تعقد مؤسسة الفكر العربي مؤتمرها الثالث بعنوان (العرب بين ثقافة التغيير وتغيير الثقافة) في مدينة مراكش بدولة المغرب في الفترة من 1821 شوال المقبل. ويتضمن المؤتمر أربعة محاور تتناول ثقافة التغيير ومسبباتها ونماذج التغيير عند العرب وغيرهم ومنهج التغيير الثقافي وآلياته والمستقبل العربي في ظل ثقافة التغيير. كما سيقام على هامش المؤتمر ندوات وورش عمل تشارك فيها المؤسسات الحكومية والأهلية والمنظمات العربية والدولية المعنية بموضوع المؤتمر لعرض تجاربها وخبراتها في هذا المجال. من جهته أعرب علي ماهر السيد الأمين العام لمؤسسة الفكر العربي عن أمله في أن يكون المؤتمر السنوي الثالث للمؤسسة (مدخل الوعي العربي إلى تغيير مدروس ومنطق سليم يحكم العلاقات والمصالح بين الناس). ولفت ماهر الانتباه إلى أن المؤتمر يعقد في ظرف تواجه فيه الأمة العربية تحديات جسيمة ومخاطر عديدة جعلتها تسعى بجدية إلى التغيير النابع من إرادتها وتراثها وقيمها، موضحا أن موضوع التغيير مطروح بقوة في الوطن العربي ومشيرا إلى أن العرب يؤيدون التغيير الذي يحقق التطوير ويؤسس للتضامن والنهضة لاسيما وأنهم يدركون حاجتهم إلى بلورة رؤية ومناخ جديدين وعلاقات ومعايير مغايرة للسائد في إطار القانون والمسؤولية الخلقية والانتماء، مؤكدا في نفس الوقت ان العرب يؤمنون بأن الوعي المعرفي العميق والشامل هو المدخل للتغير والإصلاح وللحوار الهادف والبناء معتبرا أن قيام التغيير بوحي من إرادة خارجية لا تنبع من إرادة العرب أنفسهم يهدد بالنيل من الثقافة العربية، والتراث واللغة ومنظومات القيم الروحية والخلقية. كما تتناول هذه الندوات مواضيع (تأثير الفضائيات على الثقافة العربية) و(كيف يتعامل الإعلام غير العربي مع الثقافة العربية) و(رؤية منظمات حقوق الإنسان لثقافة التغيير وتغيير الثقافة في الوطن العربي) و(دور المنظمات الدولية في الاهتمام بالثقافة العربية). وستخصص ندوتان للشباب العربي الأولى تحت عنوان (رؤية الشباب العربي للثقافة العربية في ضوء الانفتاح على الثقافات العالمية) والثانية تحت شعار (ماذا تعني ثقافة التغيير وتغيير الثقافة للشباب العربي؟). وأفاد علي ماهر السيد أن الحوار المفتوح الذي درجت المؤسسة على إقامته في إطار مؤتمراتها السنوية سيتم هذه السنة مع كل من رئيس وزراء المغرب إدريس جطو ووزير الخارجية الإسباني ميغيل انخيل موراتينوس والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وأعلن الأمين العام لمؤسسة الفكر العربي أن المؤتمر سيكرم هذه السنة ست شخصيات عربية من بينها شخصية مغربية إلا أنه لم يفصح عن أسماء المكرمين موضحا أن الأمر ما زال في إطار دراسة الترشيحات. وكانت المؤسسة قد كرمت في مؤتمرها الثاني الذي عقد في السنة الماضية ببيروت وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى وذلك ضمن فئة الرواد. وأعرب علي ماهر السيد في ختام المؤتمر الصحافي عن الأمل في حضور إعلامي عربي كبير نظرا لأهمية الموضوع الذي يطرحه مؤتمر مراكش. الجدير بالذكر أن مؤسسة الفكر العربي هي مؤسسة دولية أهلية مستقلة, وهي مبادرة تضامنية بين الفكر والمال تهتم بالثقافة والعلوم ومختلف المعارف والمدارك من اجل نهضة وتنمية المجتمع العربي وتحقيق التكامل والتعاون العربي. وقد أسست المؤسسة بالقاهرة في الثاني يونيو من العام 2001 حيث اختير الأمير خالد الفيصل رئيسا وبيروت مقرا لها. وعقدت مؤتمرها السنوي الأول بالقاهرة والثاني في بيروت. وسيشارك في المؤتمر من المملكة الدكتورة ثريا التركي المحاضرة بالجامعة الامريكية في القاهرة والدكتور عبدالعزيز القاسم مدير مكتب القاسم للاستشارات بينما يشارك من العالم العربي مهدي ابراهيم نائب الأمين العام للمؤتمر الوطني بالسودان والدكتور شاكر النابلسي رئيس الرابطة الجامعية الامريكية من الاردن والدكتور محمد سليم العوا من مصر والوزير السابق محمد الشرفي من تونس والسيد هاني فحص من لبنان والدكتور عدنان الباجه جي وزير الخارجية العراقي السابق والدكتور خلدون النقيب استاذ بجامعة الكويت والدكتور علي أومليل سفير المغرب في بيروت والدكتور مسعود ظاهر استاذ التاريخ الحديث في الجامعة اللبنانية من لبنان والدكتورة ناديه مصطفى مديرة مركز البحوث والدراسات السياسية بجامعة القاهرة من مصر والدكتور عبدالهادي بوطالب مدير عام الايسيسكو السابق من المغرب والدكتور الطاهر لبيب مدير عام المنظمة العربية للترجمة من تونس والدكتورة مريم لوتاه استاذة العلوم السياسية بجامعة الامارات والدكتور احمد طالب الابراهيمي وزير الخارجية الجزائري السابق والدكتور بطرس غالي امين عام الاممالمتحدة سابقا من مصر والدكتور حسن نافعه رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة والدكتورة ريما خلف الأمين العام المساعد للامم المتحدة من الاردن والدكتور علي فخرو رئيس مركز البحرين للدراسات والبحوث والدكتور غسان سلامه وزير الثقافة اللبناني سابقا والمستشار لملك المغرب محمد القباج. وسيشارك من الدول الأوروبية والامريكية الدكتور فرنسوا بورجا من معهد الدراسات حول العالم العربي والاسلامي بباريس من فرنسا والدكتور شيرارد كوبركول سفير بريطانيا لدى المملكة والسفير الامريكي روبرت بيلليترو مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى سابقا.