أعلنت الحكومة العراقية المؤقتة مساء أمس إنجاز عمليات (الفجر) لاستئصال المقاتلين من مدينة الفلوجة، باستثناء بعض (الجيوب) وهروب المطلوب الاول في العراق أبو مصعب الزرقاوي وعبدالله الجنابي أحد قادة المسلحين. وكان متحدث باسم الجيش الامريكي قد اعلن ان 22 جنديا امريكيا وخمسة من القوات العراقية قتلوا واصيب 170 جنديا امريكيا بجروح في الفلوجة. وقدر الخسائر في صفوف المقاومة بحوالي 600 قتيل لكنه لم يكشف عن حجم الخسائر في صفوف المدنيين في المدينة التي لا توجد فيها اي مرفق طبي لاسعاف المصابين والتي هجرها معظم الاهالي تحسبا للهجمات التي بدأت الاثنين الماضي. وبنبرة اتسمت بالحدة والوعيد قال قاسم داوود وزير الدولة لشؤون الأمن الوطني في مؤتمر صحفي ببغداد بعد ظهر أمس ان العمليات أسفرت عن اعتقال حوالي مئتين من المسلحين ومقتل أكثر من الف ممن وصفهم بالارهابيين والصداميين، مهددا بضرب كل مسلح بقوة ومؤكدا على أن العجلة لن تعود الى الوراء. واكد ان الزرقاوي و(رئيس مجلس شورى المجاهدين) عبدالله الجنابي هربا مع مبادئهما التي جعلوا انصارهما يذوقون المنية بسببها. وقال إن الطغاة اينما وجدوا بدءا من أسامة بن لادن مرورا بأيمن الظواهري وصدام حسين قائدهم المنصور وتعريجا على الزرقاوي هربوا الى جحر .. والآن يذوقون بئس المصير .. فوجئنا بان اكثر من 90 في المئة من ابناء الفلوجة قد هجروا المدينة. وقال: ان الحكومة العراقية مصرة على ان تستخدم كل وسائل القوة من اجل تصفية القتلة، مشيرا بذلك الى بعض فلول الصداميين وما يسمون انفسهم بالاسلاميين وهم متطرفون متشددون قتلة جعلوا جثث الاطفال في الشوارع. في غضون ذلك، تمكنت قافلة اغاثة تحمل مواد غذائية ومساعدات طبية من دخول الفلوجة وسط مخاوف من حدوث ازمة انسانية. وقالت الناطق باسم الجمعية فردوس العبادي ان القافلة دخلت الفلوجة (في الساعة 15.25). ودخلت القافلة من الشمال تتقدمها احدى سيارات الاسعاف حاملة لافتة كبيرة للهلال الاحمر العراقي وتضم اربع شاحنات محملة بمواد اغاثة وثلاث سيارات اسعاف تقل كادرا طبيا. وكانت الشاحنات التي حملت اعلاما في مقدمتها حملت باغذية كالخبز والارز والماء وتجهيزات طبية الا ان العبادي حذرت من قلة تلك المواد وعدم كفايتها الحاجة الماسة داخل المدينة وفي محيطها. ويعتقد العاملون في الهلال الاحمر العراقي ان 150 عائلة على الاكثر لاتزال في قلب الفلوجة لكنهم قلقون ازاء عشرات الالآف من اللاجئين الذين يقيمون في مخيمات خارج المدينة. وارسلت جمعية الهلال الاحمر العراقية الجمعة الماضي ثلاث شاحنات اغاثة وسيارة اسعاف الى مدينة الحبانية السياحية حيث يعيش 1500 شخص في مخيمات بعد هروبهم من الفلوجة، الى جانب عدد آخر من اللاجئين موزعين في مناطق مثل عامرية الفلوجة التي تؤوي 400 عائلة وغيرها من المناطق. وقال الضابط في الكتيبة الثالثة للفوج الخامس من مشاة البحرية المتمركزة في حي الجولان بالفلوجة كولونيل باتريك ان القوات الامريكية والقوات العراقية قد تحتاج الى بعض الوقت وبذل الجهود للسيطرة الكاملة على المدينة، بعد ستة ايام من بدء عملية الفجر التي يطلق عليها الجيش الأمريكي (الشبح الغاضب). ويقوم مشاة البحرية الامريكية (المارينز) والجيش بالتنقل من مبنى الى آخر خلال تقدمهم في حين يتمركز بعض المسلحين على سطوح المنازل منذ الاثنين. ونقلت فرانس برس عن آمر الكتيبة الخامسة الميجور تود ديغروسييه ان حوالي 50% من حي الجولان تم (تطهيره) من قبل مشاة البحرية بعد تقدم خاطف اكتسح المدينة، مشيرا الى عدم وجود سقف زمني يحدد موعدا لانتهاء العملية العسكرية في الحي لبدء علمية اعادة الاعمار. واضاف ليست لدي فكرة لكن حتى بعد تطهير آخر مبنى وفتح المدينة الخالية ابوابها فان مالاي يعتقد ان المتمردين سيعودون مجددا، معربا عن اعتقاده بان الكثيرين من قادتهم هربوا. وفي الموصل، استولى مسلحون يسيطرون على مناطق في جنوب الموصل وغربها امس السبت على مركزين للشرطة وقاموا بحراسة حواجز على الطرق بينما تخرج ثالث كبرى مدن العراق عن نطاق السيطرة الامريكيةوالعراقية على ما يبدو. وقال سكان في احياء المدينة التي تقع على نهر الفرات على بعد 390 كيلومترا شمالي بغداد، لرويترز، انه ليس هناك حضور يمكن مشاهدته لقوات الامن العراقية أو القوات الامريكية اليوم السبت. وقالوا ان المسلحين سيطروا على بعض المناطق. وأقام متطوعون دوريات لمراقبة الامن في المناطق التي ليس للمقاومين حضور قوي بها حيث أقاموا حواجز على الطرق ونظموا دوريات ليلية لردع اللصوص والنهابين. ولم يذكر أي من السكان الذين قابلتهم رويترز اسماءهم بالكامل قائلين انهم يخشون على حياتهم. ووصفوا الاجواء في المدينة بأنها متوترة وفي حالة انفلات امني. وتتعرض الموصل لاندلاع العنف بصورة متكررة على مدى العام الماضي لكن السكان يقولون ان موجة العنف خلال الايام الماضية هي الاسوأ منذ نهاية الحرب العام الماضي. ونفى الجيش الامريكي أن تكون المدينة خرجت عن نطاق السيطرة العراقية أو الامريكية وقال ان الوضع أكثر هدوءا مع اشتباك متقطع فقط في بعض المناطق. وأضاف إنه أعيد فتح ثلاثة جسور على نهر الفرات. وسادت الفوضى في الموصل التي يقطنها مليونان يومي الاربعاء والخميس الماضيين عندما هاجمت مجموعات من المسلحين تسعة مراكز للشرطة على الاقل وسرقوا أسلحة وسترات واقية من الرصاص وأشعلوا النار في المباني. وقال شهود ان المسلحين خاضوا معارك في الشوارع مع وحدات من الشرطة والحرس الوطني العراقيين مما أسفر عن مقتل خمسة من أفراد الحرس في هجوم واحد. وقتل جندي أمريكي في هجوم آخر. وقال شهود ان أفرادا من الشرطة العراقية في بعض الحالات خلعوا زيهم وانضموا لرجال المقاومة. وأقالت الحكومة العراقية قائد قوة شرطة الموصل. وفي ألمانيا وصل جنود امريكيون أصيبوا في عمليات الفلوجة الى قاعدة رامشتاين الجوية. وقال ناطق باسم الجيش الامريكي يوم الجمعة ان القوات الامريكية احتلت نحو 80 في المئة من الفلوجة. ويقول الجيش الامريكي ان 22 جنديا امريكيا وخمسة من القوات العراقية قتلوا فيما اصيب 170 جنديا أمريكيا في الفلوجة. وحدد خسائر المسلحين بنحو 600 قتيل ولكنه لم يقدم اي تأكيد بشأن عدد الضحايا من المدنيين في الفلوجة التي اصيبت فيها المراكز الطبية بالشلل. وسوف ينقل المصابون الى مركز لاندشتول الطبي للعلاج او يعادون الى الولاياتالمتحدة. جنود أمريكيون في حالة هجوم في أحد شوارع الفلوجة