تحدث صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ظهر أمس إلى أعضاء مجلس الشورى حول أحداث التفجيرات في الرياض وما تبعها من مداهمة مخابئ الإرهاب وأوكار الجريمة في المدينتين الطاهرتين مكةالمكرمة والمدينة المنورة. وقد طرح سموه أسئلة بالغة الأهمية حول ما حدث.. والإجابة عن هذه الأسئلة هي التفسير الواقعي لما حدث والدواء الناجع لهذه الأمراض التي تلبست شبابا من هذه البلاد أخطأوا الطريق وضلوا الهدى. ويتعين أن تكون هذه الأسئلة التي طرحها سمو الأمير نايف برنامج العمل الذي يجب أن تحققه الفعاليات الاجتماعية والمؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية في المملكة لكي تستخلص النتائج ولا يسمح للأخطاء بأن تتكرر.. حتى وإن كانت قناعتنا هي أن الفكر الظلامي والسلوكيات الدموية المدمرة إنما هي سلعة مستوردة لم تعرفها بلادنا بهذا الحجم طوال العقود الماضية. بل إن هوية المواطن السعودي هي سمة للسلام والمحبة واللين واللطف في كل مكان يحل به.. ولابد أن الأفكار الضالة العنيفة المدمرة، قد جاءتنا من وراء الحدود. وهي جاءتنا بالفعل من وراء الحدود، فقد كان شبابنا يذهب إلى أفغانستان للتزود بالأفكار الظلامية ويتدرب على أعمال التخريب والتدمير.. بينما الإسلام هو دين بناء لا هدم.. ودين سلام لا عدوان ودين رحمة لا قسوة. والأفكار الظلامية التي كانت تزرع في مخيخات شبابنا هي إجرام خالص،لا يمكن التسامح معه ولا تجاهله ولا السماح له بالحياة أو الاستمرار في مجتمعنا. ولا أكثر إجراماً من قوم يذهبون ويعودون محملين بنزعات التدمير والتخريب لأوطانهم وإهدار دم مواطنيهم. ولا نعلم أي إسلام يستبيح دماء الناس ويستحب تدمير الأوطان ونعم الله بكل البساطة واليسر.. وأي دين يحل الخراب بدلا من العمار والحقد والكره بدلا من المحبة والسلام.. ويغذي النزعة الإجرامية في الأنفس الشيطانية ويزين للمجرمين كل سبيل إلى الضلال.. وأي إسلام ينتهك الحرمات والمعاهدات ويعصي القرآن الكريم ويضرب بسنة رسول الله عليه وسلم عرض الحائط.. وأي إسلام هذا الذي لم يجده علماء الأمة الإسلامية، بينما وجدته فئة قليلة ضالة مضلة ممن يزعمون أنهم مشايخ وهم يتاجرون بالدين ودماء الشباب الطاهرة. إن إسلامنا هو الأنقى وبلادنا هي الأقوى، وليس أمام هذه الفقاعات المرضية التي عاثت فساداً وكرهاً سوى الفناء.