وصف الرئيس الأميركي جورج بوش فوزه بولاية رئاسية ثانية بأنه تاريخي داعيا الأميركيين إلى دعم البرنامج السياسي الذي وضعه للسنوات الاربع المقبلة، فيما توقع مراقبون تغييرات على فريقه الحكومي تشمل اخراج وزير الخارجية كولن باول ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس. ووعد بوش في أول خطاب بعد إعلان فوزه ببذل أقصى ما في وسعه لتحقيق مصالح الولاياتالمتحدة ليستحق ثقة الأميركيين، وحيا خصمه الديمقراطي جون كيري معتبرا أنه وأنصاره يمكنهم أن يفخروا بما بذلوا من جهد. وكان السيناتور الديمقراطي جون كيري قد أقر علنا بهزيمته في مواجهة غريمه بوش. وقال كيري في حشد من أنصاره في بوسطن: لم أكن لأتراجع لو كانت هناك أي فرصة.. وأشاد جون ادواردز المرشح نائبا للرئيس مع كيري بالسيناتور المهزوم قائلا إنه أمريكي عظيم. وتعهد بوش في خطاب الفوز، بإن الولاياتالمتحدة ستواصل حربها على الإرهاب وما تقوم به في العراق وأفغانستان بالتعاون مع الحلفاء الجيدين. ووعد الرئيس الأميركي بسحب الجنود الأميركيين من العراق وأفغانستان بعد انتهاء مهمتهم. واعتبر أن الحربين اللتين خاضهما في رئاسته الأولى كانتا دفاعا عن النفس ولخدمة قضية الحرية. وأضاف: سنساعد الديمقراطيات الناشئة في العراق وأفغانستان حتى تقوى وتدافع عن حريتها وعندها سيعود الجنود الأميركيون لبلادهم. وتوقع المراقبون أن يجري بوش بعض التعديلات في فريقه الحكومي الذي سيرافقه في السنوات الاربع المقبلة. وسيكون التغيير الرئيسي، بحسب هؤلاء المراقبين، في وزارة الخارجية، حيث من المتوقع مغادرة كولن باول (67 عاما) ليخلفه جون دانفورث السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة. كما تدور تكهنات بأن مستشارة الرئيس للأمن القومي كوندوليزا رايس ستقرر كذلك ترك البيت الأبيض ليخلفها مساعدها الحالي ستيف هادلي (54 عاما). أما وزير الدفاع دونالد رمسفيلد (72 عاما) فسيبقى على الأرجح في منصبه على الأقل خلال السنة الأولى من ولاية بوش الثانية.. ولكن يمكن أن يغادر رمسفيلد منصبه اعتبارا من الصيف المقبل ليحل محله السفير الأميركي في ألمانيا دانيال كوتس. وبعد الفوز بولاية أوهايو التي اثارت مخاوف الاميركيين من عودة سيناريو انتخابات 2000، بات بحوزة بوش 274 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي أي أكثر من الأصوات المطلوبة وعددها 270 صوتا.. واستقرت الحصيلة التي جمعها كيري عند 252 صوتا. والى جانب وصول رئيسهم للمرة الثانية الى البيت الابيض، فقد احتفظ الجمهوريون بالغالبية في مجلسي الكونغرس محققين عدة انتصارات في جنوب البلاد لتعزيز غالبيتهم السابقة في مجلس الشيوخ. وافلت الديموقراطيون من هزيمة نكراء في الكونغرس بفضل شخصيتين بارزتين هما كين سالازار وهو من اصل اميركي لاتيني والمحامي الخلاسي باراك اوبما. وقد فازا بمقعدين في مجلس الشيوخ عن ولايتي كولورادو (غرب) وايلينوي (شمال). في المقابل مني الديموقراطيون بهزيمة رمزية جدا في داكوتا الشمالية (شمال) حيث فقد توم داشل زعيم الكتلة الديموقراطية في مجلس الشيوخ منذ عشر سنوات مقعده امام الجمهوري جون تون اثر منافسة شديدة جدا. اما في مجلس النواب الذي يتم تجديده بالكامل (435 مقعدا) فيقدر عدد المقاعد التي فاز بها الجمهوريون ب228 . وبات الجمهوريون في موقع قوة سيسمح لهم بعد فوز بوش بالانتخابات الرئاسية بتطبيق برنامجه من دون اي مشاكل. لكنهم لن يتمتعوا بغالبية ستين صوتا في مجلس الشيوخ التي تؤهلهم للمصادقة على التعيينات المهمة والتي من شأنها ان تسمح لهم بافشال اي مناورة من قبل المعارضة لتعطيلها. وكل المعارك التي كانت محفوفة بالخطر بالنسبة للجمهوريين انتهت لصالحهم ولا سيما في اوكلاهوما حيث فاز المحافظ المتشدد توم كوبورن على نائب ديموقراطي منتهية ولايته وفي كنتاكي حيث احتفظ لاعب البيزبول السابق جيم بانينغ (73 عاما) بمقعد رغم الهفوات التي قام بها والقت الشكوك على قواه العقلية. وفي اول رد فعل روسي على نتيجة الانتخابات الاميركية، اعتبر الرئيس فلاديمير بوتين ان فوز بوش يعني إن الأميركيين لم يستسلموا للخوف وإنهم اخذوا القرار الصحيح في مواجهة الخطر الإرهابي. ومن جانبه، دعا الرئيس المصري حسني مبارك الرئيس الاميركي جورج بوش الى استخدام ادارته الجديدة في العمل من اجل تحقيق السلام في الشرق الاوسط بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي. وقال في مؤتمر صحفي عقده مع المستشار الالماني جيرهارد شرودر وقال الاخير: نأمل ان تتمكن ادارة السيد بوش الجديدة مع الاتحاد الاوروبي من ممارسة تأثير من اجل الوصول الى تطور سلمي في المنطقة. وقال شرودر انه والرئيس مبارك يتفقان على ضرورة توفير قوة دافعة اكبر للخطة الدولية للسلام بين اسرائيل والفلسطينيين المعروفة باسم خارطة الطريق. وفي سوريا، أعرب وزير الإعلام مهدي دخل الله عن أمله في أن تحمل الولاية الثانية للرئيس بوش قدرا من الحوار والتعاون بين دمشقوواشنطن. وهنأ الرئيس الفرنسي جاك شيراك الرئيس الاميركي وقال انه يأمل ان تشكل ولاية بوش الثانية فرصة لتعزيز العلاقات الفرنسية الاميركية. وقال بولاجي اكينايمي وزير الخارجية النيجيري الاسبق: صوت الاميركيون لرامبو مسلح بدلا من شخص خاطب عقولهم. وأضاف: اعتقد ان كل كائن حي عندما يتعرض لخطر يهدد أمنه فانه يتوقف عن التفكير ويتصرف بشكل غريزي. وقال مودي اووري نائب الرئيس الكيني متحدثا بصفته الشخصية للصحفيين انه يخشى من ان تصبح الولاياتالمتحدة أكثر دكتاتورية وتطرفا خلال الفترة الثانية لرئاسة بوش. وأضاف: اعتقد اننا بصدد رؤية مزيد من الدكتاتورية على نطاق دولي. نحن بصدد رؤية مزيد من التطرف يخرج من هناك (الولاياتالمتحدة). نحن بصدد رؤية انعزالية اكثر حيث لا يهتم الامريكيون بالامم المتحدة ...وبالنسبة لي يعتبر هذا أمرا محزنا للغاية.