تمحورت الانتخابات الرئاسية الأميركية بشكل رئيسي حول ملف السياسة الخارجية. كما أن الرئيس الأميركي في حاجة لكسب المزيد من الحلفاء الدوليين لحل الأزمات الدولية والملفات الشائكة. الدليل إنه بعد المناظرات الرئاسية والخطابات الانتخابية للرئيس بوش التي أشبعت بالحديث عن شئون السياسة الخارجية، فإن الناخبين الأميركيين كانوا بالأمس على دراية تامة بمواقف الرئيس الأميركي إزاء القضايا المركزية في سياسة أميركا الخارجية، كما دعت العالم لاحترام قرار الشعب الأميركي في التصويت لبوش لفترة رئاسية ثانية. ان الروح الوطنية المتشددة وما صاحبها من أضرار في الخارج وهتك للحقوق المدنية في الداخل تحت ذريعة الدفاع عن مصالح الولاياتالمتحدة قد أجيزت بشكل ديموقراطي، الأمر الذي يجعل أصدقاء وخصوم واشنطن على حد سواء يفكرون مليا في كيفية الحفاظ على مصالحهم في العالم الجديد. إلا أننا نعتبر أن لدى بوش حلفاء دوليين بالرغم من سياساته التي أضرت كثيرا بمركز الولاياتالمتحدة في المجتمع الدولي مشيرة إلى الترحيب الذي لقيه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون في أعقاب إعلان فوزه بالولاية الثانية، وتقول إن بوتين وشارون يعتقدان بأن حرب بوش على الإرهاب قد تعطي الشرعية لطريقة معاملتهما للشيشان والفلسطينيين. وندعو الرئيس بوش إلى التركيز في شئون السياسة الخارجية حالما ينتهي من احتفالات النصر. كما أنه يتوجب عليه استمالة المزيد من الحلفاء في معالجته لأهم ثلاث أزمات دولية تواجهه في فترته الرئاسية الثانية: العراق، وبرنامج إيران النووي، وأسلحة كوريا الشمالية النووية. أن الولاياتالمتحدة ستبقى في حاجة ماسة لأية مساعدة عسكرية كانت أم ديبلوماسية لضمان نجاح الانتخابات العراقية المقرر إجراؤها في يناير القادم. وعلى صعيد آخر، الإدارة الأميركية يلزمها التنسيق والتعاون الدوليان لاحتواء الخطر النووي الإيراني والكوري الشمالي. ختاما، فإن مفتاح السياسة الخارجية في ولاية بوش الثانية يكمن في العلاقة مع أوروبا التي أبدت استعدادا لطي صفحة الخلافات والبدء بالعمل البناء مع الإدارة الجديدة.