بدأنا كما بدأ غيرنا .. نعايش العولمة وتقنياتها الرهيبة.. ومن تلك العملات التقنية .. ما يسمى (الانترنت) هذه العملة ذات الوجهين وجه يمثلُ الحاجة التي فرضها إيقاع العصر والوجه الآخر حاجة تمثل رغبة وارادة في حياة الرفاهية ولو أخذنا الدراسة التي أجرتها مدينة الملك عبدالعزيز التقنية قبل فترة من الزمن لعلمنا أنَّ هذه الدراسة تقول إن عدد الصفحات أو المواقع على شبكة الانترنت العالمية .. يتزايد بالآلاف في كل فترة من الزمن.. وقد وصلت قبل عامين تقريباً إلى أكثر من 9 مليارات موقع على هذه الشبكة. والمؤسف .. وهذا بيتُ القصيد أن المواقع الإباحية.. الموجودة على تلك الشبكة.. هي الأكثر رواجاً وهي الأكثر.. دخولاً اليها. وقد وجد تجار هذه العملة ورجال أعمالها أن تجارة الإباحية تصبُّ عليهم أموالاً كثيرة تفوق التجارة في مجالات أخرى.. مثلاً في عام 1999م بلغ مجموع الأموال المنفقة للوصول لتلك الصفحات حوالي مليار دولار وهذا قبل ثماني سنوات ولكم أن تتصوروا في هذه السنوات الثماني ما الذي حدث؟؟!! في عام 2003م بلغ الإنفاق أكثر من 3 مليارات دولار للوصول إلى هذه المواقع الاباحية.. وفي دراسة أجريت على شبابنا في هذه البلاد .. وجِدَ أنَّ أكثر من 40% ممن ينغمسون في مواقع الحوار والتواصل التي تجر الى الرذيلة .. وتبدأ من تشيلي وامريكا الشمالية وتصل الى فنزويلا واستراليا.. الى جنوب افريقيا.. يقول بعضُ مسؤولي هذه الشركات في امريكا إن عدد الذين يدخلون الى صفحات شركاتهم في الاسبوع الواحد.. يبلغ أكثر من (4.5 مليون) والبعض الآخر يقول: إن عدد الذين يزورون مواقعهم الاباحية في اليوم الواحد أكثر من (30 ألفاً).. وهناك موقع استقبل خلال سنتين تقريباً أكثر من 400 مليون زائر. بل ذكر موقعٌ من هذه المواقع الاباحية أن لديه نصف مليون صورة خليعة.. وأنه وزعها أكثر من مليار مرة.. هذه المواقع غيّرت كثيراً من عقول شبابنا.. وأصبحت عقولهم سيئة بليدة.. وأخيراً لنأخذ مثالاً واحداً لنعرف حجم ما تجره هذه المواقع.. رجل اختطف أكثر من (40) امرأة وكان يكتفي بالتعذيب والخنق والاغتصاب ، بل يتفنن في أنواع الشناعة كأن يقوم بنهش اللحوم.. وتشويهها بالسكاكين واصغر ضحاياه طفلة تبلغ من العمر عشر سنوات قام بخطفها وتعذيبها واغتصابها.. ثم قتلها شنقاً وترك جثتها ليأكلها العفن في مرحاض للخنازير (أكرمكم الله) هذا المجرم كان يوماً من الأيام مواطناً صالحاً في بلده.. له شهادة جامعية ومكانة أسرته مكانة راقية .. وقال قبل اعدامه واعترافه.. "إنكم سوف تقتلونني الآن وهذا سوف يحمي المجتمع من شري ولكن هناك الكثير من أمثالي..ممن أدمنوا الصور الاباحية .. وأنتم لا تفعلون شيئاً لحل تلك المشكلة.. إن هذه الصور.. هي التي غذت تفكيري بنوع معين من التصرفات كالإدمان.. حيث نتطلع دائماً إلى ما هو أصعب وأصعب حتى نصل إلى درجة بحيث لا يمكن لهذه الصور أن تفعل شيئاً فنصل الى نقطة لا بد معها من الممارسة الى حدِّ الاشباع وقال: ولدّت لدينا هذه الصور شعوراً وتصرفات غريبة دعتنا لارتكاب الجرائم البشعة.. إلى أن قال:" اننا لم نولد وحوشاً .. نحن ابناؤكم تربينا في بيوت محافظة ولكن المواد الاباحية التي تُعرض علينا او نذهب اليها دون أن يعلم أهلونا.. هي السبب. هل تذكرون الطفلة الصغيرة التي اختطفتْ قبل فترة في منطقة من مناطق المملكة لم يتجاوز عمرها السنوات الأربع وفعل بها الفاحشة، إذن لا بد أن نقف جميعاً في وجه هذا المد الرهيب المتزايد.. والمطلوب.. أولاً: العودة الى البيت ثانياً: توفير البدائل. ثالثاً: مطالبة المسؤولين بالتدخل السريع واطلب منكم أيضاً أن تبحثوا معي عن حلول لأن المشكلة تحتاج اطرافاً كثيرة.. وأشكر مدينة الملك عبدالعزيز للتقنية على جهودها الخارقة.