أجل تحقيق طموحاتها في مجالات الاستثمار والتجارة، وليس صعباً حساب الصعوبات أو العوائق التي تعترض تلك الطموحات والسعي لتحقيقها على أرض الواقع، ولا تزال هناك هوة بين القرارات الصادرة لتفعيل حضور سيدة الأعمال الاقتصادي وبين تحويلها إلى واقع حقيقي، وهناك بالطبع عوائق اجتماعية تقيد حركة سيدات الأعمال وتقلل من تفاعلها في النشاط الاقتصادي. ورغم ما حققه الفرع من منجزات ومكتسبات لقطاع سيدات الأعمال، منذ افتتاحه، إلا أن الفرع يدرك أن طموحات سيدات الأعمال ما تزال أكبر مما تم إنجازه، وأنه سيعمل بكل طاقته على تعزيز هذا الدور في مسيرة التنمية الاقتصادية، وكذلك الأمر بالنسبة للفروع الأخرى في باقي مناطق المملكة، وتقول الإحصاءات إن عدد السجلات التجارية المسجلة بأسماء سيدات الأعمال لا يتجاوز 4.7% من إجمالي عددها الكلي في المملكة، فيما تشير أيضاً إلى أن مشاركة المرأة السعودية في العمل الخاص لا تزيد على نصف نقطة بالمئة فقط، كما أن حجم الاستثمار النسائي لا يتعدى 21%، وإن قراءة متمهلة لتلك الأرقام، تشير إلى أن الحجم الحقيقي لمساهمة سيدات الأعمال في تعزيز الاقتصاد الوطني ما تزال دون الطموح والمأمول. لكننا بالرغم من ذلك كله إذا نظرنا إلى ما كان عليه واقع مساهمة المرأة السعودية في النشاط الاقتصادي بالأمس مقارنة بما نحن عليه اليوم، لأدركنا أن الغد يحمل الكثير من الفرص للقطاع النسائي الحيوي المتنامي، لكن على سيدات الأعمال أنفسهن أن يزدن من تفاعلهن مع المستجدات الاقتصادية المحلية والعالمية، ويدركن بجلاء أن الفرص المتاحة أمامهن هي أكثر من ممتازة. توفر البيئة المناسبة يفتح المزيد من فرص العمل للمرأة * "الرياض": بماذا تفسرين حرص فرع السيدات على مواصلة تنظيم ملتقى سيدات الأعمال الثقافي بانتظام، وماذا تطمحون لتحقيقه من أهداف من خلاله؟ - إننا ننظر إلى هذا الحدث ومن خلال التجربة الفعلية باعتباره آلية مهمة تجمع سيدات الأعمال بصورة منتظمة سنوياً، من أجل طرح هموم وقضايا قطاع الأعمال النسائي على بساط البحث والتمحيص، والمشاركة الفاعلة في توجيه دفة سفينة الهموم والشأن التجاري والاستثماري الخاص بسيدات الأعمال، ووضع الاقتراحات والحلول التي تعالج مشكلات تنظيم بيئة العمل ومناخ الاستثمار الذي تعمل تحت ظلاله سيدات الأعمال. كما يسعى الملتقى إلى المشاركة في صنع ودفع القرار المؤثر في معترك العمل الاقتصادي لسيدات الأعمال، وعرض رؤية قطاع الأعمال النسوي تجاه كل ما يتصل بمصالحهم، ويهيئ السبيل أمام تذليل المشكلات التي تجابههن، ويسهم في تطوير وتحسين البيئة والمناخ الذي يعملن فيه تنظيمياً وإدارياً، بهدف تحويل نشاط سيدات الأعمال إلى رافد قوي وداعم للاقتصاد الوطني وجهود التنمية الشاملة جنباً إلى جنب مع نشاط رجال الأعمال، وتلك بصورة عامة هي الأهداف التي يرمي الفرع لتحقيقها. كما يسعى الفرع كذلك إلى جعل الملتقى وسيلة لتعزيز جسور التواصل والحوار بين سيدات الأعمال والفرع النسائي والمجلس التنفيذي للفرع، وهذه هي الرؤية العامة والإستراتيجية التي ينطلق منها المنتدى بشكل عام. * "الرياض": إلى أي مدى أنتم راضون عن مستوى مشاركة سيدات الأعمال وتفاعلهن مع نشاطات الفرع النسائي، ومنها سلسلة الملتقيات الثقافية، وهل ترون أن مستوى الوعي لدى النساء بأهمية هذه المشاركة قد ارتفع، أم أنكم ترون قلة مستوى الوعي؟ - بشكل عام نحن راضون عن مستوى المشاركة النسائية والتفاعل الإيجابي المتزايد يوماً بعد يوم مع أنشطة وفعاليات الغرفة، وهو ما يعكس ارتفاع مستوى الوعي لدى القطاع النسائي بأهمية المشاركة فيما يخص الشأن الاقتصادي النسائي، وقد لاحظنا تطوراً في معدل ومستوى المشاركة من قبل المجتمع النسائي منذ بدء سلسلة الملتقيات الثقافية الذي نحرص على عقده بشكل دوري سنوياً. ومن أهدافنا في الفرع النسائي بغرفة الرياض أن نشجع على إشاعة مستوى المشاركة النسائية في كل فعاليات الفرع التي تطرح طيفاً واسعاً من القضايا المتصلة بالشأن الاقتصادي سواء على مستوى الاقتصاد الوطني ككل أو على مستوى ممارسة سيدات الأعمال للنشاط التجاري والاستثماري. * الرياض: ما هي مطالب سيدات الأعمال السعوديات بصورة أكثر وضوحاً؟ - سيدات الأعمال السعوديات كما سبق أن أشرت حظين باهتمام كبير من الدولة خصوصاً في السنوات الأخيرة، حيث تم تحسين عدد من الأنظمة المتعلقة بممارسة سيدات الأعمال للأنشطة الاستثمارية والتجارية ومن أهمها إلغاء شرط عمل سيدة الأعمال من خلال وكيل شرعي رجل، لكن المشكلة ما تزال تكمن في التطبيق، ولعل هذا أهم مطالب سيدات الأعمال، عدم وضع العراقيل أمام تطبيق هذا القرارات، وهناك عمل متواصل سواء من اللجنة النسائية الوطنية أو الفرع النسائي لحصر المعوقات التشريعية والإجرائية والفنية التي تواجه المستثمرات السعوديات وتحول دون توسع أعمالهن التجارية، ومناقشة التقرير الذي نتج عن عقد ورش عمل "واقع وحلول عمل المرأة في القطاع الخاص" ونتائج ورش عمل "القرار :120 الواقع والمأمول" التي سبق أن نظمتها اللجنة الوطنية في عدد من مناطق المملكة. وهناك أيضاً بعض المتاعب التي تواجهها مراكز التدريب النسائية في مجال الحصول على التراخيص لتقديم بعض البرامج التدريبية للنساء، وهو ما قد يعوق عمل هذه المراكز ويؤثر على أدائها لتدريب وتأهيل النساء بما يخدم السوق المحلية ويوفر لها احتياجاتها من الكفاءات النسائية الوطنية، فأحياناً تتأخر التراخيص بدرجة تعوق تنفيذ البرامج، وربما لا تصدر تلك التراخيص أصلاً. وأعتقد أن من المهم أيضاً أن تقوم الجهات الحكومية المعنية بالتشاور مع القطاع الخاص قبل إقرار أو تنفيذ اللوائح ذات المساس المباشر بمجال التدريب والتأهيل لتتوافق تلك البرامج مع الاحتياجات الأساسية للقطاع وما يلبي حاجة السوق المحلية، ويجب أن يكون القطاع الخاص شريكاً فاعلاً في مجال التنمية البشرية.