إن العملية الأخيرة الناجحة التي حققها رجال الأمن لضرب أوكار الإرهاب والضلال في عنيزة تعبر عن مدلولات كثيرة وأهمها يقظة رجال الأمن وقدرتهم على الوصول إلى أوكار الجريمة وضربها. كما أنها تثبت أن فرق الضلال تتمتع بكثير من الجهل الأمني مثلما تتمتع بكثير من الجهل الديني والفكري. إن أوكار الضلال تتهاوى. والضربات الناجحة لقوات الأمن لأوكار الجريمة تتواصل لتخليص المجتمع من هذا المرض الغادر الذي يتسلل إلى عقول شبابنا لتسميمها وتوجيه طاقاتهم وعزائمهم إلى هدم المجتمع بدلاً من المشاركة في البناء. وهذا يعني أن أعداء الإسلام وأعداء البلاد يصابون بالكدر والحزن مع كل عملية أمنية ناجحة ضد أدوات الضلال. لأن قتل كل ضال او اعتقاله يعني تخليص العقل الاجتماعي وعقول الشباب بصفة خاصة من جرثومة هدم تعمل على تسميم أفكار الشباب لكي يكونوا أولاً أعداء لدينهم، وثانياً أعداء لوطنهم وثالثاً أعداء لمجتمعهم، ورابعاً لكي يكونوا أسلحة موقوتة تحقق لأعداء الدين والمجتمع والبلاد أمانيهم القديمة في تدمير هذه البلاد التي حملت مشعل الإسلام منذ بدء الرسالة الخالدة، وتحملت من أجل الإسلام وعزته كل الضغوط والحروب ودفعت أغلى الأثمان لكي تتمسك بدينها وأخلاقها. وحاول أعداء الدين والوطن بكل الوسائل والأساليب معاقبة هذه البلاد على تمسكها بدينها ونهضتها الاقتصادية والمدنية الخلاقة ومكتسباتها الغالية. ففشلت كل مساعيهم وخططهم. وهم يجربون كل فترة وسائل جديدة في سعيهم الدؤوب لمحاربة بلادنا. وأخيراً وجدوا ضالتهم في أن يضربوا البلاد من خلال شبابها المتدين، بعد أن جربوا ضرب البلاد من خلال شبابها غير المتدين في الستينيات والسبعينيات. فوجدوا ضالتهم في شباب يتعاطفون مع الشعارات الدينية ويمكن تجنيدهم بسهولة ويسر. لهذا السبب أعطوهم جرعات دينية، ولكنها جرعات مسمومة مدسوسة على الدين أفقدت الشباب قدرتهم على التمييز والتفكير السليم وجعلتهم أدوات صماء يمكن التحكم بها بأي شكل وفقاً لأهواء الأعداء ومخططاتهم. بل جعلت الشباب يرتكبون، باسم الإسلام، جرائم لايمكن أن يفكر فيها مسلم سليم العقل والبديهة. وحملتهم على ارتكاب جرائم بحق أغلى ما يتمسك به المسلم وهو احترام الوالدين وطاعتهما. بينما كل هؤلاء الضالين أجمعوا على خداع آبائهم ومعصيتهم وجلب العار والمآسي لهم. وإيذاء الوالدين أو تجاهلهم أو الاستخفاف بهم جريمة لايمكن أن يرتكبها مسلم صحيح العقل يفهم أبسط مبادىء الدين. ولكن شيوخ الضلال يزينون لهؤلاء الشباب معصية الوالدين وعداوة الوطن والمجتمع. (مراقب)