أكد باحث سعودي في مجال الانترنت، اهمية دعم الابحاث والدراسات المعنية بحجب المواقع الاباحية عبر شبكة الانترنت العالمية، لما لها من خطورة على تنشئة وسلوك الانسان. وقال الدكتور مشعل بن عبدالله القدهي مساعد مدير عام وحدة خدمات الانترنت للشؤون الفنية في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ان الدراسات والابحاث اثبتت خطورة الاطلاع على المواقع الاباحية وما ينتج عنها من سلوكيات اجرامية مختلفة، قد تصل الى القتل. وأوضح الدكتور مشعل القدهي ان كثيرا من الدول العربية والاسلامية ما زالت تساورها الشكوك في جدوى حجب المواقع الاباحية، ولم ترسم خطة شاملة للتصدي لمثل هذه المواقع، فضلاً عن انها لم تخصص ميزانية لدعم الدراسات المعنية بذلك، في الوقت الذي تقوم دول الاتحاد الاوروبي بتفعيل وتطوير افضل النظم لحجب المواقع الاباحية في الإنترنت، حيث رصدت نحو 38,3 مليون يورو (193 مليون ريال) من ميزانيتها لدعم 37 مشروعاً بحثياً تتعلق بدراسة اضرار الاباحية، تضمنت موضوعات: الخطوط الساخنة (وسائل البلاغ عن المواقع التي ينبغي حجبها)، التقنين الذاتي، الحجب والتقييم، والتوعية، وذلك لوقف السيل الجارف من المواقع الاباحية التي تنتجها دولهم منذ سنوات. وفيما يتعلق بالحقائق المتعلقة بنظام حجب المواقع في المملكة العربية السعودية قال الدكتور مشعل القدهي: وجد عند تحليل فئات الصفحات التي يطلبها المشتركون والمتسببة في توليد صفحة الحجب الوطنية، ان نسبة 92,69٪ من عمليات الحجب هذه تكون بسبب محاولة زيارة موقع اباحي، فيما بلغت جميع محاولات الدخول للمواقع الاخرى مثل: (المخدرات، القمار، الارهاب، الاساءة الى الدين او الدولة، الخ...) نسبة 7,31٪. ويوجد جهود بارزة لبعض الدول الاوروبية في حجب المواقع الاباحية، فمثلاً في بريطانيا قامت شركة الاتصالات الوطنية BT (كبرى شركات الاتصالات) منذ 21/6/2004م بحجب الصور العارية للاطفال وذلك بتفعيل نظام حجب جديد اسمه (Operation Cleanfeed)، يحجب آلاف الطلبات يومياً، كما اوضحت الشركة بأن النظام الجديد قد حجب في فترة 22 يوماً اكثر من 230 الف محاولة للوصول الى موقع واحد فقط من تلك المواقع. أما في النرويج فقد اعلنت الادارة النرويجية العامة للبحث الجنائي بأنه تم رسمياً تفعيل نظام لترشيح خدمة الانترنت بالتعاون الثنائي بين شركة تقديم خدمة الانترنت تلنور (Telnor)، وبين كريبوس (KRIPOS) التي ستقوم بجمع قوائم بالمواقع الجنسية التي تحوي صوراً للناشئة. وفي استراليا فإن نسبة 93٪ من اولياء الامور والمراهقين يشجعون الحجب الآلي للانترنت لمنع تسلل الصور والمناظر الاباحية الى المنازل، وقد قامت استراليا بسن قوانين رسمية لتقييد خدمة الانترنت، ومنع انتشار الاباحية، حيث ان القانون الاسترالي الذي تم اعتماده عام 2000م يحدد عدداً من فئات المواد التي ينبغي حجبها. أما في فرنسا، فقد كان من نتائج استطلاع للرأي العام أجري عام 2002م ان 64٪ من الفرنسيين اكدوا تأييدهم لمنع هذه المواد المنكرة على الانترنت، في الوقت الذي اشارت فيه وسائل الإعلام الفرنسية مؤخراً الى تزايد عدد الجرائم الجنسية بين الشباب وخاصة ظاهرة الاغتصاب الجماعي من قبل المراهقين نتيجة ما يشاهدونه في الافلام الاباحية. وأفاد الدكتور مشعل القدهي ان أكبر مصادر المواد الاباحية المتخصصة في الاطفال، واكثر المنتجين لهذه الصور هي الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث نقلت اذاعة (BBC) البريطانية عن نتائج دراسة قامت بها كبرى الجمعيات البريطانية الخيرية National Childrenصs Homes، ما مفاده ان الولاياتالمتحدة احتلت المركز الاول في انتاج وتصدير هذه المواد، حيث انها تنتج ما لا يقل عن 55٪ منها، تليها روسيا وتنتج 23٪.