حذرت دراسة سعودية أعدها الدكتور مشعل بن عبد الله القدهي بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية من انتشار المواقع الإباحية على الانترنيت منوهة بأن هذه المواقع أخذت تتفشى خلال الفترة الماضية . وحذر الباحث في الدراسة التي حملت عنوان "المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت وأثرها على الفرد والمجتمع" من أن هناك عدة دول بعينها أصبحت تستهدف المنطقة العربية من خلال بث تلك المواقع الإباحية لإفساد ذوق وأخلاق الشباب العربي . واوضحت الدراسة ان المملكة تعد من الدول القليلة جدا التي أدركت حكومتها أهمية هذا الأمر فطبقت الإجراءات التي تحول دون نفوذ هذه المواقع على مستوى الدولة ككل فهي بذلك تعتبر من الرواد في هذا المجال. واشارت الي أن باقي الدول التي تتبع سياسة الحجب فإنها في غالبها تحجب شيئا قليلا جدا من المواد الإباحية بالإضافة إلى كون أجهزة الحجب لديها ضعيفة جدا ومقترنة بثغرات كبيرة. عناصر تجارتها وأبدى الباحث تخوفة من تفشي ظاهرة إقبال المواطن العربي على تلك المواقع التي بدأت تستهدفه بصورة متزايدة حيث ذكرت وزارة العدل الأمريكية في دراسة لها أن التجارة في المواد اللا أخلاقية تجارة رائجة جدا يبلغ رأس مالها ثمانية مليارات دولار ولها أواصر وثيقة تربطها بالجريمة المنظمة. وإن عناصر هذه التجارة تشمل وسائل عديدة كالكتب والمجلات وأشرطة الفيديو والقنوات الفضائية الإباحية والإنترنت. وتفيد إحصاءات مكتب التحقيقات الأمريكي (FBI) أن هذه التجارة هي ثالث أكبر مصدر دخل للجريمة المنظمة بعد المخدرات والقمار حيث إن بأيديهم 85% من أرباح المجلات والأفلام الإباحية . وفي أمريكا الآن أكثر من 900 دار سينما متخصصة في الأفلام الإباحية وأكثر من 15000 مكتبة ومحل فيديو تتاجر بأفلام ومجلات إباحية وهذا العدد يفوق حتى عدد مطاعم ماكدونالد بنسبة ثلاثة أضعاف . وكانت أمريكا في الماضي تحارب إلى درجة كبيرة انتشار الإباحية في مجتمعها بفرض بعض الأنظمة والقوانين، ولكن من الملاحظ في هذا العصر أن المعارضين لانتشار الإباحية بدأوا يخسرون هذه الحرب حيث نجحت الاستوديوهات بتخفيف المراقبة على الأفلام وتغيير مفهوم الإباحية لدى المقيّمين فأصبحت الأفلام التي كانت تندرج تحت بند الأفلام الإباحية(X) قبل قرن يعاد تقييمها اليوم وإدراجها تحت بند (R) الأخف. كما تم إنشاء فئات أخرى بينية كفئة (NC-17) للهدف نفسه. عبر الانترنت وأكد الدكتور القدهي أن حجم الإقبال على شبكة الإنترنت يتضاعف تقريبا كل مائة يوم حيث صرحت وزارة التجارة الأمريكية بأن عدد الصفحات على الشبكة العنكبوتية بلغ 200 مليون صفحة في نهاية عام 1997 و 440 مليونا صفحة في نهاية عام 1998 وأن عدد رواد النسيج بلغوا 140 مليونا في عام 1998م ووصل هذا العدد إلى 8 مليارات في عام 2002م . ويقدر عدد الصفحات الإباحية في الإنترنت بنحو 2.3% من حجم الصفحات الكلية في الإنترنت وهذا العدد يعد صغيرا نسبيا إلا أنه لا يعطي الصورة الحقيقية لحجم المشكلة وتزعم شركة (Playboy) الإباحية بأن 4.7 مليون زائر يزورون صفحاتهم في الأسبوع الواحد . وقامت بعض الشركات بدراسة عدد الزوار للصفحات الإباحية في الإنترنت فوجدت شركة (WebSide Story) أن بعض هذه الصفحات الإباحية يزورها 280034 زائرا في اليوم الواحد وهنالك أكثر من مائة صفحة مشابهة تستقبل أكثر من 20000 زائر يوميا وأكثر من 2000 صفحة مشابهة تستقبل أكثر من 1400 زائر يوميا, وإن صفحة واحدة فقط من هذه الصفحات قد استقبلت خلال سنتين 43613508 زائرين. وفي سنة 1999 بلغت مجموعة مشتريات المواد اللاأخلاقية في الإنترنت 8% من التجارة الإلكترونية والبالغ دخلها 18 مليار دولار كما بلغت مجموعة الأموال المنفقة على الدخول على الصفحات الإباحية 970 مليون دولار ويتوقع أن ترتفع إلى 3 مليارات دولار في عام 2003 وهذه الصفحات تتكاثر بشكل مهول تبلغ مئات الصفحات الإباحية الجديدة في الأسبوع الواحد. كما تفيد الإحصاءات- على حد قول الباحث - إن 63% من المراهقين الذين يرتادون الصفحات الاباحية لا يدري أولياء أمورهم طبيعة ما يتصفحونه على الإنترنت. مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية المملكة نجحت في حجب المواقع اللا أخلاقية